الصين تنشد ترك بصمتها في الرياضات الشتوية

  • 1/29/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تصدّرت الصين ترتيب الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية على أرضها عام 2008، لكنّ التوقعات لا تبدو متفائلة هذه المرة قبيل دورة الألعاب الشتوية المقامة في العاصمة بكين أيضا، حيث تطمح "بلاد التنين" إلى التأسيس للرياضات الشتوية من الصفر تقريبا. ولم تُشارك الصين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية حتى عام 1980 في لايك بلاسيد الأميركية، ولم تتألق مذ ذلك الحين حيث فازت بميدالية ذهبية واحدة خلال الألعاب الأخيرة في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية عام 2018، وكانت في التزحلق السريع على مضمار قصير. وتاريخيا لم تكن رياضات الطقس البارد شائعة في البلاد، حيث أدّت التكلفة الباهظة والافتقار النسبي للبنية التحتية إلى إبقاء مجموعة الرياضيين صغيرة في هذا المجال. لكن يبدو أن الحماس الهائل الذي تقوده الحكومة في الترويج لأنشطة الرياضات الشتوية وارتفاع منسوب الاهتمام عند الطبقة المتوسطة بهذه الرياضات، قد يسهمان في تحقيق بعض النتائج عندما تبدأ الألعاب في الرابع من فبراير القادم. وتمّ تجنيد مدربين أجانب لتعزيز الخبرات، ويتوقع خبراء شركة "غرايسنوت" المتخصّصة أن تحرز الصين ست ميداليات ذهبية في بكين 2022، لتحقّق بذلك "أفضل دورة أولمبية شتوية على الإطلاق" في تاريخ البلاد، بينما يتوقع الكثيرون أن تحقّق النرويج التي تصدرت جدول الميداليات في 2018 المركز الأول مجددا، متقدمة على روسيا وألمانيا. أزمة كبيرة تحضير لا يواكب التطلعات استعداد غير كاف حدّدت الصين لنفسها هدف المنافسة في جميع الألعاب الـ109 في بكين 2022، أي ضعف عدد الرياضات التي تأهلت إليها في الدورة السابقة. وقالت وسائل الإعلام إن البلاد "ليست لديها خبرة" في ثلث هذه الرياضات. وللتأكيد على التحدي اعترف ني هوي تشونغ مسؤول الرياضات الشتوية لوكالة أنباء شينخوا العام الماضي بأنّ البلاد تملك "نقاط ضعف وعيوبا واضحة" وتواجه "أزمة كبيرة" في بعض الألعاب الرياضية. الصين ترى أن الدورة الشتوية فرصة لإظهار تطوّرها حتى في الوقت الذي لا تزال فيه جائحة كورونا طاغية على المشهد الرياضي وستنافس الصين في 96 مسابقة على الأقل في الدورة الشتوية. وفي بعض الحالات، مثل هوكي الجليد للرجال، يعتبر تجنب الإحراج على أرض الوطن بمثابة إنجاز صغير. وينبغي للصين أن تطوّر نفسها من أجل أن تقدّم للعالم مجموعة قوية من الرياضيين، وتحديدا من مدارس فنون الدفاع عن النفس في الأديرة البوذية. وأرسلت السلطات في البلاد مجموعة من المراهقين دون خبرة، من بينهم لاعب جمباز سابق وعداء سرعة، إلى النرويج في 2018 لحضور دورة مكثفة في القفز على الجليد على أمل أن تكوّن منافسين أقوياء في 2022. كما تحوّلت الصين أيضا إلى الرياضيين المجنسين، من بينهم إيلين غو المولودة في كاليفورنيا والتي يبدو أنها ستكون وجها للألعاب بالإضافة إلى المتزحلق على الجليد بيفرلي تشو. ووسط سعي للتركيز على المستقبل يبدو أن الصين في طريقها إلى افتتاح 5000 مدرسة للرياضات الشتوية بحلول عام 2025، وقد أقامت قواعد تدريب ضخمة للرياضيين مجهزة بأعلى المعايير. هيبة الصين رياضة بشعبية جارفة رياضة ذات شعبية جارفة من أصل 13 ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية الشتوية للصين جاءت 10 منها في التزحلق السريع على مضمار قصير. وقد فاز وو داجينغ بذهبية 500 متر في 2018 وسيدافع عن لقبه في بكين، بينما هناك أيضا آمال معقودة على مسابقات التتابع. ويأمل المتزحلقان سوي وينجينغ وهان كونغ في تحقيق نتيجة أفضل من الميدالية الفضية في الدورة السابقة، في حين يعتبر المتزلج الحرّ، المولود في الولايات المتحدة غو (18 عاما)، من المرشحين بقوة لنيل ميدالية ذهبية. ويبدو أنّ السلطات العليا في البلاد تراقب المجال الرياضي عن كثب وتعمل جاهدة من أجل تحقيق نتائج جيدة، حيث حث الرئيس شي جينبينغ الرياضيين على “النضال بشجاعة والسعي لتحقيق النجاح”. ويُعدّ الفوز بالميداليات جزءا من أهداف الصين الأخرى التي ترغب في جنيها من الألعاب. وترى الصين في الدورة الشتوية فرصة جديدة لإظهار تطوّرها وبراعتها، حتى في الوقت الذي لا تزال فيه جائحة كورونا والمقاطعة الدبلوماسية من دول عدّة بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان طاغيتين على المشهد الرياضي.

مشاركة :