بدأت، أمس الأحد، بتعليم ينبع، عودة ما يقارب 38 ألف طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، لمقاعد الدراسة وفق الجداول التنظيمية وسط منظومة متكاملة من الخدمات التربوية والتقنية والإرشادية وتطبيق الإجراءات الصحية الاحترازية. وعبّر عدد من الطلبة ومنسوبي التعليم وأولياء الأمور بمحافظة ينبع، عن سعادتهم وشوقهم لدور العلم. وأكدوا أهمية العودة الحضورية لطلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال ودورها الإيجابي في تعزيز مهارات الطلبة ومنحهم فرصة أكبر في المشاركة مع أصدقائهم بالأنشطة اليومية المدرسية وتقليل التأثيرات النفسية التي صاحبت فترة الانقطاع عن الدراسة الحضورية مشيرين إلى جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع في سبيل التهيئة النفسية السليمة للطلبة وتحقيق جميع الاشتراطات الصحية والوقائية لنجاح العودة الآمنة للجميع. وقال الطالب عبدالرحمن غالي الجهني: أدرس في الصف الثاني الابتدائي، جيت لمدرستي في اليوم الأول بلهفة وشوق بعد عامين من الدراسة عن بُعد، مشتاق للجلوس على مقاعد الدراسة ورؤية زملائي، وملتزم بكل الإجراءات الاحترازية ولبس الكمامة طيلة اليوم الدراسي. فيما عبر الطفل يوسف فهد الأحمدي برياض الأطفال عن فرحته بالعودة الحضورية للروضة بقوله: أنا فرحان عشان أشوف معلمتي وأصحابي وأجلس معهم في الحلقة، وألعب في الساحة واحنا لابسين الكمامة. كما قال الطالب عبدالله وسام الحلبي بالصف الثاني: اليوم كأنه عيد، المدرسة حلوة وكبيرة، وفيها بالونات وهدايا، وقابلت معلمي وأصحابي، أخيرًا أنا فرحان". وعن العودة الآمنة، قالت الطالبة جوري سمير الرفاعي بالصف الخامس: عدنا لمدرستنا ونحن متشوقات لمعلماتنا وصديقاتنا وملتزمات بتطبيق الإجراءات الاحترازية، فشكرًا وطني الحبيب. وأوضحت والدة الطالب مهند الرجبي أن مسؤولية الأسرة ودورها تمثل في التهيئة النفسية للطالب من خلال تشجيع الطفل على الحوار والتحدث معه عما يزعجه ويجعله يشعر بالقلق حول العودة إلى المدرسة، والتحفيز للحضور عبر مشاهد في "يوتيوب" لطلبة وهم يذهبون إلى المدرسة لبثّ روح الحماس للطفل، ومشاركتهم في تنظيم أوقاتهم وتعزيز الثقة في أنفسهم. وقالت والدة الطالبة عُلا الرفاعي: لا شك في أن كسر روتين معين بعد مدة طويلة ليس بالأمر الهين، ولكن ببعض الممارسات الذكية والمنظمة استطعنا تخطي ذلك دون متاعب، وجاءت البداية مرسومة وفق خطة حققت النجاح دون عقبات بفضل من الله، بتكاتف بين المؤسسة التعليمية والأسرة؛ لتهيئة أبنائهم لاستقبال بداية الدراسة بمدة كافية وتهيئتهم نفسيّاً وتوفير بيئة إيجابية داعمة وراعية ومحفزة تشعرهم بالاطمئنان والأمان، إضافة إلى توضيح أهم التغيرات والإجراءات السلوكية الجديدة التي يجب عليهم الالتزام بها بعد هذا الانقطاع؛ للمحافظة على صحتهم كإجراءات التباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وتعقيم اليدين باستمرار. فيما أشادت والدة الطالبة لمار ناصر بالجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة الرشيدة -حفظها الله- للوصول للحصانة المجتمعية العالية لحماية المجتمع وضمان العودة الحضورية الآمنة للطلبة في جميع المراحل الدراسية؛ حفاظاً على سلامتهم وحمايتهم من الأمراض وتأمين بيئة مدرسية آمنة وضمان انتظام العملية التعليمية للعام الدراسي. وأكد مدير مدرسة مصعب بن عمير عبدالعزيز سالم البلوي، أن النجاح الذي حققه "التعليم" بعودة طلبة المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال، جاء نتيجة اهتمام الدولة بالتعليم الحضوري بعد توفيرها كل الجهود الصحية الوقائية اللازمة والحصانة المجتمعية الضرورية لعودته. وقال: هذا ينبع من حرص ولاة الأمر على التعليم؛ لكونه مطلبًا وطنيًا ضروريًّا، وينسجم مع التوجهات العالمية لدول الـ20 في الأهمية القصوى لعودة الدراسة الحضورية. وأضاف: بذلت الوزارة بدورها كل المساعي اللازمة للعودة الآمنة للطلبة لمدارسهم، مبينًا أن المدارس أتمّت كل تجهيزاتها الضرورية لاستقبال طلابها بمجموعة من الأنشطة المتنوعة وفق الاحترازات المقررة. وتابع: تم تحديد المستوى التشغيلي للمدرسة وإبلاغ أولياء الأمور بمجموعات أبنائهم وإتمام كافة عمليات النظافة والصيانة وتهيئة العاملين بالمدرسة. وذكر رئيس قسم التوجيه الطلابي فهد حمد الحربي، أن قسم التوجيه الطلابي أصدر دليلاً مدرسيًّا إجرائيًّا متكاملاً يتضمّن كل عمليات التهيئة الإرشادية اللازمة وفق أفضل الأساليب المتاحة. وقال: قام القسم بتعريف مختلف أعضاء المجتمع المدرسي والمحلي بالدليل وآلياته وإجراءاته، إضافةً إلى عقد لقاء للأسر وأولياء الأمور، تناول مجموعة من أهم الأساليب الإرشادية الأسرية والمدرسية اللازمة لنجاح التهيئة الإرشادية للعودة الحضورية. وقالت مديرة الابتدائية الخامسة بينبع الصناعية ثريا غلام مرتضى: كورونا بدأت بين ليلة وضحاها، عندها أوقفت الحياة بقرارات حكيمة من قيادات واعية بالمخاطر قيادات في وزارة الصحة والتعليم والداخلية هذه القرارات حاصرت الفيروس حتى ضعف وانهار. وأثنت على القيادات برؤيتها الثاقبة ودرايتها وإحاطتها بالوضع من جميع جوانبه، حيث قررت عودة الحياة التدريجية بتأنٍّ وتخطيط واضعةً حياة الإنسان ومصلحته نصب عينها، وعادت الحياة ولله الحمد والمنة، واكتملت بضحك الصغار ولهوهم البريء وعودتهم لمقاعد الدراسة وفتح المجال لأبواب التعليم والمعرفة؛ لأن المستقبل لا يقف عند مرضٍ من الماضي! قرارٌ من مسؤولين وهم على قدر هذه المسؤولية، بارك الله جهد الجميع ووفقنا لما فيه مصلحة أبنائنا. وذكرت القائمة بأعمال الإرشاد الطلابي في الابتدائية الخامسة بينبع الصناعية حميدة أحمد الحربي، أن القيادة الرشيدة بذلت كل جهودها لتهيئة التعليم "عن بُعد" للطلبة حتى لا يتخلف الطالب عن نهل العلم وهيأت أخذ اللقاح لجميع الفئات العمرية من سن الثانية عشر وذلك لتحرص على العودة الحضورية الآمنة في حال استقرار الوضع، ولله الحمد والفضل، ومع بداية عامنا هذا كانت العودة الحضورية للجامعات والمرحلتين الثانوية والمتوسطة فاستبشرنا خيراً، وفي ظل الدعم القائم وتهيئة المدارس والتزامها باتباع الإجراءات الاحترازية جاءت العودة الحضورية للمرحلة الابتدائية، فعملت المدارس بتهيئة المكان بعمل ملصقات التباعد والإرشادات التوعوية وتوفير المعقمات وتخصيص مكان لعزل الحالات في حالة الاشتباه -لا قدّر الله- وعدنا ولله الحمد إلى بيئة تعليمية صحية آمنة، وهو امتداد لنجاح وزارة التعليم في العودة الحضورية لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية. وأوضح المشرف التربوي سعد سلام العلوني أن النجاح الذي حققته المدارس في عودة الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة محصلة لاهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم وهو يتبين بجلاء الجهود الكبيرة والاستثنائية المبذولة في توفير الاستعدادات الضرورية للعودة الحضورية للدراسة، وقد تمثل ذلك في الجهود العظيمة في الوصول إلى المناعة المجتمعية، ولذلك ولله الحمد أصبحنا اليوم من الدول القليلة التي بإمكانها العودة للدراسة الحضورية، وهو أحد مكاسبنا الوطنية للإدارة الاستثنائية للأزمة. وأشارت المعلمة هنية الصيدلاني إلى أن الجميع شهد التقدم السعودي الرائد على صعيد التعلم الإلكتروني على مستوى العالم؛ نظراً لإمكانياته المميزة وسرعة استجابته مع المتغيرات، وقد استمرت العملية التعليمية رغم الظروف والتحديات التي فرضتها الجائحة والفضل لله تعالى ثم للقيادة الرشيدة حفظها الله، ولكل جنود التعليم في المملكة. وقالت: ها نحن نتخطى هذه الظروف وعدنا بفضل الله، إلى مقاعد الدراسة، آخذين بعين الاعتبار كل الاحترازات وطرق الوقاية التي تعلمناها طوال تلك الفترة فلم يتوانَ قسم الإرشاد الصحي بالتوضيح والإرشاد بكل طرقه ووسائله. وتابعت: شُكرنا لله، ثم لأبطال التعليم بالعودة المباركة التي ستسهم في بناء جيل واعد يمتلك ثقافات تعليمية متنوعة يرتكز على تعاليم ديننا أولاً، ثم ما يسير عليه الوطن من خلال رؤية 2030، الساعية إلى التميز والرقي في تطوير التعليم في شتى طرقه، ولتكن نظرتنا إيجابية في هذا المجال مستحضرين ما تميزنا به بين الدول من توفر كل المستلزمات لحياة تعليمية راقية، فشكراً لله المنعم ثم لولاة أمرنا حفظهم الله. وعن دور الأسرة في التهيئة النفسية لعودة الطلاب، قال أحمد إبراهيم الرفاعي، إن التكامل بين الأسرة والمدرسة كان له دوره البارز في نجاح عودة الطلاب إلى مقاعدهم من خلال بذل كل الجهود الممكنة المتمثلة في الأحاديث الأسرية الإيجابية حيال العودة الحضورية، ورفع مستوى دافعية الأبناء حولها، مع تدريب الأبناء على أهم الإجراءات الاحترازية وفق سياق تربوي فعال.
مشاركة :