بوتين يتهم الغرب بـتجاهل المخاوف الأمنية الروسية في أوكرانيا

  • 1/29/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الغرب بتجاهل مطالبه من أجل خفض التوتر في الأزمة حول أوكرانيا، في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، متفاديا في الوقت نفسه الإعلان عن ردّ. ورفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي رسميا الأربعاء مطالب تعتبرها روسيا حيوية لضمان أمنها، في مقدمها إنهاء سياسة التوسع التي ينتهجها الحلف الأطلسي وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997. ولا يزال أكثر من مئة ألف جندي روسي منتشرين على الحدود الأوكرانية، الأمر الذي تعتبره واشنطن مؤشرا إلى اجتياح وشيك. سيرجي لافروف: لا نريد الحرب لكننا متسعدون للدفاع عن مصالحنا وجاء في تقرير للكرملين حول مضمون المكالمة بين الرئيسين أن “أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية”. وتابعت الرئاسة الروسية “تم تجاهل المسألة الأساسيّة، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها… تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألّا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى”. وذكر الكرملين أن روسيا “ستحدد ردّها المقبل” بعد أن تدرس بالتفصيل ردّ خصومها. وإذا كانت واشنطن وحلف شمال الأطلسي قد رفضا المطالب الروسية الرئيسية، فقد عرضا العمل على فرض قيود مشتركة على نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أوروبا، على أن يشمل ذلك أيضا المناورات العسكرية في مناطق مجاورة للمعسكر الخصم. وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الجمعة العمل على تأمين “كميات إضافية من الغاز الطبيعي” لأوروبا لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البيان إن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان معا على ضمان إمدادات متواصلة وكافية وموضعية من الغاز الطبيعي لأوروبا انطلاقا من مصادر مختلفة عبر العالم لتفادي صدمات في التموين، بما في ذلك تلك التي قد تتأتى عن اجتياح روسي جديد لأوكرانيا”. وكانت الولايات المتحدة طلبت الخميس عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين بسبب “التهديد الواضح” الذي تشكله روسيا على “السلام والأمن الدوليين”. وكرر بايدن الخميس لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون “بحزم” على أي اجتياح روسي محتمل. وترى أوكرانيا أن العدوان الروسي خطر فعلي، مشيدة برفض الغرب للمطالب الروسية، فيما تسعى كييف منذ أعوام إلى الانضمام إلى الحلف الأطلسي. وجود أكثر من مئة ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية أمر تعتبره واشنطن مؤشر على اجتياح وشيك وأضاف “إذا تُرك الأمر لروسيا، لن تكون هناك حرب. نحن لا نريد الحرب. لكننا لن نسمح أيضا بأن يُستخف بصلافة بمصالحنا، أو بتجاهلها”.ومن جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة أن بلاده “لا تريد الحرب” وتفضل “طريق الدبلوماسية”، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها. وتوعدت موسكو برد واسع النطاق إذا تم رفض مطالبها، ولكن من دون أن تحدد طبيعة هذا الردّ. واقترح نواب روس أن تعترف موسكو باستقلال المناطق الانفصالية الموالية لها في شرق أوكرانيا وأن تسلّحها. ويتهم الغرب روسيا بالوقوف خلف النزاع في شرق أوكرانيا والذي اندلع العام 2014 بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأكد بوتين خلال اتصاله بماكرون عزم بلاده على مواصلة العمل على وضع حدّ للنزاع في شرق أوكرانيا. وشدد في هذا السياق على أهمية آلية التفاوض الموجودة أصلا، والتي تجمع موسكو وكييف وبرلين وباريس. واجتمع مستشارون لقادة الدول الأربع في السادس والعشرين من يناير في باريس، في لقاء هو الأول منذ أشهر، على أن يلتقوا مجددا في فبراير في برلين.

مشاركة :