وأعلنت أبوظبي الإثنين أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع من مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، في أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون. وقال المسؤول الذي تحدّث مشترطا عدم الكشف عن هويته "لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا". وأضاف "الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطناً لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا". وطلبت الولايات المتحدة من مواطنيها الأربعاء إعادة النظر في السفر إلى الإمارات "بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة". وجاءت الهجمات الحوثية على أبوظبي بعد سلسلة خسائر تعرّض لها المتمردون في أرض المعركة في اليمن على أيدي قوات درّبتها الإمارات. وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقد سحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه. أنظمة متطوّرة وهدّد المتمردون بأنهم سينفذون مزيدا من الهجمات على الإمارات، ما يضع أسلحتهم المنخفضة الكلفة والمصنع بعضها محليا وبينها الطائرات المسيرة، في مواجهة قدرات الدفاع الإماراتية البالغة قيمتها مليارات الدولارات. وشدّد المسؤول الإماراتي على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها لتعزيز قدراتها الدفاعية بشكل مستمر. وقال "تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها". وتابع "بالإضافة إلى التحديثات السنوية، تعمل الإمارات مع شركائها الدوليين للحصول على أنظمة وتكنولوجيا متطورة لردع ومكافحة التهديدات لأمننا القومي". ويبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، تسعون في المئة منهم من الأجانب. وفرضت الدولة الغنية بالنفط نفسها مركزا ماليا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها الى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية. وفي شرق أوسط تعصف به النزاعات والفقر، تقدّم الإمارات نفسها كواحة "أمن وأمان" للأعمال والترفيه وجسر الى العالم. وفي موازاة الهجمات الأخيرة ضد الإمارات، يستهدف المتمردون بشكل متكرر المملكة السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارًا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية. واعتبر المسؤول الإماراتي أنّ المتمردين الحوثيين "يجب تصنيفهم" على أنّهم منظمة إرهابية، موضحا "نجري محادثات مع حلفائنا في الولايات المتحدة للدفع نحو هذا التصنيف". وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أدرجت الحوثيين على قائمة المجموعات "الإرهابية" في كانون الثاني/يناير 2021، ثم قامت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإلغاء ذلك. وتدور الحرب في اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين الذين يسيطرون على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء منذ العام 2014. وتسبب النزاع بمقتل أكثر من 377 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، بينما تعاني البلاد من أزمة إنسانية حادة.
مشاركة :