تظاهر آلاف السودانيين المؤيدين للمؤسسة العسكرية، اليوم الأربعاء، ضد مبادرة الأمم المتحدة الأخيرة لحل الأزمة السياسية القائمة منذ أن نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا قبل ثلاثة أشهر، كما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وتجمع المحتجون أمام مكتب مقر بعثة الأمم المتحدة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) في الخرطوم، والتي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر محادثات مع الفصائل السودانية. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «تسقط الأمم المتحدة» وآخرون طالبوا ممثل الأمم المتحدة في الخرطوم الألماني فولكر بيرثس بـ«العودة إلى دياره». وقال المتظاهر حامد البشير: «لا نريد تدخلا خارجيا في بلادنا». وفي العاشر من يناير (كانون الثاني)، أعلن بيرثس رسميا إطلاق مبادرة يعقد بمقتضاها لقاءات ثنائية مع الأطراف في محاولة لحل الأزمة السياسية في البلاد. لكنه أشار إلى أن «الأمم المتحدة لن تاتي بأي مشروع أو مسودة أو رؤية لحل، وحتى لن نأتي باقتراح لمضمون الأمور الرئيسية المختلف عليها، و لن نتبنى مشروعاً لأي جانب». والاربعاء، نقل حساب بعثة «يونيتامس» على موقع تويتر عن ستيفاني خوري مديرة مكتب الشؤون السياسية قولها: «يتمحور دورنا في المرحلة الحالية من المشاورات حول عملية سياسية لـ السودان في الاستماع لأصحاب المصلحة السودانيين والإنصات الفاعل لوجهات نظرهم وتوثيق رؤاهم ومقترحاتهم». وكان مجلس السيادة الحاكم في السودان برئاسة البرهان أعلن في وقت سابق ترحيبه بمبادرة الأمم المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر والإمارات والسعودية. أما ائتلاف «قوى الحرية والتغيير»، كتلة المعارضة الرئيسية، فأعلن أنه سيقبل بالمبادرة إذا كان هدفها «استعادة الانتقال الديمقراطي». ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) حين أطاح المدنيين الذين تقاسموا مع الجيش السلطة بعد سقوط الرئيس السابق عمر البشير. وتقول لجنة الأطباء المركزية التي تشكّل مجموعة أساسية في معارضة الانقلاب العسكري، إن 77 متظاهرا قتلوا في احتجاجات، العديد منهم بالرصاص، منذ وقوع الانقلاب، كان آخرهم فتى يبلغ من العمر 18 عاما قضى اليوم الاربعاء متأثرا باصابته بـ«رصاص حي في الرأس» خلال أحد الاحتجاجات الشهر الماضي. وتنفي الشرطة استخدام الرصاص الحي وتقول إن ضابطا طعن على أيدي متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، ما أدى الى وفاته، بالاضافة إلى اصابة العشرات من أفراد الأمن. ومن جهة أخرى، شهدت مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة والتي تبعد 186 كلم جنوب الخرطوم، حالة من العصيان المدني الأربعاء، حسب ما أفاد شهود عيان. وحصل إغلاق شبه تام للمتاجر، وخلت الشوارع من المارة.
مشاركة :