منذ عقدين من الزمن أو يزيد ووزارة التعليم لدينا تشكو حالة التقلبات غير المدروسة في خططها وبرامجها ومناهجها ومبانيها وهو ما دفع بقيادتنا الى التدخل أكثر من مرة في محاولات منهم لإصلاح ذلك الخلل لكن الحال لم يتبدل كون الخرق يزداد اتساعاً ، ولعلي هنا ومن خلال خبرتي الواسعة في هذا الميدان أستطيع تحديد أبرز مواطن الخلل التي أدت الى تلك التقلبات فأقول: - في ظل الخلل اللافت في أنظمة تقييم المديرين على مختلف المستويات المعمول بها في الوزارة منذ زمن انتشر ما أسميه بثقافة التضليل الهرمي في المعلومات طلباً لرضاء الرئيس المباشر لكل مدير بدءاً من مدير المدرسة ،حيث نجد أن كل مدير يسعى لتلميع تقاريره اليومية أو الشهرية أو السنوية لرفعها لرئيسه وهي تحمل بعض المعلومات غير الدقيقة وتتعارض مع الواقع الحقيقي حيث إن تضمين الخلل في التقرير المرسل يحمل المدير كامل المسئولية وبالتالي المساءلة حتى لو كان ذلك الخلل سببه جهات أعلى مما جعل البعض يمارس ذلك الأسلوب التضليلي. -أن يعاد النظر في صياغة السياسة التعليمية بكافة مكوناتها من أهداف وأنظمة ولوائح وهياكل بما يتوافق ومتطلبات العصر الذي نعيش وبما يتوافق وحالة الدمج المستحدثة أخيراً ، ومعلوم تقادم صياغة مكونات السياسة التعليمية الحالية . -أن ينطلق التطوير الحقيقي من البيئة المدرسية بكافة مكوناتها ( المبنى، التجهيزات ، المعلم ، المنهج ، الطالب ، الإدارة ، الأنشطة ) بحيث يوجه لها النصيب الأكبر من الميزانية السنوية حيث إن المرحلة السابقة كان النصيب الأكبر يتجه الى أعلى الهرم التعليمي فيستهلك أغلبه في البذخ والهدر الوقتي ولعل المبنى المدرسي الحكومي المجهز يأتي في المقدمة. -ضرورة استبدال أغلب القيادات التعليمية المتقادمة وتجديد الدماء داخل أروقة الوزارة ولعل حاملي الشهادات العليا من المبتعثين أفضل البدائل . - ضرورة الالتزام بسياسة العمل المؤسسي داخل أروقة الوزارة من خلال تحديد مدة زمنية لبقاء المدير أو الوكيل ومن خلال ضرورة الالتزام الحرفي بتنفيذ الخطط بعيدة ومتوسطة المدى ونبذ سياسة العمل الكرسوي الذي يتجه باتجاه تلميع وتجذير كرسي المديرعلى مختلف المستويات . - ضرورة تغيير آلية تدريب المعلمين على رأس العمل والاتجاه الى تدريبهم من خلال تنفيذ حقائب تدريبية عالمية عن طريق آلية التدريب العنقودي . -ضرورة فك التشابك الناتج عن دمج التعليم العالي بالعام من خلال منهجية جديدة تسهم في تكاملهما . والله من وراء القصد.
مشاركة :