جنيف - (وكالات الأنباء): اعتبرت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين أن الانتهاء المحتمل للمرحلة الحادة من الوباء قد يصبح ممكنا اعتبارا من هذه السنة فيما دخلت شهادة التلقيح حيز التنفيذ في فرنسا لمن تفوق أعمارهم 16 عاما. فقد أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس امس الاثنين أن من الممكن وضع حدّ للمرحلة الحادّة من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19 )هذا العام، حتى وإن كانت الإصابة بالفيروس تتسبب بوفاة شخص كلّ 12 ثانية في العالم. وأضاف، في افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، أن من أجل إنهاء المرحلة الحادة من تفشي الجائحة، لا يجب أن تقف الدول مكتوفة الأيدي بل عليها محاربة اللامساواة في توزيع اللقاحات ومراقبة انتشار الفيروس ومتحوّراته واتّخاذ الإجراءات اللازمة لتقييد انتشاره. وأكد أنه في إفريقيا 85% من السكان لم يتلقوا بعد جرعة واحدة من اللقاح. وقال تيدروس أدهانوم جيبرييسوس «يمكننا وضع حدّ للمرحلة الحادّة من الجائحة هذا العام - يمكننا إنهاء كوفيد-19 بصفته حالة طوارئ صحية عالمية». لكنّه حذّر من «خطورة أن نفترض أن المتحورة أوميكرون ستكون المتحورة الأخيرة أو أن الجائحة انتهت»، لأن الظروف «مثالية» حاليًا في العالم لظهور متحورات جديدة من الفيروس، بما في ذلك متحورات سريعة الانتشار وأكثر ضررًا. وقال إن احتمال ظهور متحورة «أشد عدوى وأكثر فتكا، حقيقي جدا». وأضاف أنه من أجل إنهاء المرحلة الحادة من تفشي الجائحة، لا يجب أن تقف الدول مكتوفة الأيدي بل عليها محاربة اللامساواة في توزيع اللقاحات ومراقبة انتشار الفيروس ومتحوّراته واتّخاذ الإجراءات اللازمة لتقييد انتشاره. وطالب مدير منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء منذ أسابيع بالإسراع في توزيع اللقاحات في الدول ذات الدخل المنخفض بهدف الوصول إلى هدف تلقيح 70% من سكان كلّ دولة بحلول منتصف عام 2022. وكان مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوجه قد اعتبر الأحد الماضي أن أوروبا قد تكون على طريق الخروج من جائحة كوفيد-19 بعد سنتين من ظهور هذا المرض في القارة العجوز حيث يحتمل أن تصيب المتحورة أوميكرون 60% من السكان بحلول مارس. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس «من المحتمل أن تكون المنطقة تقترب من نهاية الجائحة»، لكنّه حضّ على الحذر من واقع تغيّر الفيروس. وفي بيان نشر أمس الاثنين، أكد كلوجه أن «أوميكرون في طريقها لتحل محل دلتا بسرعة غير مسبوقة» في أوروبا. وأضاف «بعد أقل من شهرين من اكتشافها في جنوب إفريقيا، باتت تشكل 31,8% من الحالات في المنطقة الأوروبية مقابل 15% الأسبوع السابق». وفي فرنسا، الدولة الأوروبية التي سجلت أعلى نسبة إصابة كبلد كبير، بدأ العمل بشهادة التلقيح أمس الاثنين والتي ينتج عنها تشديد الإجراءات لغير الملقحين رغم الانتقادات التي أثارها هذا القرار لدى معارضيه. ولم يعد إبراز فحص سلبي يكفي باستثناء الدخول إلى المؤسسات والخدمات الصحية، ويجب بالنسبة إلى الذين تفوق أعمارهم 16 عاما أن يبرزوا دليلا على تلقي اللقاح من أجل المشاركة في أنشطة ترفيهية أو دخول المطاعم والحانات (باستثناء المطاعم الجماعية) أو المعارض أو النقل العام بين المناطق (طائرات وقطارات وحافلات). وبلغ معدل الإصابات في فرنسا 3733 حالة لكل مئة ألف نسمة في الأيام السبعة الماضية بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وسجلت البلاد ما معدله 360 ألف حالة يومية في نفس الفترة ما يجعلها الدولة الأوروبية التي تسجل أعلى الإصابات بالمطلق. وفي الصين، رفع العزل الطويل عن مدينة شيآن (شمال) الاثنين كما أعلنت السلطات مشيرة من جانب آخر إلى وجود 72 إصابة بكوفيد بين المشاركين في الألعاب الأولمبية في بكين. وكان سكان العاصمة الإمبراطورية القديمة البالغ عددهم 13 مليونا في عزل في منازلهم منذ 22 ديسمبر بعد اكتشاف بؤرة أدت إلى إصابة أكثر من 2100 شخص. هذا العزل مدة شهر هو الأطول والأوسع نطاقا الذي يفرض في الصين منذ حجر مدينة ووهان، حيث ظهر الوباء أول مرة، من يناير حتى ابريل 2020.
مشاركة :