الرقمنة الشاملة توفر ما يصل إلى 1.2 تريليون دولار في إنشاءات الهندسة والبناء

  • 1/24/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور أنس باتاو، مدير - مركز التميز في البناء الذكي (CESC) وأستاذ مشارك - الإنشاءات الذكية في جامعة هيريوت وات دبي «لقد غيّرت التكنولوجيا والابتكار الطريقة التي نفكر ونعمل بها في كافة الصناعات والمجالات، وقد شهدنا هذا بشكل متزايد في العام الماضي حيث دفع COVID-19 معظم الصناعات إلى الخروج من البيئة التقليدية إلى البيئات الممكّنة رقميًا، وصناعة البناء بالتأكيد ليست استثناء. ومع ذلك، فإن الكفاءة ومواكبة التطورات التكنولوجية أمران ضروريان لصناعة البناء للتقدم ومواصلة الازدهار». وأضاف «وفقاً لتقديرات وإحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي؛ ستسهم الرقمنة الشاملة خلال 10 سنوات في توفير ما يتراوح بين 700 مليار دولار إلى 1.2 تريليون دولار في مجالات التصميم والهندسة والبناء. فنجاح قطاع البناء يعتمد على تبني التكنولوجيا الحديثة والحلول الرقمية والتطور بالتزامن مع احتياجات السوق». وأضاف أنس «قبل COVID-19، تطورت الممارسات الرقمية في البناء ببطء شديد وهذا ناجم عن بطء تبني التغيير وعلى الرغم من الجهود العالمية والوطنية لدفع مبادرات مثل BIM و GIS. وفقًا لمؤشر الرقمنة MGI في عام 2016، كانت صناعة البناء من بين أقل الصناعات الرقمية في العالم. في الولايات المتحدة، يأتي البناء في المرتبة الثانية بعد الأخير، وفي أوروبا يأتي في المرتبة الأخيرة على المؤشر. في حين أن الصناعات الأخرى مثل البيع بالتجزئة والتصنيع قد حولت نفسها واستخدمت التكنولوجيا لدفع إنتاجيتها وتحسين أدائها».  تدلّ مؤشرات السوق على أن أكثر من 60 % من أنشطة البناء في العالم، ستتم في الأسواق الناشئة بحلول عام 2025، وهو ارتفاع ملحوظ عن النسبة الحالية، التي تبلغ 35 ٪ فقط. كما يُتوقع أيضاً أن تنمو لتصل إلى 16.614.18 مليار دولار في عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركب، يبلغ 7 %، ما يشكّل منصة قوية لتحقيق النمو العالمي في هذه الأسواق. وأفاد أنس «لقد تحدى الوباء العمليات والإجراءات والمنصات التقليدية في صناعة البناء. بالنسبة للصناعة التي تعتمد على العمل اليدوي والعمل في الموقع، كان الإغلاق المفاجئ للموقع، وتقليل عدد الموظفين والحاجة إلى مزيد من الاتصالات والمراقبة عن بُعد دافعًا رئيسيًا لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية حيث تستفيد المؤسسات من التكنولوجيا للبقاء في حدود الميزانية ومساعدة الصناعة على التعافي». وأضاف «بينما ساعد COVID-19 في تسريع التحول، فإن الجهود الحالية لاعتماد نمذجة معلومات البناء في الصناعة قد وفرت منصة للمعرفة والقدرات للبناء عليها للتقنيات المستقبلية. أدى استخدام نمذجة معلومات البناء إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة وتحسين التعاون في المشاريع، ولكن ما فعله أيضًا هو إطلاق تحديث العمليات وتغيير الإجراءات التقليدية وتعزيز استخدام المنصات المبتكرة بالإضافة إلى جذب المواهب الشابة لدفع عجلة القيادة. إن ظهور البناء الحديث والرقمي مدفوع في الغالب من قبل خبراء BIM». وذكر أنس أنه «مع ذلك، لا تزال صناعة البناء والتشييد في بداية رحلة التحول الرقمي، وبالتالي لا يزال أمامها العديد من التحديات التي يجب معالجتها. قبل التركيز على القيود التكنولوجية لصناعة البناء، من الضروري النظر إلى القوى العاملة واستعدادها للرقمنة» وأضاف «إذا لم يكونوا مجهزين بالموارد والعقلية والحلول المناسبة لاعتماد التكنولوجيا، فإن أي استراتيجية تنطوي على تحول رقمي محكوم عليها بالفشل. يمكن أن يؤدي تعقيد العمليات الجديدة إلى إبراز الحاجة إلى إعادة تصقيل المهارات. لذلك، في حين أن التحول الرقمي أمر بالغ الأهمية، يجب النظر في تحسين مهارات القوى العاملة بشكل متوازٍ. تهدف العديد من المؤسسات إلى تحقيق ذلك من خلال توفير برامج تطوير للموظفين، ومع ذلك، فإن هذا لا يوفر حلاً طويل المدى. يجب أن تتعاون الصناعة والأوساط الأكاديمية لتصميم وتقديم برامج تعليمية وقائمة على العمل لتجهيز الجيل المستقبلي من المهنيين لقيادة صناعة رقمية أكثر إبداعًا و حرفية». وقال «تعد صناعة البناء أيضًا معقدة للغاية، على الرغم من الجهود الكبيرة التي يقودها بموردى ومطورى البرامج، لا يزال المتخصصون في صناعة البناء يكافحون لإيجاد الحلول التي من شأنها أن تسمح لهم بإجراء التحول بشكل مريح. لذلك، فإن الحاجة إلى تعاون أفضل بين الصناعة والموردين لتحديد المشكلات التي تواجهها صناعة البناء والتعرف على متطلباتهم لتصميم وبناء وتقديم حلول خاصة بالصناعة لإحداث تحول حقيقي في البناء الرقمي». وقال باتاو إنه على الرغم من هذه التحديات، هناك العديد من المبادرات التي تقودها الحكومات والمنظمات لدفع أفضل الممارسات والاستفادة من الحلول الرقمية لتعزيز صناعة البناء وتحسينها. تسعى حكومة دولة الإمارات لتطوير قطاع مشاريع الإنشاءات والبناء والتشييد من خلال تبني أحدث التقنيات والأساليب التكنولوجية الرقمية للمساهمة في رفع جودة وسلامة واستدامة المشاريع وضمان سرعة إنجازها. في الآونة الأخيرة، كشفت وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة عن «الدليل الوطني للبناء الذكي» بهدف تطوير المحركات الأساسية للسياسات والعناصر والأهداف المرنة التي تحفز تطوير صناعة البناء، لدفع الابتكارات وأفضل الممارسات إلى تلبية تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة للخمسين عامًا القادمة وتعزيز ريادتها العالمية في مجال البناء الذكي. يحتوي الدليل الوطني للإنشاءات الذكية على عناصر أساسية للبناء الذكي والتي تعتبر ضرورية لجميع الأطراف لتحسين دورة حياة البناء وطرق اعتماد الحلول الرقمية المتقدمة. يتضمن فصولًا عن المنصات الرقمية مثل BIM و Blockchain و AI و RPA و DMS و DfMA والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والمزيد. فضلاً عن القدرات المعيارية والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة لتحسين القطاع بشكل عام وتوفير مؤشر بناء ذكي موحد. وتشمل هذه التوجهات العالمية والاستفادة من الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات البنية التحتية، وتأثير تكنولوجيا الاتصالات في تقليل الطلب على المكاتب والمباني الإدارية، واستخدام تقنية البلوك تشين في إدارة مشاريع الإنشاء. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :