أوضح عبد المحسن الرشودي الدكتور في التاريخ الحديث: لا شك أن يوم التأسيس الذي بدأ منذ تولي الإمام محمد بن سعود رحمه الله مقاليد الحكم يوم مفصلي ومنعطف تاريخي مهم جدًا في تاريخ الجزيرة العربية بكاملها، مشيرًا: فأطلق بداية فلسفة جديدة لم يكن المجتمع يعرفها ألا وهي بداية فكرة التوحيد فقبل هذا التاريخ كان المجتمع متناحرًا يسوده عدم الاهتمام بالأمن والاستقرار. وقال لـ"سبق": أقصد الإمارات أو الوحدات السياسية لا تهتم بالأمن ولا الجانب الثقافي والاقتصادي فنجد أن هناك فراغًا سياسيًا وكل هذه الجوانب ازدهرت في عهد الإمام محمد بن سعود وأبنائه من بعده وهذا يدل أنه كان يتوجّه وينظر لزاوية سياسية زاوية حكم مختلفة عن أقرانه وعن حكم المعاصرين له". وأشار:"وبلا شك، يوم التأسيس مثل ما ذكرت منعطف تاريخي أوجد حياة مستقرة منطلقة بلا شك من قوله سبحانه وتعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا "، ويوم التأسيس يبرز راية سامية تحمل بين طياتها الوحدة السياسية والاستقرار وبلا شك نجح الإمام محمد بن سعود بذلك العمل وهو يوم تأسيسه للدولة، وبدأت ملامح وفلسفة نظام حكم مختلف عن الإمارات المجاورة". وأضاف: "ولو وضعنا يوم التأسيس على المجهر لوجدنا تظاهرة سياسية جديدة كانت تسير في صالح المجتمع وانتقل المجتمع من حياة الشتات إلى حياة مختلفة تمامًا لأن المنطقة لم تعهد الوحدة السياسية منذ عهد النبوة". وزاد: "فيوم التأسيس انسحب فأصبحت الدولة السعودية الأولى تُحكم بحاكم واحد تحت نظام استقرار ونظام إدارة فعين القضاة والأمراء هذا هو يوم التأسيس وانسحب بعد ذلك على الدولة السعودية الأولى والثانية". واستدرك: أما فيما يتعلق بالمعلومات حول ذاك اليوم فالإمام محمد بن سعود تولى إمارة الدرعية فهو سليل حكام منذ عام ٨٥٠ فمؤسس الدرعية الجد مانع بن ربيعة المريدي، حتى تعاقبت ذرية مانع على الإمارة حتى وصلت لسعود بن محمد الذي تنسب إليه الأسرة السعودية ومن أبنائه محمد بن سعود الذي تولى الحكم وأسس الدولة في عام 1139". وساق قائلاً: "لكن ما المحك الأساس في هذا اليوم هو الإمام محمد بن سعود لأنه جاء برؤية جديدة تقوم على توحيد البلاد ونشر السلم وتأسيس الدولة السعودية وهو بذلك يختلف عن اليوم الوطني، فاليوم الوطني يتحدث عن المملكة العربية السعودية التي أسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمهما الله جميعًا، الذي نشأ وواصل سياسة أجداده من الدولة السعودية الأولى والثانية فحينما بدأ الملك عبد العزيز بتوحيد البلاد استمر على سياسة أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية". وقال: "أما ما يتعلق بالمرتكزات والمنهج الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى والثانية والمملكة العربية السعودية، هو الانطلاقة في بداية حكم الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ / 1727م لتقوم على منهج واضح وهو منهج القرآن الكريم والسنة الشريفة".
مشاركة :