يكتسب يوم التأسيس 22 فبراير أهمية وقيمة كبرى في التاريخ السعودي؛ إذ يمثل ذلك اليوم مناسبة وطنية خاصة تضع تأريخاً سياسياً دقيقاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود التي تعد امتداداً لحاضرها ومستقبل البلاد. ويشكل اليوم ذكرى لتأسيس واحد من أهم المشاريع الوحدوية الذي لم تعرفه جزيرة العرب منذ قرون طويلة، وذلك في فترة عانت فيها المنطقة من ويلات الفرقة والشقاق والنزاع. تأريخ سياسي دقيق وعن هذه المناسبة الوطنية الغالية وأهميتها في الذاكرة التاريخية الوطنية السعودية، تقول أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الملك عبدالعزيز، منال بنت عواد المريطب، لـ"سبق": إن "يوم التأسيس هو بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في 30 جمادى الآخرة ١١٣٩هـ/ ٢٢ فبراير ١٧٢٧م". مضيفة حول أهمية هذا اليوم في مسيرة السعودية وانعكاسه على الاستقرار في الجزيرة العربية: "بتولي الإمام محمد بن سعود الحكم انتقلت الدرعية إلى مفهوم الدولة الواسعة التي نجحت في ضم معظم مناطق الجزيرة العربية في وحدة سياسية واحدة وعلى مراحل عدة، وقد امتاز عهد الإمام محمد بن سعود بالاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي، وحكم الإمام حوالي أربعين عامًا قضاها في الوحدة والتأسيس حتى وفاته في عام ١١٧٩هـ/ ١٧٦٥م". وتلفت الدكتورة الحاصلة على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث الجزيرة العربية، إلى أن أهمية هذا اليوم وهذه المناسبة الوطنية تكمُن في وضع تاريخ سياسي دقيق لبداية الدولة السعودية الأولى. وتتابع قائلة: "لا شك أن استذكار هذه المناسبات التاريخية والاحتفاء بها يزيد من الوعي التاريخي لعمق تاريخ بلادنا الحبيب ومسيرتنا الوطنية الزاخرة، وإبرازها تاريخياً يعمق من الانتماء والفخر لنا كمواطنين، ونحن إذ نستذكر هذه المناسبات الوطنية نقدر بها الجهود القيمة والمثمرة التي بذلها قادتنا منذ عهد الدولة السعودية الأولى من أجل تأسيس ووحدة هذه البلاد المباركة؛ فتاريخنا يزخر بالمآثر والبطولات والإنجازات التي تستوجب منا الاحتفاء والافتخار".
مشاركة :