بالأمس القريب؛ غادر هذه الدنيا الفانية صاحب المعالي الأستاذ هشام بن محيي الدين ناظر، ذلك الرجل الحبيب، القريب من القلب، يشهد بذلك كلُّ مَن تعامل معه رسميًّا، أو شخصيًّا. لقد بدأت معرفتي بمعاليه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود وأكثر، عندما زار الأحساء مدعوًّا من قِبَل جامعة الملك فيصل بالأحساء، وكنتُ -وقتها- رئيسًا لبلديتها، وألقى محاضرة عن التخطيط، وبعد المحاضرة فتح صدره للأسئلة، فكانت كلها تتعلّق بالتخطيط، ومواجهة النموّ السكانيّ المتزايد بالأحساء، وتسيير رحلات جويّة، وإحداث مطار بالأحساء، وعندما انتهت الأسئلة، وجلسنا خارج القاعة سألني: لماذا التركيز في الأسئلة على المطار، بينما مطار الظهران قريب؟ فذكرنا له بعض المبرّرات، ثم امتدّ الحديث إلى الخطة الخمسيّة، وهل تُبنى على زيارات ميدانية، أم على التقدير والقياس؟! فقال جملة مشهورة، ومشهود له بها: (سآتي بنفسي، وأوقفوني على كل شيء)، وبينما كُنَّا في مؤتمر لمنظمة المدن العربية في دولة قطر، إذ مكتبي يتّصل على الفندق، مخبرًا أن معاليه سيصل حسب وعده، وقال اذهب بي إلى ما تشاء، ولا تدع شيئًا، فعدتُ به إلى الأحساء، واصطحبته إلى أماكن عدّة، ثم مقابلة شخصيات ممّن تهمهم مصلحة البلاد، وهم بكثرة -ولله الحمد- فنَقل ذلك إلى طيّب الذكر الملك فهد -رحمه الله-، وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان -رحمه الله- وقدم دراسة وافية مقنعة، فتحقَّق الأمل، وسيّرت رحلات على مطار مؤقت، وتحقق المطار، وساندت الهيئة الملكية التي كان مسؤولاً عنها بإصلاح بعض الأماكن السياحية والمتنزهات. رحمك الله يا أبا لؤي.. والعزاء لأسرته ومُحبّيه. (إنا لله وإنا إليه راجعون)
مشاركة :