اعتبر الخبير في شؤون الجهاد والفكر الإسلامي ويليام مكانت أن هجمات باريس الأخيرة هي بداية النهاية لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال مكانت في مقابلة مع «واشنطن بوست» إن «سلسة الهجمات المنظمة في باريس الجمعة الماضية، هي أكبر عملية للتنظيم خارج الشرق الأوسط، وإشارة إلى زيادة نشاط التنظيم»، مضيفاً أن «الهجمات هي بداية النهاية للتنظيم». وأكد أن الهجمات حفزت العالم للبدء في عملية واسعة على الأماكن التي يسيطر عليها «داعش» وخصوصاً في سورية، معتبراً أنه «حتى إذا لم تحدث هذه الهجمات فالتنظيم مصيره الإنهيار، بعدما هاجم مواطنين لدول قوية وكبيرة مثل روسيا». وقال مكانت إن «سبب فشل أجهزة الإستخبارات في رصد الهجمات وتوقعها، هو إتساع دائرة المراقبة، فالاستخبارات لا تراقب الكيان فقط، بل تراقب أشخاصاً معروفين بأفكارهم الراديكالية أو يميلون لهذه الأفكار، ما جعلها مهمة مرهقة ودائرة واسعة من المراقبة وجمع البيانات». ورداً على سؤال عن علاقة الحرب على التنظيم بالهجمات الأخيرة، أجاب: «الحرب على التنظيم وصلت إلى طريق مسدود، فبعد عام كامل من الغارات لم تتحرر سوى 25 في المئة من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وبعد دخول روسيا لتحمي نظام (الرئيس السوري بشار الأسد) ، شعر التنظيم بضرورة وقف التوسع ونقل المعركة إلى البلاد المشاركة في التحالف الدولي». واستهدفت هجمات باريس التي وقعت مساء يوم الجمعة الماضي ستة مواقع مختلفة، مسفرةً عن وقوع 128 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، في حصيلة لا تزال أولية. وبث «داعش» السبت الماضي مقطع فيديو لا يحمل تاريخاً يهدد فيه بمهاجمة فرنسا إذا استمر استهدافها مقاتليه من خلال الغارات الجوية. وقال المتشدد في الفيديو: «ما دمتم تقصفون لن تعرفوا الأمان وستخافون من مجرد الخروج إلى الأسواق». وتأتي هذه الهجمات بعد عشرة أشهر على الاعتداءات التي شنها متطرفون في قلب العاصمة الفرنسية ضد أسبوعية «شارلي ايبدو» الهزلية ومتجر يهودي ما أسفر عن 17 قتيلاً، والتي تلتها هجمات عدة أو محاولات هجمات.
مشاركة :