نجح عرض «سرد المكان»، الذي يقدمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في توظيف الفنون الأدائية والتقنيات الصوتية والمرئية المتطورة لاستعراض دور العلم والأدب والثقافة في تشكيل تاريخ الشارقة وحاضرها، وصناعة مجدها الذي ارتكز على الكتاب على مدى خمسين عاماً برؤى وقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. ورسمت مشاهد العرض الذي يقام على مسرح المجاز، ويستمر يومي 28 و29 من يناير الجاري، لوحة فنية عن الجذور المعرفية والثقافية للشارقة، فجسّد قصة صاحب السمو حاكم الشارقة، حين رهن خنجره المذهَّب وهو لم يتجاوز الـ 12 من عمره، ليشتري بثمنه كتباً، كما أضاء على حجم المنجزات والصروح والمشاريع الثقافية التي قادتها الشارقة للنهوض بالوعي والانفتاح على معارف وفنون العالم. واستحضر العرض كلمات من صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث عرض خطاب سموه الذي ألقاه خلال تسلم الشارقة لراية العاصمة العالمية للكتاب، وقال فيه: «لقد عملنا بصدق وإخلاص، واستمرار طوال سنين عديدة لكي تكون الشارقة بكافة مكوناتها علاقة عشق وحب مع الكتاب والمعرفة.. وأنا أقف أمامكم أكاد أرى أجداد أجدادنا العظام من العلماء والمفكرين وهم يملؤون مكتبات العالم بالمعرفة، ويضيئون طريق الإنسانية بالحضارة والعلم، ويتركون لنا إرثاً كبيراً نفتخر به إلى يومنا هذا». واستند العرض في عدد من مشاهده على رحلة الكتاب وقصة النهضة الثقافية التي قادتها الإمارة على مدى خمسين عاماً، فجاءت اللّوحات الفنية انعكاساً لمنجزات الإمارة، والمسيرة التي قطعتها منذ أن أعلن صاحب السمو حاكم الشارقة ثورة الثقافة، إلى اليوم، والمتمثلة في: في 18 أبريل 1979، أطلق صاحب السمو حاكم الشارقة مقولة سموه الشهيرة: «آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة، لتحل محلها ثورة الثقافة»، وجاء ذلك خلال عرض مسرحية «شركة العجائب». في 30 أبريل 1981، أصدر صاحب السمو حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً يقضي بإنشاء دائرة الثقافة والإرشاد، لتكون مختصة بشؤون الثقافة، والفنون، والرياضة، والتراث، والإعلام. وتفرعت منها عدة دوائر متخصصة، فكانت مؤسسة الشارقة للفنون، وهيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، ومجلس الشارقة الرياضي، ومعهد الشارقة للتراث، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسواها. في 18 يناير 1982، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة النسخة الأولى من «معرض الكتاب العربي» في مركز إكسبو بالشارقة، والذي يحمل اسم «معرض الشارقة الدولي للكتاب» اليوم، وتطورت مسيرة المعرض عبر 4 عقود متواصلة، ليصبح أكبر معرض كتاب في العالم في حقوق النشر والتأليف في نسخته الـ 40 عام 2021، كما افتتح سموه في نفس اليوم «معرض الفنون الجميلة» الذي ضم أعمال فناني وفنانات جمعية الإمارات للفنون الجميلة. في 1 مارس 1984، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «مهرجان الفنون الوطني» الأول كتظاهرة فنية متكاملة، وشمل معارض فنية، وندوات، وشعر ومحاضرات متنوعة. وواصلت الإمارة في دعمها للثقافة، فتعددت المهرجانات، للمسرح والفنون والخط العربي، والشعر، والشعر الشعبي، والآداب وسواها. برعاية ومتابعة صاحب السمو حاكم الشارقة، افتتحت في 20 مارس 1984الدورة الأولى لـ «أيام الشارقة المسرحية»، والتي جاءت لبناء نهضة مسرحية بالشارقة، كما أضيفت مهرجانات متنوعة مثل المسرح المدرسي والصحراوي والجامعة والشبابي والخليجي. في 9 فبراير 1985، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، المهرجان الأول لثقافة الطفل، وذلك في مبادرة كانت هي الأولى من نوعها، وتحت شعار «الطفل أولاً». وقال سموه في افتتاح المهرجان حينها: «إن الطفل هو قائد المستقبل، وإن الاهتمام به يجب أن يكون في أول خطط وتوجهات أي مجتمع يريد الخير لنفسه». في مايو 1985، وبتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، افتتح «المركز الثقافي