ينسب هذا الدرب إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، ويمتد درب زبيدة الشهير “طريق الحج الكوفي” الممتد من مدينة الكوفة في العراق مروراً بشمال المملكة بمحاذاة محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية – وهي أولى المحافظات السعودية التي تقع على هذا الطريق – وصولاً إلى مكة المكرمة، ويعد هذا الطريق من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، وقد اشتهر بـاسم «درب زبيدة» نسبة إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، التي أسهمت في عمارته فكان أن خلد ذكرها على مر العصور، كما أن هذا الطريق استخدم منذ عقود لنقل حجاج بيت الله الحرام من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى الديار المقدسة. حيث يشقّ هذا الدرب طريقه نحو الجنوب الغربي، عبر الصحراء إلى المدينة ومكة المكرمة، بطول يزيد على 1400 كلم، في أراضي المملكة، حيث يمر بخمس مناطق في المملكة هي: مناطق الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، مكة المكرمة، وأدرج الدرب ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي تنفذه الهيئة ضمن مبادراتها في برنامج التحوّل الوطني. وبلغ درب زبيدة ذروة ازدهاره خلال الخلافة العباسية (132هـ – 656هـ / 750م – 1258م)، حيث كان من أهم طرق الحج لإرشاد الحجاج في ذلك الوقت ووُضعت برك لجمع الماء بطريقة ذكية وفي أماكن مختارة بعناية فائقة وبمسافات مدروسة ليستفيد منها الحجاج للتزود بالماء. وقد انطلقت قافلة درب زبيدة وبمتابعه “الراي” بالاتصال مع أحد أعضاء الفريق المشارك من المنطقة الجنوبية لأستاذ مفرح الحياني، وذكر لنا أن القافلة في نسختها الثانية وتسعى لتحقيق الأهداف التي أطلقت من أجلها ومنها إحياء أهم الطرق القديمة في العالم، وجعله رافدا اقتصاديا وسياحيا للمنطقة. ومن جانب آخر قال د:عائض محمد السعيد، إن قافلة درب زبيدة في نسختها الثانية 2022 وقد تم تدشينها يوم الخميس “6يناير 2022” بموافقة إمارة منطقة حائل وتحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود، وحضور نائبة فيصل بن فهد بن مقرن وانطلقت قافلة درب زبيدة بقيادة اللواء عبدالعزيز العبيداء وهو صاحب الفكرة والمنسق والمنظم لهذه القافلة، وقد تجاوز عدد المشاركين في مرحلة الانطلاق 150 مشاركاً، وتضم ثلاثة مسارات مسار المشي ومسار الدرجات الهوائية والمسار الثالث الركايب، وهذه المبادرة متاحة للجميع كبارا وصغارا ذكورا واناثا ومدتها 12يوما يقطعون 360كيلو متر ما بين 35 إلى 25 كيلو متر في اليوم الواحد حيث تمر القافلة على بعض المحافظات والمراكز والعديد من الفعاليات والمهرجانات الخاصة بهذه القافلة لأهميتها وانعكاسها التاريخي والسياحي والرياضي والصحي على المشاركين أولا، ثم على المراكز والمحافظات التي يمر فيها درب زبيدة وأضاف د:عائض أن مشاركتهم جميعا لعدة رسائل الرسالة الاولى: أن المشي للصحة، والرسالة الثانية: تعزيزا للسياحة، والرسالة الثالثة: تعزيز العمل التطوعي، وتهدف هذه القافلة إلى إحياء هذا الدرب، كما ذكر لنا انطباع المشاركين وردود أفعالهم بعد أن قطعوا نصف المسافة وما زالت لديهم الرغبة المليئة بالحماس للاكتشاف في هذه الرحلة أماكن تاريخية قديمة ومعالم تم اكتشافها مؤخرا عن طريق جامعة حائل المتمثلة في كلية الأداب والفنون وتحديدا قسم السياحة والأثار، وأخيرا قدم شكره لصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل ونائبة الامير فيصل فهد بن مقرن وكل من شارك من الادارات الحكومية وأهالي المنطقة، ولرئيس مركز الأجفر وبلديتها وأهاليها الذين احتفوا بوصول القافلة.