دبي لمى القصيبي شدد وزير التخطيط والتعاون الدولي في المملكة الأردنية الهاشمية، إبراهيم سيف، على أهمية اعتماد صناع القرار في الدول العربية، سياسات طويلة الأمد، من شأنها دعم سوق العمل، عوضاً عن التركيز على السياسات قصيرة الأمد، التي توفر حلولاً آنية غير مستدامة. وقال سيف، في الجلسة الأخيرة من جلسات مؤتمر «فكر 12»، الذي نظمته مؤسسة الفكر العربي، واختتمت فعالياته مساء أمس في دبي: كشفت الاضطرابات السياسية التي عصفت ببعض أرجاء الوطن العربي في الآونة الأخيرة عن الكلفة الاجتماعية والسياسية الناتجة عن ارتفاع معدلات البطالة والعمالة الناقصة والعمالة غير النظامية، ولاسيما في صفوف الشباب، كما أظهرت الحاجة الماسة إلى صوغ وتنفيذ سياسات قادرة على تحسين فرص العمل والفرص الاجتماعية والاقتصادية ولجميع فئات المجتمع، مضيفاً أن مشكلة سوق العمل، مشكلة ضاغطة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وينبغي على صنّاع القرار اعتماد سياسات طويلة الأمد لدعم سوق العمل. وأوضح أن الحل الأمثل لمشكلة البطالة لا تتمثل في إيجاد مزيد من فرص العمل في القطاع الحكومي، بل بالتشجيع على التوظيف في القطاع الخاص، مبيناً أن التوسع في الوظائف الحكومية سيكون له أثر سلبي على مستوى الأجور، ما ينجم عنه شيوع الإحباط لدى العاملين في هذا القطاع، الذين يتطلعون دوماً إلى تحسين مستواهم المعيشي. واستعرض سيف استراتيجية التوظيف التي اعتمدتها الحكومة الأردنية، وأسهمت في توفير وظائف جديدة ومستدامة، عبر تحديد القطاعات التي تعج بالفرص الوظيفية والقطاعات الناشئة التي تتطلب كوادر بشرية في المستقبل. من جهته، قال الخبير الاقتصادي جهاد أزعور، وهو وزير سابق في الحكومة اللبنانية، خلال الجلسة المعنونة بـ «السياسات الحكومية لتنظيم أداء أسواق العمل»: إن الوطن العربي يمتلك اليوم فرصة تاريخية سانحة يمكن من خلالها إجراء التغييرات المطلوبة التي تصب في مصلحة الشباب العربي على صعيد العمل والاقتصاد، مضيفاً أن مهمة إيجاد فرص عمل جديدة لا تقتصر على مواقع صنع القرار فحسب، وإنما عبر إشراك القطاع الخاص، مشدداً على أهمية التركيز أيضاً على توسيع حجم الاقتصاد واعتماد آليات داعمة مثل التعليم والتوفيق بين القدرات والاحتياجات على أرض الواقع، ما سيسهم بدوره في توسيع سوق العمل ومده بكوادر بشرية مؤهلة. كما نوه إلى ضرورة قيام الدول العربية ببناء منظومة جديدة للتعاون الاقتصادي الداخلي، مشيراً إلى أن الاقتصاد العربي قادر على التقدم والثبات حتى في ظل الأزمات التي عصفت بالاقتصادات العالمية. وشهد اليوم الثاني والأخير من المؤتمر إقامة جلسات وورش عمل، من بينها جلسة الخبراء، التي شارك فيها المستشار الاقتصادي في المعهد العربي للتخطيط في الكويت بالقاسم العباس، والوزير السابق للشؤون الاجتماعية في لبنان، الأستاذ الجامعي في عدد من الجامعات اللبنانية، الدكتور سليم الصايغ. كما أقيمت ورشة عمل بعنوان «سياسات الإعداد والتدريب والتأهيل»، تحدث فيها المدير التنفيذي للمركز الثقافي للطفولة، الأستاذ المشارك في إدارة الموارد البشريّة في جامعة قطر، هند المفتاح، والرئيس التنفيذي لكليّة محمد بن راشد للإدارة الحكومية في الإمارات، علي المري، ومستشار اتحاد المصارف العربية لشؤون التدريب، بهيج الخطيب. وورشة عمل «دور القطاع الخاص في استحداث فرص العمل»، التي شارك فيها الرئيس التنفيذي لشركة المرجع للاستشارات والتطوير الإداري في المملكة، أحمد الطويل، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «مانيجمينت 2000»، بوب غابا، والمدير التنفيذي لشركة سنس للاستشارات وتطوير الأعمال، رنيم الرشيدات، والخبير الاقتصادي مروان إسكندر. وكذلك ورشة عمل «العمل التطوعي واكتساب المهارات»، بمشاركة الشريك الإداري في شركة «الحكمة» للاستشارات الإدارية الشركة، زياد حمدان، ونجمة بوزيد (من «سيتي بنك»)، ومستشار تطوير الأعمال في «مؤسسة دي»، الرئيس التنفيذي لشركة «إيزي فر دوت كوم»، دينا فاخوري، ومنسقة برنامج البنك الدولي للتنميّة البشريّة في لبنان وسوريا والأردن، حنين السيد؛ والناشط الشبابي أحمد العشري.
مشاركة :