جزم عضو كتلة «المستقبل» النائب معين المرعبي بأن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون «يريدان ايصال البلاد الى الانحلال الكامل من اجل اعادة تكوين النظام بما يخدم مصالح ايران الاقليمية»، مشدداً على ان «حزب الله وإيران يستخدمان ميشال عون كحصان طروادة من اجل تحقيق آمالهما». وتساءل في حوار خص به «اليوم» ما النفع اذا وصل العماد عون وخرب البلد؟. واكد ان «هنالك حربا مخابراتية تمر بها عرسال». ورأى في جلسات الحوار ضغطا على «حزب الله» ونوعا من الشرعية والمهادنة بالنسبة الى المطالبة بإزالة سلاح «حزب الله» واعادته الى الحياة السياسية العادية. هنا نص الحوار: الأمن والرئاسة إزاء الوضع السياسي ـ الأمني المتشنج الذي يعيشه لبنان، كيف بالإمكان الخروج منه ومَن هو المسؤول عن الوضع الذي آلت إليه البلاد؟ اليوم نحن في وضع إقليمي متأزم والمطلوب عودة جميع اللبنانيين إلى رشدهم ووعيهم ولحمتهم ووحدتهم الوطنية، هذا هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، وهذا يتمثل من خلال انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يمكن إلا أن يكون توافقياً ويحظى بثقة كافة الافرقاء، ولهذا المنصب توجد شخصيات عديدة تتوافر فيها هذه الصفات. الا انه مع الأسف، نتيجة حسابات خارجية يتم وضع البلاد أمام الانحلال الكامل بعدما ساءت الأوضاع في المؤسسات والدولة حتى يكاد المجتمع الدولي أن يعلن أننا أصبحنا دولة فاشلة. على الشعب اللبناني أن يعي هذا الأمر وأن يضغط على كل الافرقاء السياسيين من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل عمل كل المؤسسات اللبنانية من خلال القيام بانتخابات لمجلس نيابي جديد وتجديد الحياة السياسية لقيادة البلاد نحو برّ الأمان. هل انجاز الاستحقاق الرئاسي العامل الرئيسي في إعادة البلاد على السكة الدستورية الصحيحة، وما انعكاسات هذا الامر؟ لا نستطيع القيام بأي عملية دستورية الا من خلال انتخاب رئيس للبلاد لأنه من دون رئيس جمهورية لا يمكن تحقيق أملنا بتجديد الحياة السياسية الا عندما نبدأ بالطريق الدستوري الصحيح والذي يتمثل بداية بهذا الأمر. في البداية «أظهر» جميع الأفرقاء السياسيين حرصهم على انتخاب رئيس للجمهورية ولكن ليس بالشكل الكافي ولم يتم التعاطي بالموضوع بالشكل الجدي وبالمستوى المطلوب من أجل إجبار الجميع على الانتخاب كائناً من كان، ومع الأسف الشعب اللبناني تظاهر من أجل النفايات بدلاً من التحرك لانتخاب رأس الدولة، حيث يبدو في مكان أن الرأي العام اللبناني لا ينتقي أولوياته التي تبدو غير واضحة بشكل منطقي وعملي. اعتبر أن العلة الأساسية تكمن في النظام الطائفي الذي نتعاطى من خلاله حتى أننا وصلنا الى مكان حتى النفايات «طوفناها». تصعيد نصر الله وعون يبدو أن الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله والجنرال ميشال عون مستمران في التصعيد داخلياً واقليمياً في الفترة الأخيرة، بماذا تصف ذلك، وما أهدافهما؟ ايصال البلاد إلى انحلال كامل من أجل اعادة تكوين النظام بما يخدم مصالح ايران الاقليمية. «حزب الله» وإيران يستخدمان ميشال عون كحصان طروادة من أجل تحقيق آمالهما في هذا الموضوع، في الوقت ذاته يستخدمون نظام الطائفة إلى أقصى الحدود، الا انه يوماً ما التاريخ سيدين كل من تآمر على البلاد وادى بها الى هذه الحالة. هل بدأ الخناق يضيق على العماد ميشال عون وحظوظه بالرئاسة ذهبت مع الريح؟ كل الأمور في محيطنا غير واضحة وكذلك الأمر في لبنان، لا شك أن وضع العماد عون لا يسمح بوصوله إلى سدة رئاسة الجمهورية. لا يسمح الوقت بتحقيق مشاريع سياسية أو اقليمية أو مذهبية، لهذا على الجميع التكاتف من أجل الحفاظ على الوطن والتعالي على كل شأن. أعتقد أننا لسنا بعيدين عن اللحظات التي ستتضح فيها كل الأمور أمام المواطن اللبناني بشكل منطقي وشفاف من أجل أن يتكاتف جميع الافرقاء لايصال البلاد نحو بر الأمان بغض النظر عن هوية الرؤساء الثلاثة والقيادات. الموضوع ليس وصول ميشال عون الى الرئاسة أو ان هذا الفريق حقق ما يريده، اليوم ما النفع اذا وصل العماد عون وخرب البلد، اعتقد أن هذه الامور هي التي تقلق المواطن اللبناني. عرسال وعودة خط النار ما برأيك الرسالة التي حملها الانفجاران الأخيران في عرسال؟ هنالك حرب مخابراتية تمر بها عرسال، مما لا شك فيه ان النيران السورية بدأت بالدخول شيئاً فشيئاً الى لبنان وبطبيعة الحال ان جرود عرسال منطقة محاذية للتوترات الموجودة داخل الاراضي السورية والحروب التي تجري عليها، الا ان الأمر تجاوز هذا المكان نظراً لوجود أعداد هائلة من النازحين يكاد يتجاوزون نصف عدد اللبنانيين. مما لا شك فيه ان هذين التفجيرين عامل مخابراتي وكأن هناك فريق ضد فريق أي هنالك فريق معين ضد الجيش اللبناني الذي نحييه على الجهود التي يقوم بها في حماية الحدود. مع الأسف الشديد، هنالك من يحاول ان يستخدم الجيش اللبناني من أجل مآربه. الحوار ومستقبل لبنان كيف تصف جلسات الحوار والحوار الثنائي بين «حزب الله» و «المستقبل»، ما الفائدة المحققة منها؟ شخصياً لست مع الحوار، فالحوار الذي لا ينتج شيئاً لا فائدة منه ولا ضرر، لكن اعتبر انه في مكان ما يشكل ضغطا على «حزب الله» ونوعا من الشرعية والمهادنة بالنسبة الى موضوع المطالبة برصد سلاح «حزب الله» وبالتالي نقوم بنوع من المهادنة بالنسبة إلى المطالبة بإزالة سلاح «حزب الله» واعادته الى الحياة السياسية العادية في كل الانظمة. اعتبر انه بالنسبة لي لا يشكل سوى نوع من ترييح لـ «حزب الله» من الضغوط التي يقوم بها من خلال حمله السلاح داخل لبنان وعدم الاعتراف بالمؤسسة العسكرية وخاصة من خلال دخوله في حروب دولة اخرى ومعاداة شعب شقيق آخر ومشاركته في مجازر واحتلال اراض ومدن. نحن اليوم من خلال الحوار كأننا نقول اننا موافقون في مكان ما على هذه الممارسة التي يقوم بها «حزب الله». يبدو أن رحيل الأسد بات أمرا جدياً، كيف ترى مستقبل المنطقة من بعده وماذا عن حجم حلفائه في لبنان؟ أرى ان المنطقة ليست لها امكانية للعودة عما كانت عليه أو العودة الى الديكتاتورية التي كانت موجودة، وليس بالامكان استمرار العيش في أنظمة تستقدم توسلاً للسيطرة على الحكم، اعتقد وان كان بعد فترة طويلة مما لا شك فيه اننا ذاهبون الى انظمة أكثر ديموقراطية ولاطار واسع للتعاطي مع الامور وتحقيق آمال المواطن من جهة تأمين الامور الحياتية بالنسبة الى شعوب المنطقة الذين اثبتوا انهم قادرون على انتاج جيل هائل قادر على تطوير منطقته وبلاده والصعود بها الى مراتب بمجرد ازالة الانظمة الديكتاتورية التي تقوم بقتل شعبها. لا بد للأسد ان يسقط وان يحاكم. بعد الحروب الدموية والباردة التي عاشها لبنان.. هل بات بحاجة إلى طائف جديد؟ نحن لم نطبق الطائف كي نريد آخر جديداً، لكن نحن مع اي شيء يؤدي بالبلاد الى بر الأمان والى تحقيق العدالة الاجتماعية بغض النظر عن الدين او المنطقة او العرق، علينا ان نكون منفتحين وواقعيين، وعلينا التخلي عن كل التجارب التي مررنا بها منذ الاستقلال حتى الآن وان نتمثل بالدول التي استطاعت التطور رغم الخلافات الموجودة واستطاعت ان توصل شعوبها الى مصاف الامم العظيمة.
مشاركة :