قتل أربعة إسرائيليين وفلسطيني على الأقل، في عمليتي إطلاق نار وطعن في الخليل وتل أبيب أمس، في يوم تصعيد ميداني كبير، تلا أياما من الهدوء النسبي. فقد هاجم فلسطيني بسلاح ناري، سيارة تقل عددا من مستوطني «غوش عتصيون»، الواقعة بين بيت لحم والخليل، جنوب الضفة الغربية، وقتل اثنين يعتقد أن أحدهما إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، وأصاب تسعة آخرين، فيما قضى فلسطيني كان في المكان بطريق الخطأ ولم يعرف قاتله، قبل أن يعتقل الجنود الإسرائيليون منفذ العملية. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان إجمالي: «فلسطيني في منطقة غوش عتصيون، أطلق النار باتجاه سيارات مدنية في الطريق، وقتل ثلاثة أشخاص وأصاب عددا آخر. المخرب اعتقل ويتم استجوابه. قواتنا تقوم بتمشيط المنطقة». واتضح لاحقا بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أن فلسطينيا فتح النار من بندقية «عوزي» إسرائيلية الصنع، تجاه سيارات إسرائيلية، وقتل وأصاب 11 قبل أن تصطدم سيارته بسيارة أخرى ويجري اعتقاله. وبحسب التحقيقات الأولية، فقد وصل منفذ العملية بسيارته إلى موقع العملية، ولاحظ اكتظاظ حركة السير باتجاه مستوطنة «غوش عتصيون»، فتجاوز إحدى السيارات وأطلق النار عليها وعلى سيارات أخرى، وأسفر ذلك عن إصابة 11 شخصا بينهم ثلاثة قتلى وهم إسرائيلي يبلغ من العمر 18 عاما وآخر يبلغ 50 عاما وفلسطيني في الأربعينات من عمره كان بالقرب من المكان. وجاء في التحقيقات أن منفذ العملية واصل طريقه واصطدم بسيارة أخرى، ما أدى إلى إصابته، قبل أن تقوم قوات الأمن الإسرائيلية باعتقاله. وأغلقت إسرائيل المنطقة، وأجرت عمليات تفتيش واسعة ظنا منها بوجود شركاء في البداية. وجاءت العملية بعد ساعات من عملية طعن نفذها فسلطيني آخر في مبنى بجنوب تل أبيب، ما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة آخر بجروح متوسطة. وهاجم رائد المسالمة، من قرى جنوب الخليل، بسكين إسرائيليين في مبنى بانوراما، في شارع بن تسفي، جنوب مدينة تل أبيب فقتل متدينين في المكان قبل أن يعتقل. وتبين أن الشاب يعمل في مكان قريب، وحاصل على تصريح لدخول إسرائيل بحسب الشاباك. وصرح رئيس بلدية تل أبيب يافا، رون خولدائي، بأنه «لن نسمح للإرهاب بتحقيق مآربه». وأضاف أنه يجب توخي الحيطة واليقظة للحفاظ على الحياة الاعتيادية في المدينة. وقال منفذ العملية في تحقيق أولي، إنه وصل إلى إسرائيل بغرض تنفيذ عملية وقتل مواطنين يهود. وقال قائد شرطة منطقة «يفتاح»، الضابط ديفيد غاز، إن منفذ العملية قام بطعن إسرائيلي داخل دكانا، ومن هناك حاول الوصول إلى مواطنين آخرين، إلا أن أحد المواطنين استطاع السيطرة عليه وشل حركته حتى وصول الأجهزة الأمنية إلى المكان. وفي عملية ثالثة، طعن فلسطيني جنديًا إسرائيليًا بالقرب من معسكر «شاكيد» التابع لقوات الاحتلال في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وأصابه بجروح وصفت بالطفيفة. وكان جنود الاحتلال أوقفوا شابًا قرب حاجز ريحان، وأجروا معه تحقيقًا ميدانيًا، قبل أن يقوم بطعن الجندي وإصابته بيده وتجري السيطرة عليه واعتقاله. وفيما رحبت الفصائل الفلسطينية بالعمليات ودعت إلى تكثيف العمليات، التزمت السلطة الفلسطينية الصمت. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خرج غاضبا ومعاتبا العالم، واصفا إياه بالنفاق، مطالبا بإدانة العمليات الفلسطينية. وقال نتنياهو: «أولئك الذين خرجوا لإدانة الهجمات الإرهابية في باريس، يجب أن يدينوا الهجمات هنا أيضا. إنه نفس الإرهاب، يكفي نفاقا وغضا للبصر». وأضاف متوعدا «ليس هناك حصانة للإرهابيين، سننهي حساباتنا معهم ومع أسرهم، وندمر منازلهم ونقدمهم للقضاء.. نحن في حرب منذ قرن وسنستمر في النضال بعزم ضد الإرهاب».
مشاركة :