القاهرة - سيد عبدالقادر: تلقى الوسط الصحفي النبأ الحزين برحيل الكاتب الكبير ياسر رزق، إثر أزمة قلبية مفاجئة أصابته في المستشفى. يُعد الكاتب الصحفي ياسر رزق من أبرز وأشهر الصحفيين في مصر والعالم العربي، وقد كان في أوج تألقه الإعلامي في الأسابيع الأخيرة، حيث أقيمت بدار الأوبرا المصرية ندوة لمناقشة أحدث كتبه، والذي حمل عنوان «سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص»، حرصت العديد من القنوات التليفزيونية المصرية والعربية على إجراء حوارات معه عن هذا الكتاب الذي أهداه لشعب مصر قائلا: إلى شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحني لعاصفة، ولا يركع إلا لرب العباد. استقبل الكتاب الذي يؤرخ للفترة ما بين ثورة 25 يناير 2011، وثورة الشعب على حكم الإخوان المسلمين في 30 يونيو 2013، بحفاوة كبيرة، حيث تعرض الكاتب للإبعاد من رئاسة تحرير جريدة الأخبار المصرية بسبب مواقفه المعادية لهم، فواصل مواقفه من خلال ترؤسه جريدة «المصري اليوم».. وعاد بعد ثورة 30 يونيو إلى الأخبار مرة أخرى محمولا على أعناق زملائه. تولى ياسر رزق منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، وانتخب عدة مرات لعضوية مجلس إدارة نقابة الصحفيين المصرية. ويقول رزق في مقدمة كتابه سنوات الخماسين «قبل أن أبدأ» هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدي بها عند مفارق طرق قد تقابلنا في المستقبل. فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هي تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هي مازالت تدمي وتوجع وتؤثر. لكن يمكنك أن ترصد مجريات أمور تثري، بعدما تتقصى عن مسبباتها وتفتش عن جذورها. ليس هذا أوان التاريخ لما جرى في مصر في العقد الثاني من الألفية الجديدة، الذي اعتبره -وهذا رأييـ أكثر الحقب صعوبة وتقلبات، وأشدها جزراً ومدا في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. ربما يحين الأوان عندما تكتمل كل مكونات «البازل» المصري في ذلك المنعطف غير المسبوق أمام من يتصدى لمسؤولية التاريخ.
مشاركة :