وسط ترحيب من جموع المصلين وتفاؤل شعبي واسع، أدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي صلاة الجمعة في جامع «التوحيد» بمحافظة عدن، بحضور المحافظ اللواء جعفر محمد سعد وعدد من الوزراء والقيادات المدنية والعسكرية. وكان خطيب الجمعة، الشيخ جلال عبادي، أكد على مفاهيم ومدلولات الوفاء والتضحية والشكر لمن يستحق الشكر والعطاء، تأكيدا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». وشدد على ضرورة توحيد الصفوف ولم الشمل لما له من أثر عظيم على الصعيد العملي والمعنوي، مشيرًا إلى أن ذلك ما تجسد في فعل المقاومة الشعبية، التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء من خلال وقوفها جنبًا إلى جنب والتحامها بمختلف مكونات المجتمع من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والنساء والأطفال والوقوف صفًا واحدًا في وجه الطغاة الغازين الذين يسعون لاستباحة الحياة بصورٍ وأشكال وطرق همجية ووحشية لغزو المدن والمحافظات تحت راية العصبية المقيتة بطرق تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية وقيمنا الإنسانية والأخلاقية. ووجه الخطيب جلال عبادي رسائل بالغة الأهمية لأبناء الشعب اليمني والمقاومة الشعبية والقيادات، أكد من خلالها على صعوبة المرحلة والتحديات المحدقة التي تتربص بالجميع وتتطلب تضافر كافة الجهود والوقوف صفًا واحدًا لمواجهة المخاطر والتحديات الراهنة حتى يتجاوزها الوطن بأمنٍ وسلام وينعم أبناؤه بالأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة العامة. ودعا القيادة السياسية للنظر إلى الأمام والاهتمام بأحوال الرعية، فالمسؤول راع ومسؤول عن رعيته وسيسأل عن ذلك في دنياه وآخرته، مشيرًا إلى أن ما يطلب اليوم هو ترسيخ دعائم الأمن والأمان والاهتمام بمصالح الشعب ورعاية حقوق المواطن الذي عانى الكثير خلال شهور مضت. لافتًا إلى أن الوضع اليوم يحتاج إلى بِنَاء ونماء وأمن واستقرار. وأثنى الخطيب على قيادة دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لوقوفهم ودعمهم ومساندتهم للشعب اليمني بدعوة كريمة من رجل التضحية والفداء الرئيس هادي، بحسب تعبيره، باعتباره رجل السلام الذي ينشده وحمله على عاتقه في أحلك الظروف وفي مختلف المراحل التي مر بها. وأكد أن النصر له عدة آباء وللهزيمة أب واحد، ولهذا وضع الرئيس مصيره وقدره في كفة الشعب والحق، والله ينصر الحق ولو بعد حين. وعلى صعيد آخر دعا نشطاء منظمات المجتمع المدني بمحافظة الضالع، جنوبي البلاد، المنظمات الدولية والمحلية إلى لفتة إنسانية نحو معاناة سكان المحافظة. وقال النشطاء المدنيون إن محافظة الضالع تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم، وهي بحاجة إلى انتشالها من أوضاعها المتردية التي تعيشها منذ سنوات. وأضافوا أن الضالع أكثر محافظة تعرضت للدمار والقتل والتهجير في الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح على عدن والجنوب وبقية المحافظات اليمنية. وأكدوا أن غياب مؤسسات الدولة وانعدام الخدمات كليا مثل الكهرباء والماء والنظافة للشهر الثامن على التوالي قد تسبب بمشاكل جمة لسكان المحافظة المهمشة. وأوضحوا أن المنظمات الدولية والمحلية لم يكن لها حضور واضح على مستوى المشكلات والانتهاكات التي تعرضت لها الضالع على أيدي ميليشيات الحوثي وصالح. وطالبوا المنظمات الدولية والمحلية بزيارة الضالع والوقوف أمام الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المحافظة وتقديم الدعم النفسي وما يمكن تقديمه للسكان الذين يعانون ويلات التهميش والمعاناة. ودعوا حكومة الشرعية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى إعادة النظر حيال المحافظة وتوفير الخدمات لسكانها. وأشاد النشطاء المدنيون بجهود محافظ محافظة الضالع، فضل الجعدي، لما يبذله من جهود في سبيل انتشال المحافظة المدمرة من وضعها المزري. وفي سياق آخر، قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، إن انقلاب الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع صالح على الحكومة الشرعية، شكل تهديدًا خطيرًا على وضع حقوق الإنسان في اليمن، معتبرًا أن تاريخ 21 سبتمبر (أيلول) 2014 شكل بداية لنكوص مسيرة حقوق الإنسان في البلاد. وأضاف التحالف في أحدث تقرير له، أنه ومنذ ذلك التاريخ بلغت انتهاكات حقوق الإنسان ذروتها غير المسبوقة في تاريخ اليمن، منوهًا إلى أن التحالف لم يغط انتهاكات حقوق الإنسان كافة، من حيث الزمان والمكان، بسبب الظروف المحيطة. وذكر أنه خلال فترة التقرير من 21 سبتمبر 2014 وحتى نهاية أغسطس (آب) 2015 قتل 3074 شخصًا، 20 في المائة منهم نساء وأطفال، وجرح 7347 مدنيًا بسبب القصف العشوائي، 25 في المائة منهم على الأقل نساء وأطفال، كما تم احتجاز 5894 شخصًا تعسفيًا أو إخفاؤهم قسريًا. إلى ذلك ومع اشتداد المواجهات المسلحة في محيط مدينة دمت شمال محافظة الضالع، قامت الميليشيات بحملة اعتقالات طالت مناوئين للميليشيات الانقلابية.
مشاركة :