بالشارقة»، والذي يختص بتوفير كافة المتطلبات للأطفال للتعلم والقراءة في أجواء فنية ثقافية، وقدمت الشارقة نموذجاً لتكون أول مدينة في العالم صديقة للطفل. في 14 أبريل 1993، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «بينالي الشارقة» الأول للفنون التشكيلية، والذي نظمته جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالتعاون مع دائرة الثقافة والإعلام، كحدث فني عالمي مرموق، وأصبح الآن أحد أهم المهرجانات الفنية بتنظيم مؤسسة الشارقة للفنون. في 13 أبريل 1995، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، «متحف الشارقة للفنون»، والذي يعتبر الأول من نوعه بمنطقة الخليج. وفي 9 أبريل 1997، افتتحت المعالم الرئيسة الـ 3 لمنطقة الفنون، وهي: مركز الشارقة للفنون، رواق الشارقة للفنون، والمقر الجديد لمتحف الشارقة للفنون. في 9 فبراير 1998، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «الجامعة الأميركية في الشارقة»، كأول جامعة تضمها المدينة الجامعية. وقال سموه بمناسبة الافتتاح: «نتطلع أن تكون بداية مرحلة جديدة ومتميزة في مسيرة التعليم الجامعي في إمارة الشارقة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي منطقة الخليج العربي كلها». في 14 مارس 1999، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، جامعة الشارقة، وقال سموه في كلمة الافتتاح: «نفتتحُ اليومَ صرحاً شامخاً للعلم، وموقعاً متقدماً في مسيرتنا المتسارعة نحو القرن القادم، ومركز إبداعٍ علمي وفكري، يضمن لنا مستقبلاً يليق بأمجاد ماضينا وإنجازات حاضرنا». في 14 ديسمبر 2014، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «معهد الشارقة للتراث»، ليكون مركز إشعاع ثقافي وعلمي يتصف بالتميز والإبداع بما يخدم التراث الثقافي الإماراتي والعربي. في 26 أبريل 2015، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة، الجامعة القاسمية، كإضافة جديدة ومميزة للمدينة الجامعية بالشارقة، وتمثل القاسمية جامعة إسلامية متخصصة، تركز على تدريس الطلبة من مختلف أنحاء العالم بمنح دراسية كاملة، إلى جانب التركيز على العلوم العربية والإسلامية، وأسسها سموه لتكون هدية الشارقة إلى كل العالم. في عام 2016، أصدر صاحب السمو حاكم الشارقة، مرسوماً أميرياً بإنشاء وتنظيم «مجمع اللغة العربية بالشارقة» ليكون مؤسسة أكاديمية تُعنى بقضايا اللغة العربية ودعم المجامع اللغوية العلمية في العالَمَينِ العربي والإسلامي، وليشكل همزة وصل للحوار الثقافي والبحث اللغوي والمعجمي بين الباحثين في شتّى دول العالم. في 12 أكتوبر 2016، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «المهرجان الدولي للتصوير اكسبوجر»، وهو المهرجان الأول من نوعه المتخصص في التصوير الفوتوغرافي، وفق فعاليات متكاملة، وورش عمل متخصصة. - في 30 أكتوبر 2017، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة مبنى «هيئة الشارقة للكتاب»، المختصة بشؤون الكتاب، وتنظيم الفعاليات المختلفة له، إلى جانب تنظيم «معرض الشارقة الدولي للكتاب» و«مهرجان الشارقة القرائي للطفل» سنوياً، كما افتتح سموه «المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر»، وهي أول منطقة حرة للنشر في العالم. في 9 ديسمبر 2020، افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة «بيت الحكمة»، المشروع الحضاري الجديد الذي يدمج بين مفهوم المكتبة الشاملة والملتقى الأسري الاجتماعي والثقافي، وجاء إنشاؤها تزامناً مع احتفالات إمارة الشارقة بلقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019. وهكذا كان «سرد المكان» صورة حية توثق حركة علمية وثقافية مستمرة ومتصاعدة في إمارة الشارقة، حيث ربط الماضي بالحاضر، وأبرز تلك السمة العالمية التي جابت الشارقة من خلالها أرجاء المعمورة، حتى حقق الخنجر المذهَّب الذي رهنه صاحب السمو حاكم الشارقة أعظم العوائد لأرض أشرقت بالعلم وأضاءت بالمعرفة واحتفت بكنوز الثقافة المحلية والعربية والعالمية.
مشاركة :