تُعدُّ صحراء «حسمى» منذ الأزل، محطة على طريق التجارة القديم من وإلى جزيرة العرب، ومرَّت بها القوافل والركبان على امتداد الحضارات الإنسانية المتتالية، وهذا ما يفسّر تنوّع وكثرة النقوش الأثرية على صخور جبالها الشاهقة.جمال الطبيعةوتضفي صحراء «حسمى» برمالها الحمراء وجبالها الرملية في الجهة الشمالية الغربية من منطقة تبوك، جمالا طبيعيا وبُعدا جيولوجيا لهذه الصحراء التي تنتشر فيها الجبال الحاضرة في سجل التاريخ.كتابات ونقوشوتحتضن «حسمى» بين طياتها الكثير من الكتابات والنقوش، التي تدل على ما تضمه هذه المنطقة من إرث تاريخي ذي أهمية للباحثين في أسبار التاريخ وتطور اللغة العربية، وكان في الموقع السبق في اكتشاف بعض النقوش العربية، عُرفت فيما بعد باللهجة الحسمائية، وهي لهجة عربية شبيهة باللهجة النبطية، وتُعد أول كتابة عربية ترتبط فيها الحروف ببعضها، كما الخط الكوفي، ويشبه الحرف الحسمائي الحرف الصفائي، لكنه متميز عنه بموقعه وتاريخه، كما تحمل تلك الشواهد الموغلة في القدم إرثًا يستنطق جانبًا من تاريخ جزيرة العرب ولغتها الخالدة.
مشاركة :