وكان ماتاريلا (80 عامًا) قال مرارا إنه لا يريد مواصلة مهامه. وأعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم في إيطاليا السبت اتفاقها على إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته ماتاريلا، وسط خشية على الاستقرار السياسي في حال الفشل بإيجاد خلف له. وكتب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عبر تويتر "تهانينا عزيزي سيرجيو على إعادة انتخابك"، مضيفًا "أعلم أنني أستطيع أن أعتمد على التزامك للحفاظ على الصداقة بين بلدينا، وعلى أوروبا المتّحدة والقوية والمزدهرة التي نعمل على بنائها". من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي الذي كان مرشّحًا محتملًا ليصبح رئيسًا، أن إعادة انتخاب ماتاريلا "خبر رائع للإيطاليين". وأعيد انتخاب ماتاريلا الذي تنتهي ولايته في الثالث من شباط/فبراير، لولاية ثانية تستمر سبعة أعوام بعدما حصد الغالبية المطلقة البالغة 759 صوتًا من أصل 1009 من الشيوخ والنواب والمسؤولين الإقليميين الذين شاركوا في التصويت. واستمرّت عملية اختيار خلف لماتاريلا طيلة الأسبوع، بغياب توافق على اسم معيّن، في برلمان لا يحظى فيه أي من اليسار أو اليمين بالأغلبية. - دراغي أكثر فائدة في الحكومة - وبرز رئيس الوزراء الحالي والرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي كمرشح محتمل لتولي منصب الرئيس، لكنّ الكثير من البرلمانيين امتنعوا عن التصويت له خشية أن يؤدّي تخلّيه عن منصبه إلى حال من عدم الاستقرار قد تجرّ البلاد إلى انتخابات تشريعية مبكرة، علما أن ولاية مجلس النواب تنتهي في 2023. وكان رحيل دراغي ليُضعف أيضاً تعافي ثالث اقتصاد في منطقة اليورو وتطبيق إصلاحات ضرورية للاستفادة من عشرات مليارات اليورو من الخطة الأوروبية للانعاش عقب كوفيد، علماً أن إيطاليا أول المستفيدين. واعتبر العالم الاقتصادي في جامعة سينت غالين، غيدو كوزي، في حديث لوكالة فرانس برس، أن "تمديد ولاية ماتاريلا مثالي للأسواق المالية". وأفادت وسائل إعلام السبت بأن دراغي عقد مع ماتاريلا لقاء مطولاً لإقناعه بالقبول بولاية جديدة "لما فيه خير للبلاد ولاستقرارها". وقال الخبير في القانون الدستوي جيتانو أزاريتي لفرانس برس إنه لم يكن هناك ما يمنع ماتاريلا من رفض البقاء في منصبه. وقد أُعيد انتخابه لولاية جديدة ويمكنه الاستقالة عندما يشاء. ومنصب رئيس الجمهورية في إيطاليا فخريّ إلى حد كبير. لكنّ الرئيس يؤدي دوراً رئيسياً في حال وجود أزمة سياسية، فهو يتمتع بقدرة على حلّ البرلمان وتسمية رئيس للوزراء وعلى رفض إعطاء تفويض بالحُكم لائتلافات يعتبرها هشّة. وتمكّن هذا القاضي غير المعروف على نطاق واسع قبل توليه الرئاسة في 2015 من إدارة أزمة سياسية صعبة بدبلوماسية، فحظي بتقدير كل الأحزاب الإيطالية.
مشاركة :