داعش.. ورقة القوى الخفية والمواقف المشبوهة

  • 1/28/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رغم خسارة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وجوده في الوطن العربي، وتبددت أحلام قيام دولته المزعومة في العراق وسوريا، إلا أنه وحسب عدة مراكز دراسات متخصصة في متابعة نشاط الجماعات الإرهابية، دخل «داعش» مرحلة إعادة تنظيم نشاطه في المنطقة، حيث استقطبت القارة السمراء بعض عناصر التنظيم الفارين من العراق وسوريا وليبيا، وتمدد في الصحراء الكبرى ما ضخم من قوته خاصة في غرب وشرق أفريقيا. وتصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية لفلول «داعش» وخلاياه النائمة، بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في أنحاء مختلفة بالعالم. تأسيس التنظيم ظهر التنظيم الإرهابي للمرة الأولى في أبريل 2013، وقدّم على أنه نتيجة اندماج بين تنظيمي «دولة العراق الاسلامية» التابع لـ «القاعدة» و»جبهة النصرة» السورية، وكان التنظيم يعمل في بداياته في العراق تحت اسم «جماعة التوحيد والجهاد» ثم تحول الى تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» بعدما تولى أبو مصعب الزرقاوي قيادته في 2004 ومبايعته زعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن. واشتهر التنظيم الجديد ببث مقاطع فيديو بشعة على شبكة الانترنت تظهر إعدامات وقطع رؤوس. وبعد مقتل الزرقاوي في حزيران (يونيو) 2006 على يد القوات الامريكية في العراق، انتخب التنظيم «أبا حمزة المهاجر» زعيما له. وبعد اشهر أُعلن تشكيل «دولة العراق الاسلامية» بزعامة «أبي عمر البغدادي». لكن القوات الامريكية تمكنت في نيسان (ابريل) 2010 من قتل البغدادي ومساعده أبي حمزة، فاختار التنظيم «أبا بكر البغدادي» خليفة له. إعلان تنظيم «داعش» وفي أبريل 2013 أعلن أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي ان جبهة «النصرة» هي امتداد لتنظيمه، وأعلن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وقرر البغدادي نقل نشاط تنظيمه الى سورية، حيث سيطر على اقليمي الرقة ودير الزور واستعاد أسلوب الزرقاوي بتنفيذ إعدامات بحق عناصر من جماعات اخرى منافسة وقطع رؤوسهم في الساحات العامة. وسرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على اكثر من جبهة في الداخل السوري، واحدة ضد «النصرة» وثانية ضد «الجيش السوري الحر» التابع لائتلاف المعارضة السورية، وثالثة ضد الاكراد السوريين الذين قرروا إقامة نوع من «الحكم الذاتي» في مناطقهم في شمال سورية. وتمكن مقاتلو «داعش» من اغتيال ممثل الظواهري في سورية المدعو «ابو خالد السوري» بتفجير مقره في مدينة حلب. عوامل تمدد التنظيم الموقف الدولي الذي لم يظهر إرادة حقيقية تهدف إلى إبادة عناصر تنظيم داعش، وتطهير منطقة بادية الشام من الجهاديين التكفيريين، الذين استولوا تماما على معاقل السلطة والثروة فى تلك المنطقة الإستراتيجية بالشرق الأوسط. سيطر داعش ميدانيا على أرض المعركة مع الخصوم العسكريين ومنهم الجيش العراقي والجيش السوري وقوات البشمركة الكردية. وتمدد داعش في السيطرة على مناطق مترامية الأطراف عبر حدود دولتي العراق والشام والتوسع فى حدوده مع تلك الدول. ليعلن داعش عن قيام دولة الخلافة الإسلامية، وبذلك يكون التنظيم قد حقق، خلال وقت وجيز، ما عجزت عنه التيارات الجهادية على مدار أكثر من ثلاثين عامًا. التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب تم تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر عام 2014، والتزم أعضاء التحالف الدولي جميعاً بإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف. فالحرب الجدية على «داعش» بدأت في ملاذه الآمن في سورية، ثم مواجهة تنظيم «داعش» على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية. وبالإضافة إلى الحملة العسكرية التي ينفذها التحالف في سوريا والعراق، يلتزم التحالف بما يلي: تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من داعش ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم. تصفية قيادات «داعش» أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي السبت الماضي عن تصفية ثلاثة من إرهابيي تنظيم «داعش»، بينهم قياديان، جراء