أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء أن زيارته المرتقبة لدولة الإمارات في فبراير، ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مع سعي أنقرة إلى إذابة جليد العلاقات مع دول الخليج، مشيرا إلى أن نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا مطلع فبراير المقبل. وقال أردوغان خلال مقابلة على شبكة "أن.تي.في" التلفزيونية الخاصة، إنه سيزور الإمارات في الرابع عشر من فبراير، والتي يجرى التنسيق لها منذ أسابيع. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد في ديسمبر الماضي أنه يجري التخطيط للزيارة المرتقبة لأردوغان إلى الإمارات. وحتى وقت قصير مضى، كان البلدان على طرفي نقيض في ملفات عدة، بينها الملف الليبي والسوري، لكن مؤخرا شهدت العلاقات إرادة نحو التطبيع ضمن سياسة "تصفير" المشاكل التي باتت تعتمدها الإمارات إقليميا. وكان أردوغان استقبل في نوفمبر الماضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في أنقرة، في زيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، تكللت بإعلان إماراتي عن إنشاء صندوق استثمار بعشرة مليارات دولار لدعم الاقتصاد التركي. وكانت الإمارات قد أعدت مشاريع استثمارية خاصة بتركيا، وخصوصا في مجالات الطاقة، قبل أكثر من عقد من الزمان كبادرة ودية منها، لكن المشاريع لم تجد طريقها إلى التنفيذ بعد زيادة التنافر السياسي بين البلدين. ومنتصف ديسمبر الماضي، عبّر الرئيس التركي عن أمل بلاده في تطوير العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات وتعزيزها في مختلف المجالات. وسبق أن تسلم الرئيس التركي أوراق اعتماد سفير الإمارات لدى أنقرة سعيد ثاني حارب الظاهري. وفي نفس المقابلة مع شبكة "أن.تي.في" التلفزيونية الخاصة قال أردوغان "إنّ زيارة نظيره الإسرائيلي يمكن أن تفتح فصلا جديدا في العلاقات بين تركيا وإسرائيل"، مؤكّدا أنّه "على استعداد للقيام بخطوات نحو إسرائيل في المجالات كافة". وبدأ التقارب بين البلدين منذ أسابيع من خلال اتصالات هاتفية جرت على وجه الخصوص بين أردوغان ومسؤولين إسرائيليين. والأسبوع الماضي، قال الرئيس التركي إنّه مستعدّ للتعاون مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب غاز في شرق البحر المتوسط، في مؤشّر على رغبة بلاده في إصلاح العلاقات المتوترة بينها وبين الدولة العبرية. وأتى تصريح أردوغان في أعقاب عام اتّخذت فيه تركيا، التي تعاني من أزمة اقتصادية، خطوات لتحسين العلاقات مع مجموعة من الخصوم الإقليميين. وتوتّرت العلاقات التركية - الإسرائيلية بعد مقتل 10 مدنيين خلال مداهمة قافلة بحرية تركية، كانت متّجهة إلى قطاع غزة في عام 2010. ثم بدأت إسرائيل ومجموعة من الدول، بما في ذلك اليونان خصم تركيا التاريخي، العمل على خط أنابيب مشترك لنقل غاز شرق البحر المتوسط إلى أوروبا. وعارضت تركيا المشروع بشدّة ودافعت عن مطالبها الإقليمية بثروة الطاقة في المنطقة، بينما حظي خط الأنابيب بدعم إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. لكنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية ووسائل إعلام أخرى ذكرت أنّ واشنطن أبلغت الأسبوع الماضي اليونان خصوصا، بأنّ إدارة الرئيس جو بايدن لم تعد تدعم مشروع خط الأنابيب هذا، لأنه تسبّب في توترات إقليمية مع تركيا. ويومها قال الرئيس التركي "نجري الآن محادثات مع الرئيس هرتسوغ. يمكن أن يزورنا في تركيا. كما أنّ رئيس الوزراء (نفتالي) بينيت لديه نهج إيجابي". وأضاف "من ناحيتنا كتركيا، سنبذل قصارى جهدنا للتعاون على أساس تحقيق الفائدة للجميع... نحن كسياسيين، لا ينبغي أن نسعى للقتال بل للعيش بسلام". والعلاقات بين أنقرة وإسرائيل متوترة منذ هاجمت قوات إسرائيلية سفينة تركية في 2010، كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع ضحايا. وتصاعد التوتر أيضا مع سحب سفيري البلدين في 2018، بعد مقتل محتجّين فلسطينيين في قطاع غزة. وحصل اتصال هاتفي بين الرئيس التركي ونظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في منتصف نوفمبر، في أول محادثة من نوعها بين رئيس وزراء إسرائيلي وأردوغان منذ 2013.
مشاركة :