خطيبا الحرمين الشريفين: الإرهاب لا يقره دين ولا عقل ويتنافى مع الأعراف الدولية

  • 11/21/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس: إن التفجيرات والهجمات والأعمال الدموية الإرهابية لا يقرها دين ولا عقل ولا نظر سديد، فهي تتنافى مع كل الأعراف والمواثيق الدولية، وإن الإسلام بريء من هذه التصرفات الشائنة، التي لا تتماشى مع أصوله العادلة وقيمه الإنسانية السامية، التي جاءت رحمة للعالمين. فالدعوة موجهة لتكثيف الجهود في محاربة الإرهاب بحزم فكراً وممارسة؛ لإحلال الأمن والسلم العالميين، فالإسلام بتعاليمه يتمّم نبل الأخلاق والمكارم ونشر التسامح بين المجتمع. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إنه في عصر الفضائيات وشبكات المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي، يجب ألا نعطي آذاننا للمهازيل الأغرار الذين ينشرون الإفك والبهتان والأقاويل المفسدة بين المسلمين بالتدابر والهجران والغيبة والنميمة والسخرية، قال تعالى ((وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) ،فهذه الآية في حق الساخر والمستهزئ والمغتاب في أعراض المسلمين، فكيف بمن يسفك الدم الحرام ويتطاول على بيوت الله بالإضرار بها وانتهاك حرماتها وترويع الساجدين الآمنين إنها أضاليل أناس تهصر مسالك المجتمعات وملاك القيم الرضيات بمسالك معوجة. وأضاف فضيلته يقول: «إنه في هذا العصر الزاخر بالصراعات المادية والاجتماعية والظواهر السلوكية والأخلاقية والمفاهيم المنتكسة حيال الشريعة الربانية لا بد لها من العودة إلى أخلاق القرآن وآدابه فما أجمل أن نعيش لحظات في رحاب آياته نستلهم نفحاته وعظاته ونجني أطايب ثمراته». وأشار فضيلته إلى أن الحضارة الإسلامية التي وطدتها شريعتنا الغرّاء وسعدت بها الدنيا عبر التاريخ ما هي إلا صورة وقادة من التزام أوامر الله -تعالى- وهدي نبيه، وإذ كانت المآسي تلفح وجه الأمة في كل شبر وواد وفي مختلف الأصقاع والوهاد فليس أرجى ولا أنجى من تلمّس المقاصد الشرعية واتباع السنة المحمدية، فهما مناط العز النصر واسترداد سابق عز الأمة وتليد مجدها. وأكد الدكتور السديس أن في غمرة الأحداث المتسارعة الدامية والأوقات المستعرة الحامية تحاول بعض النفوس الضعيفة شرخ تلاحم الأمة بشائعات باطلة وأكاذيب ملفقّة يفترون على الناس الكذب ويقبحّون كل رائق عذب، مبيناً أنه كلما اتسعت رقعة الشائعات الباطلات والأراجيف الذائعات التي يروجها ذوو النفوس الضعيفة كان إثمه عند الله أعظم، فعلى المسلم العف أمام هذه الإفرازات النفسية الداكنة. وفي خطبة الجمعة، أمس، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ، عن أحوال المسلمين في كثير من بقاع الأرض، فمع ظهور الفتن العمياء ومحن شتى جرت على المسلمين الدمار والخراب والفساد في الدين والأنفس والأعراض والأموال والديار.. موضحا فضيلته: «إن السبب الأعظم بما حل من نكبات وأزمات وما أصاب من محن ومصيبات هو البعد عن المنهج الإلهي والبعد عن الطريق النبوي في شتى مجالات حياتنا». وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الفتن ما ترادفت بالأمة إلا بسبب اشتهار المخالفة لمنهج الوحيين والمعارضة لشريعة الله، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعقاب من عنده». وقال: «إن ثمة أصولا كبرى وأركانا عظمى يجب أن يحكمها المسلم بالصدق والإخلاص في العمل بها والحرص على تحقيقها بإتقان». وأن الأصل الأول: التوبة الصادقة إلى الله -جل وعلا- والرجوع إلى الصراط المستقيم، والالتزام بالشرع. والثاني: الإكثار من الطاعات والتضرع إلى الله -تعالى-. والثالث: هو اتباع هدي القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فإذا كانت المآسي والمصائب تلفح وجه الأمة فلا أرجى ولا أنجى من تلمس الحلول في الوحيين. ولفت إلى أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- عند الفتن والتمسك بهما عند التنازع هو السبيل الأوحد للنجاة ودفع شرور الانحرافات المتنوعة. وذكر فضيلته أن الأصل الرابع هو الأمن، فهو مطلب كل أمة وغاية كل دولة. وأن الأصل الخامس هو التعاون على البر والتقوى وهو من أهم عوامل القوة في الأمة. وبين فضيلته أن آخر هذه الأصول أن يلزم الناس عند ظهور الفتن المسالك الشرعية والسيرة النبوية، وأن على المسلمين أن يعلموا أن شأن اللسان والقلم خطير في تأجيج الفتن.

مشاركة :