عاينت «الوسط»، أمس الأول الخميس (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، استمرار حالة الإهمال التي يعيشها ساحل المالكية النموذجي، حتى بعد استجابة عضو بلدي الشمالية عن الدائرة الثانية عشرة حسين الخياط، لبعضٍ من مطالب الأهالي وانتقاداتهم الخاصة بـ «الغياب التام لبلدية الشمالية». فالساحل الذي خصصت لإنشائه شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، آلاف الدنانير، بات اليوم، بمرافق تشكو التخريب وغياب الصيانة، بدءاً من المسطحات التي غادرها اللون الأخضر والمزروعات التي باتت بلا رعاية، انتقالاً للألعاب التي أضحت خطراً يتهدد الأطفال، وليس انتهاءً بدورة المياه التي أصبحت خارج نطاق الاستخدام الآدمي، والصخور الملقاة منذ شهر على الشاطئ. ولحظة تواجدها في الساحل الذي أنشئ قبل ولا يزال قادراً على استقطاب عشرات الآلاف من البحرينيين والمقيمين، استمعت «الوسط» لشكاوى الأهالي ورئيس لجنة ساحل المالكية حسن إبراهيم، حيث تأكيدات هذا الأخير على أن «الإهمال الذي بات أداةً لاغتيال الساحل، ليس وليد اليوم، وهو يعود لأكثر من 4 سنوات مضت». عطفاً على ذلك، أكد العضو البلدي حسين الخياط مباشرة عمال النظافة أعمالهم في دورة المياه، مبيناً في الوقت ذاته تواصله مع حسين الصفار بشأن استبدال الألعاب وتنظيف الساحل، غير أن «الساحل ظل على حاله، دون تغيير يذكر»، كما يقول رئيس لجنة الساحل، والذي قال إن اللجنة التقت يوم الأربعاء الماضي، محافظ الشمالية علي العصفور، وتلمست تجاوباً، قبل أن يستدرك ليضيف «ويبقى السؤال، من سيتولى تنفيذ مطالب تطوير الساحل؟». ورداً على انتقادات الأهالي للجهات البلدية، قال الخياط «النقد البناء يطور من عملنا، ونحن لا نسعى للمديح بقدر سعينا لمعرفة النواقص ومكامن الخلل»، وخاطب الأهالي بدعوتهم للتواصل وإيصال المطالَب الخدمية كافة. وأضاف «الدائرة ممتدة جغرافياً، ومكتظة سكانياً، ولا شك أنها بحاجة للكثير من التطوير، وهو الأمر الذي يتطلب تعاوناً ما بين الأهالي والعضو البلدي والجهات الرسمية ذات العلاقة». وترى لجنة ساحل المالكية أن الموضوعية تقتضي الإشارة إلى أن المسئولية إزاء ذلك مشتركة بين الجانبين الرسمي والأهلي، فـ «غياب الوعي الجماهيري له دور في ذلك، لكننا نرى أن الدور الرئيسي يتركز في المسئولية الملقاة على عاتق البلدية». وأضافت «بذلت «ألبا» جهوداً متكررة في سبيل صيانة الساحل وتزويده بالمرافق، بما في ذلك توفير 40 كرسي قبل عامين، لكن حالة الإهمال واللامبالاة الرسمية، خلقت حالة من البرود مما أدى لابتعاد الشركة مؤخراً»، قبل أن تستدرك لتقول «هو في الحقيقة ابتعاد غير مباشر، فالشركة حريصة حتى اليوم على متابعة مشروعها الذي جاء ضمن حزمة عطاءاتها المجتمعية». وتؤكد لجنة ساحل المالكية، مخاطبتها لمديري البلدية، السابق منهم والحالي، دون الخروج بنتيجة تذكر، وقالت «نقلنا لهم ولمحافظ الشمالية علي العصفور، رسائل رسمية، فكان الرد في بعض الأحيان أن لا موازنة، وأحياناً أخرى بالوعود التي تنتظر التنفيذ». اللجنة التي تعمل تطوعاً، باتت تعمل بنصف طاقتها، بعد عزوف وابتعاد عدد كبير من أعضاءها البالغ عددهم 80 عضواً، الأمر الذي يرجعه رئيسها لـ «تراجع مستوى الحماس، بسبب غياب التعاون الرسمي». ونوه إبراهيم بدور اللجنة وتنفيذها حملات تنظيف على فترات، أحدثها إخراج الحصى قبل شهر تقريباً، والتي باتت تشوه جمالية الساحل بانتظار إزالتها من قبل البلدية والتي تم وضعها في الصورة منذ مدة، مثنياً على دور أعضاء اللجنة «التي نفذت الحملات من جيبها الخاص، وبإمكانها اليوم صنع المعجزات، حال شعر أعضاؤها بالاهتمام»، على حد تعبيره. وتعقيباً على حديث المواطن عبدالله الشاخوري، حول عدم صلاحية دورة المياه وحول إيصالها الشكوى لحارس الساحل بلا جدوى، تساءل رئيس لجنة الساحل «أيعقل، أن البلدية غير قادرة على توفير عاملين اثنين لتنظيف دورة المياه؟».
مشاركة :