عودة هادي إلى عدن تنعش «الأمل» وتقوي «الحزم» في جبهات القتال

  • 11/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شهدت العاصمة المؤقتة (عدن) نشاطا سياسيا واقتصاديا وخدميا وأمنيا ودبلوماسيا وإعلاميا غير مسبوق وذلك بعيد يومين فقط على عودة الرئاسة اليمنية والحكومة إليها، القادمة من العاصمة السعودية الرياض. واستقبل سكان عدن والمحافظات الجنوبية المحررة عودة الرئاسة والحكومة والشروع في مزاولة سلطاتهما بالارتياح والتفاؤل، خاصة مع ما صاحب هذه العودة من إجراءات عملية ملامسة لحياة المواطنين الذين استبدت بهم المعاناة الناتجة عن الفراغ وغياب سلطات الدولة وما ترتب عن هذا الغياب من عبث وفوضى وفقدان للحقوق والخدمات الأساسية مثل الكهرباء وغاز الطبخ والأمن والدواء والغذاء وغيرها من الأشياء الضرورية التي كان لفقدها أن زاد وضاعف من حدة معاناة السكان في المحافظات المحررة. وقال عدد من أهالي عدن لـ«الشرق الأوسط» إن محافظ المدينة، أعاد الاعتبار لسكان المدينة، وأثنى هؤلاء على جهود ابن مدينتهم اللواء جعفر محمد سعد. وازدادت آمال السكان وتفاؤلهم بعد افتتاح مكتب لوزارة الخارجية يوم أمس الخميس، وكذا استئناف مطار عدن الدولي لنشاطه المعهود منذ أكثر من نصف قرن، علاوة على صرف مرتبات أفراد المقاومة الجنوبية الذي بدأ أيضا أمس، وكان له أثره الإيجابي على آلاف المقاومين الذين ظلوا خلال الشهرين الفارطين بلا مرتبات وبلا إدماج حقيقي وكامل. وعلى صعيد الجبهات القتالية اشتدت المواجهات في أكثر من جبهة، فعملية نصر الحالمة التي انطلقت ظهر الثلاثاء وقبل ساعات فقط من وصول الرئيس إلى عدن، زادت حدة هذه المواجهات واستطاعت القوات المشتركة التوغل والسيطرة في أكثر من محور من محاور العملية الثلاثة. والأمر ذاته في جبهات مريس ودمت وبيحان ومكيراس ومأرب، فجميعها شهدت خلال الساعات الماضية معارك ضارية كبدت الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة غير مسبوقة في المواجهات السابقة. وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية وجه شركة النفط ومصافي عدن بوضع التدابير والحلول العاجلة لتغطية حاجة مختلف المحافظات من المشتقات النفطية للحد من معاناة المواطن وتداعيات الحرب الهمجية التي شنتها الميليشيا الانقلابية على مختلف المحافظات وتجرع معاناتها الشعب اليمني كافة. وقال رئيس الجمهورية خلال ترؤسه لاجتماع ضم قيادات شركة النفط ومصافي عدن وحضره وزير المالية منصر القعيطي ومحافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد، أمس «إن الدولة مسؤولة عن كافة أبناء الوطن ومعنية بتحمل مسؤولياتها تجاههم رغم الأوضاع الصعبة والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي سنتجاوزها بكل عزيمة في نهاية المطاف بتكاتف جميع الشرفاء والخيرين من أبناء اليمن». وأكد أن إرادة الشعب ستنتصر وسيتم دحر القوى الظلامية والانقلابية مهما طال الزمن أو قصر، لافتا إلى أن هذه القوى الانقلابية الظلامية لن يكون لها مستقر أو ملجأ حتى في الكهوف والجحور التي خرجت منها وسينعم الشعب اليمني بالاستقرار والعيش الكريم في ظل دولة العدل والمساواة. ووقف الاجتماع على احتياجات المحافظة من المشتقات النفطية والغاز المنزلي لتغطية حاجة السوق وتوليد الكهرباء للحد من معاناة المواطنين. ويوم أول من أمس وجه الرئيس هادي الوزراء بالشروع لتهيئة وانطلاق عمل وزاراتهم من العاصمة المؤقتة عدن لتلبية احتياجات المجتمع وإدارة شؤون الدولة حتى يتم تحرير العاصمة صنعاء المختطفة من الانقلابيين الحوثيين وصالح. وتناول اجتماع الرئيس بوزراء ومسؤولين تنفيذيين الأوضاع الراهنة والاحتياجات الملحة المطلوبة لتطبيع الأوضاع بمختلف جوانبها الأمنية والخدمية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية في محافظة عدن والمحافظات المجاورة لها بعد عمليات تحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية وكذا التحديات التي تواجه عمل الوزارات من خلال وقف الموازنة والاعتمادات وصولا إلى توقيف مرتبات موظفي الدولة من قبل الميليشيا الانقلابية التي تسيطر على البنك المركزي بصنعاء. ووضع الرئيس هادي الجميع أمام مستجدات الأوضاع والتطورات المتسارعة على الصعيد الميداني من خلال جهود قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظتي تعز ومأرب، وما يسطرونه من بطولات وانتصارات على الميليشيا الانقلابية في سبيل تحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والعيش الكريم وتطهير الوطن من شرورهم وحقدهم الدفين على الوطن والمواطن. وحث رئيس الجمهورية المسؤولين إيلاء المواطنين في مختلف المحافظات أهمية كبيرة وتلمس همومهم واحتياجاتهم المرتبطة بالأمن والاستقرار والخدمات الضرورية والأوضاع المعيشية بصورة عامة ودمج المقاومة الشعبية ضمن قوات الجيش والأمن وترتيب أوضاعهم، والاهتمام بالشباب من خلال برامج التأهيل والتدريب والأنشطة المختلفة باعتبار الشباب هم عماد المستقبل وعنفوان الحاضر وصناع التغيير لوطن آمن ينشد العدالة والمساواة والعيش الكريم. ودعا الجميع إلى التعاون ووحدة الصف كل في مجاله وفي إطار مهامه واختصاصاته لخلق التكامل الذي يفضي إلى نتائج مثمرة على صعيد الحياة اليومية بالتعاون مع المجتمع باعتباره شريكا أساسيا وفاعلا في صنع التغيير والتحول الإيجابي المثمر. وكان محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد والوزراء قدموا شرحا ضافيا ومفصلا للاحتياجات الملحة والضرورية للمرحلة الراهنة التي ينافح الجميع مسؤولين ومواطنين لأجل توفيرها. وفيما كانت المدينة شهدت نشاطا كثيفا خلال اليومين الفائتين، وصلت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية ظهر يوم الخميس إلى مطار عدن الدولي. وقالت مصادر في مطار عدن الدولي لـ«الشرق الأوسط» إن الطائرة الهابطة ستنقل عشرات الجرحى للعلاج في الخارج.

مشاركة :