الحسكة - (أ ف ب): أعلنت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا أمس الأربعاء أنها استعادت «السيطرة الكاملة» على سجن في مدينة الحسكة، تعرّض لهجوم دام ستة أيام من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأوقع الهجوم المنسّق والاشتباكات التي تلته داخل السجن وفي محيطه أكثر من 180 قتيلاً، وقد اعتُبِر العملية «الأكبر والأعنف» للتنظيم منذ إعلان القضاء على «دولة الخلافة» التي أقامها في سوريا قبل نحو ثلاث سنوات. وكان سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة يضم نحو 3500 معتقل منتمين إلى التنظيم قبل تعرّضه لهجوم في 20 يناير الجاري بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين، ورغم إصرار السلطات الكردية على أن أي سجين لم يفرّ من السجن، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى هروب عدد كبير منهم. وأعلن مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي «تتويج حملة (مطرقة الشعوب) العسكرية والأمنية بالسيطرة الكاملة على سجن الصناعة بالحسكة من قبل قواتنا واستسلام جميع عناصر» التنظيم. وتمكنت الوحدات الخاصة في القوات الكردية بدعم من القوات الأمريكية والأجنبية الحليفة من السيطرة على محيط السجن، وحاصرت المهاجمين داخل السجن، مما دفعهم إلى البدء بتسليم أنفسهم. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تُعتبر جيش الإدارة الذاتية الكردية أمس الأربعاء أن عدد السجناء المنتمين إلى التنظيم الذين سلموا أنفسهم لها بلغ أكثر من ألف. وأكد المرصد أن الهجوم انتهى بعد معارك استمرت سنة أيام تحولت خلالها كبرى مدن شمال شرق سوريا إلى ساحة حرب. واضطر الآلاف من سكان الحسكة إلى النزوح من مناطقهم على إثر مهاجمة نحو مائة على الأقل من عناصر التنظيم السجن في أكبر استعراض قوة لهم منذ سنوات. ولجأ المئات من هؤلاء إلى مسجد في المدينة يقع على مسافة بعيدة نسبياً من منطقة الاشتباكات. وقالت مايا (38 عاماً) وهي أم لتسعة أطفال، لوكالة فرانس برس «الحمد لله هنا يوجد أمان لكن الشخص لا يرتاح إلا في منزله ونريد العودة»، مضيفة «لا خبز هنا ولا ماء ولا سكر». وأوقعت الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه 181 قتيلاً، وفق آخر حصيلة للمرصد، 124 منهم من عناصر التنظيم و50 من القوات الكردية، إضافة إلى سبعة مدنيين، بحسب المرصد. إلا أن حصيلة القتلى قد ترتفع مع دخول القوات الكردية والوحدات الطبية إلى كل أجزاء السجن بعدما انتهى الهجوم. وخيّم الحذر على المعارك خلال الأيام الأخيرة، إذ أدرك طرفا القتال أنهما أمام خيارين، أحدهما حمام دم والثاني التفاوض لإنهاء المعارك. ولجأت القوات الكردية إلى «قطع الماء والأكل طوال يومين عن السجناء»، وفق ما أفاد المرصد، بهدف الضغط عليهم لمن أجل «الاستسلام الآمن». ورفضت قوات سوريا الديمقراطية التحدث عن «مفاوضات» مع هؤلاء، ولم تتضح بعد كيفية انتهاء الهجوم. إلا أن مدير المرصد رامي عبد الرحمن أكّد لفرانس برس الأربعاء أنّ قيادياً سورياً في صفوف التنظيم يتولى التفاوض مع الجانب الكردي لإنهاء حالة التمرّد وتأمين الطبابة لعدد كبير من جرحى التنظيم.
مشاركة :