بيروت - قال بهاء الحريري شقيق الزعيم السنّي اللبناني سعد الحريري اليوم الجمعة إنه سيواصل مسيرة والده رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، معلنا عن عودة قريبة لبيروت لخوض "معركة استرداد لبنان من محتليه". وأضاف بهاء وهو الابن الأكبر للحريري الأب من زوجته العراقية نضال بستاني، في رسالة مسجلة "سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها. سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ولم يعلن نيته الترشح للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في 15 مايو/أيار المقبل، لكن إعلام محلي، أفاد بأنه سيخوض السباق دون الكشف إن كان سيترشح شخصيا أو سيشارك فيها ضمن لوائح خاصة. وفي كلمة مسجلة أُرسلت إلى وسائل الإعلام، قال بهاء الحريري (55 عاما) الذي لم يتقلد منصبا سياسيا من قبل والذي نأى بنفسه بدرجة كبيرة عن السياسة إن "أي تضليل أو تخويف يخدم فقط أعداء الوطن"، مشيرا إلى فراغ السلطة في أوساط طائفة السنّة في لبنان. وتابع "ديننا وأخلاقنا وتربيتنا، لا تسمح لنا بالتخلي عن مسؤوليتنا بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل نهضة لبنان"، مضيفا "بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليه (دون تسميتهم)". وقال بهاء وهو رجل أعمال تشمل مصالحه استثمارات عقارية في لبنان والأردن ويحمل الجنسية السعودية إلى جانب جنسيته اللبنانية، إنه سيواصل مسيرة والده الراحل. ولدى بهاء الحريري مواقف واضحة ضد حزب الله وسلاحه وسبق أن اتهمه بالإرهاب وأنه يأخذ "لبنان رهينة لمصلحته الخاصة". ودعا إلى "سحب سلاحه الذي يشكل تهديدا لأمن كل اللبنانيين". وهو أيضا منتقد صريح وقوي لسياسة شقيقه تجاه جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران. وقال في كلمته المسجلة "ابن الشهيد رفيق الحريري ما بيترك لبنان، موجودين معكم وقريبا جدا (سأكون) بيناتكم". وتأتي تصريحاته بعد أيام من إعلان شقيقه الذي تولى رئاسة الحكومة اللبنانية في ثلاث مناسبات، انسحابه من الحياة السياسية، وهو أمر ينذر بتشرذم الطائفة السنّية في لبنان ويفتح منافذ أوسع لنفوذ حزب الله وإيران ويقلب المشهد الانتخابي رأسا على عقب وينذر بمرحلة جديدة في النظام السياسي الطائفي في لبنان، وفق عدد من المحللين. وأشار سعد الحريري في كلمته الاثنين الماضي التي أعلن فيها انسحابه من الحياة السياسية، إلى نفوذ إيران باعتباره أحد الأسباب التي جعلته يرى أن الأمل ضئيل في تغيير إيجابي في لبنان. وأضفت الخطوة التي اتخذها غموضا هائلا على الحياة السياسية اللبنانية قبل شهور فحسب من الانتخابات التي يأمل خلالها خصوم جماعة حزب الله في إنهاء الأغلبية التي فازت بها الجماعة مع حلفائها في عام 2018. ومثلت عائلة الحريري لعقود السنّة في لبنان وكان متوقعا أن تتولى شخصية سنّية هذا الدور بعد انسحاب الحريري من الحياة السياسية. وطرح اسم بهاء الحريري في نقاشات وتخمينات إعلامية قبل أن يخرج الرجل برسالته المصورة التي وجهها لوسائل إعلام محلية ونشرها على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
مشاركة :