عملية أمنية دقيقة في محافظتي صلاح الدين وكركوك شمال البلاد، عندما تم تزويد طيران القوة الجوية بهذه المعلومات والتي بدورها وجهت ضربة جوية دقيقة لهم جنوبي الحضر في قاطع الجزيرة بين قضائي بيجي والحويجة، مما أدى الى تدمير العجلة بالكامل وهلاك من كان بداخلها». كما أعلن مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، في أكتوبر الماضي عن تمكن الأجهزة الاستخباراتية في بلاده من إلقاء القبض على سامي جاسم القيادي بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ «داعش». في واحدة من أصعب العمليات المخابراتية خارج الحدود، للقبض على المدعو سامي جاسم، مشرف المال لتنظيم داعش ونائب المقبور أبو بكر البغدادي. مقتل البغدادي زعيم «داعش» وكان الجيش الأمريكي نشر في أكتوبر 2019 اللقطات الأولى للغارة التي قتل فيها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية شمالي سوريا. وأظهر مقطع فيديو جنودا يطلقون النار على عناصر مسلحة على الأرض أثناء توجههم نحو المجمع الذي كان يختبئ فيه أبو بكر البغدادي قبل أن ينتشر عناصر الجيش الامريكي على الأرض ويقتحموا المبنى. وانسحب البغدادي نحو نفق في مقر الإقامة ثم فجر سترة ناسفة كان يرتديها. وبعد انتهاء الهجوم تم تدمير المبنى بالكامل بواسطة المتفجرات. وأكدت المخابرات الأمريكية أن عينات من الدي إن إيه الخاصة بالبغدادي كانت لدى الأجهزة الاستخباراتية منذ أن كان معتقلا في أحد السجون العراقية عام 2004. وأضاف أن رفاته نُقلت إلى قاعدة عسكرية للتأكد من هويته ثم دفنت في البحر خلال 24 ساعة من العملية «وفقًا لقوانين النزاعات المسلحة». عودة «داعش» على خريطة الإرهاب وتصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية لفلول «داعش» وخلاياه النائمة، بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في أنحاء مختلفة بالعالم. وعندما أعاد تنظيم «داعش» ترتيب أوراقه في غرب وشرق أفريقيا من خلال عناصره الفارين من العراق وسوريا وليبيا، فسيطر على معظم أجزاء ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا ، وفي مارس الماضي، أعلن «داعش» السيطرة على مدينة بالما الساحلية في شمال موزمبيق ما يمهد لاستنساخ تجربته في الرقة والموصل ولكن هذه المرة في إفريقيا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حذرت من أن تنظيم داعش قد يصبح قادرًا على تنفيذ هجمات إرهابية خلال فترة من 6 إلى 12 شهرًا. الهروب الكبير أعلنت قوات سوريا الديمقراطية السبت الماضي مقتل 22 عنصراً من تنظيم داعش الإرهابي خلال اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية بعد عملية إرهابية منظمة للهروب الجماعي من سجن الجويران في شمال سورية، وارتفعت حصيلة القتلى الإجمالية نتيجة الأحداث إلى 102 بينهم 61 من داعش، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. يذكر أن سجن غويران يضم نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش، غالبيتهم من سوريا والعراق، فضلا عن جنسيات أخرى، وهو أكبر سجن للدواعش في العالم أجمع. أما الهجوم الذي وقع فكان الأعنف والأضخم من نوعه والأكثر تنظيماً منذ القضاء على التنظيم كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في مارس من العام 2019. وأدانت الخارجية الأمريكية، هجوم تنظيم داعش على سجن غويران في مدينة الحسكة السورية لإطلاق سراح مقاتلي التنظيم المحتجزين. داعش يعيد تموضعه ويطلق ذئابه ارتكب تنظيم داعش الإرهابي، مجزرة مروعة في قرية الرشاد الواقعة بقضاء المقدادية، شرقي العراق، راح ضحيتها 40 شخصا ما بين قتيل وجريح من المدنيين العزل من السلاح. كما شهدت أوغندا قبل أيام تفجيرين في أقل من 24 ساعة سبقهما ثالث في شهر أكتوبر 2021 تبنى اثنين منهما تنظيم داعش فيما وجهت السلطة أصابع الاتهام في الثالث إلى حركة موالية له. وأيضا عندما قتل عضو البرلمان البريطاني ديفيد أميس، في عملية طعن، منتصف أكتوبر الماضي ، وصف نفسه بأنه عضو في تنظيم داعش الإرهابي. كما قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في هجومين منفصلين نفذهما تنظيم داعش الإرهابي شمال العراق في ديسمبر الماضي، بحسب بيان أصدرته حكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.

مشاركة :