بكين 25 يناير 2022 (شينخوا) ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة افتراضية يوم الثلاثاء لإحياء الذكرى السنوية الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس قازاقستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وشهدت السنوات الـ30 الماضية تطورا ملحوظا للعلاقات بين الصين وهذه الدول، حيث كانت مثالا لنوع جديد من العلاقات الدولية. وبناء على النجاحات والإنجازات السابقة، تتطلع الصين وبلدان آسيا الوسطى نحو مستقبل أكثر إشراقا. وقبل ثلاثة عقود، كانت الصين من بين أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول الخمس عقب استقلالها مما بشر بعهد جديد من التبادلات الودية القائمة على الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية. ومع مرور السنين، دعمت كل منهما استقلال الأخرى وسيادتها وسلامتها الإقليمية، واحترمت استكشاف البلدان لمسارات التنمية الخاصة بها. فمن علاقات حسن الجوار والعلاقات الودية إلى الشراكات الإستراتيجية، شهدت الصين ودول آسيا الوسطى تعميق الثقة السياسية المتبادلة وزيادة الربط. وفي سعيها المشترك لتحقيق الأمن والتنمية، تكاتفت لمكافحة "القوى الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، وكذلك تهريب المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية في إطار آلية منظمة شانغهاي للتعاون، مما خلق بيئة مواتية للتنمية الاقتصادية ورفاهية شعوب المنطقة. كما شهدت العقود الثلاثة الماضية ازدهارا في التعاون التجاري والاقتصادي. ووفقا لبيانات صادرة الأسبوع الماضي عن وزارة التجارة الصينية، فإن التجارة بين الصين ودول آسيا الوسطى نمت بأكثر من 100 مرة مقارنة بما كانت عليه قبل 30 عاما، حيث تجاوزت أسهم الاستثمارات المباشرة للصين في الدول الخمس 14 مليار دولار أمريكي. وقد كان ذلك في قازاقستان عندما اقترح شي بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهو أحد ضلعي مبادرة الحزام والطريق التاريخية، والتي تشمل أيضا طريق الحرير البحري للقرن الـ21، مما وجه البلدان الشريكة نحو مسار سريع للتنمية المشتركة في إطار مبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والفوائد المشتركة. وعلى مر السنين، تطور تعاون مبادرة الحزام والطريق مع عدد من المشاريع البارزة، مثل خط أنابيب النفط الخام بين الصين وقازاقستان، وخطوط أنابيب الغاز بين الصين وآسيا الوسطى، وأكبر مزرعة رياح في آسيا الوسطى في قازاقستان، وقطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تمر عبر المنطقة. ولا يزال التعاون قائم دون عوائق على الرغم من كوفيد-19. وقد وقفت الصين ودول وسط آسيا معا ودعمت كل منهما الأخرى في مواجهة التحدي المشترك. ومن تقديم الإمدادات الطبية إلى إرسال أفرقة الخبراء وتوفير اللقاحات، ما فتئت تبني مجتمعا صحيا عبر اتخاذ إجراءات ملموسة. وعلى مدى 30 عاما، تم إجراء تبادلات شعبية وثقافية مزدهرة بين الجامعات ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وفي مجال الحفاظ على التراث الثقافي وترجمة الأعمال الأدبية والفنية، فضلا عن الأفلام والتعاون في مجال النشر. وذكر شي في القمة الافتراضية أن مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والصداقة والتضامن والمنفعة المتبادلة هي مفاتيح التعاون الناجح بين الصين والدول الخمس في آسيا الوسطى، حيث تعد الخبرة القيمة والثروة المشتركة لهذه الدول. وعند نقطة انطلاق تاريخية، تقف الصين على أهبة الاستعداد للعمل مع بلدان آسيا الوسطى للبناء على الإنجازات السابقة والنهوض والارتقاء لمواجهة التحديات المشتركة مثل الهيمنة المستمرة والحمائية المتزايدة والأحادية وتدخل القوى الخارجية. وفي خضم مواجهة وباء كوفيد-19 العالمي والتغيرات غير المسبوقة منذ قرن من الزمان، من المصلحة المشتركة للصين وبلدان آسيا الوسطى أن تعمل بشكل متضامن كبانية للسلام العالمي، ومؤيدة للتعددية، ومدافعة عن النظام الدولي، وممارسة للمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، وأن تعزز بنشاط بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
مشاركة :