نساء الموساد.. في قلب المخابرات الإسرائيلية

  • 1/30/2022
  • 09:26
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬ليك‭ ‬باروش   في‭ ‬البداية،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬كانت‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬يصنعن‭ ‬القهوة‭ ‬أو‭ ‬يمارسن‭ ‬مهنة‭ ‬الرقن‭ ‬على‭ ‬الآلات‭ ‬الكاتبة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬أدرك‭ ‬فيه‭ ‬رؤساء‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أن‭ ‬بإمكان‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬يتعذر‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلاحظهن‭ ‬أحد‭.‬ تقول‭ ‬إحدى‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬رأيت‭ ‬رجلاً‭ ‬وحيدًا‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬عند‭ ‬زاوية‭ ‬أحد‭ ‬الشوارع‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬يثير‭ ‬لديك‭ ‬الريبة‭ ‬والشك،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬امرأة‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬ناصية‭ ‬الشارع‭ ‬فقد‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬مساعدتها‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‮»‬‭ ‬–ذلك‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬سان‭ ‬سيمون‭ ‬الفرنسية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬أمازونات‭ ‬الموساد‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬ميشيل‭ ‬بار‭ ‬زوهار‭ ‬ونسيم‭ ‬ميشال‭. ‬ يكتسي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الجديد‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لارتباطه‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والعرب‭. ‬يذكر‭ ‬المؤلفان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يشكلن‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭%‬‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬الميدانية‭ ‬التابعة‭ ‬لجهاز‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وهن‭ ‬عالمات‭ ‬وخبيرات‭ ‬مختصات‭ ‬في‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ (‬الإنترنت‭) ‬وتقنيات‭ ‬التشفير‭ ‬كما‭ ‬أنهن‭ ‬يرأسن‭ ‬الأقسام‭ ‬والفرق‭ ‬الميدانية‭ ‬بل‭ ‬يشاركن‭ ‬في‭ ‬الاغتيالات‭ ‬المتسهدفة‭.‬ لقد‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬المؤرخ‭ ‬والنائب‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬العمل‭ ‬ميشيل‭ ‬بار‭ ‬زوهار‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬أصبحح‭ ‬أكثر‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الحضور‭ ‬النسائي‭ ‬المرتفع‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬ يسلط‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتنامي‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أركانه‭ ‬وأقسامه،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬باتت‭ ‬تلعب‭ ‬مختلف‭ ‬الأدوار‭. ‬ركز‭ ‬المؤلفان‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬مسيرة‭ ‬20‭ ‬امرأة‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬وأطلقا‭ ‬عليهن‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬الموساد‮»‬‭. ‬ يركز‭ ‬المؤلفان‭ ‬على‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬الموساد‮»‬‭ ‬العشرين‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الجاسوسة‭ ‬يولاند‭ ‬هارمور،‭ ‬الصحفية‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬جندتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬الشقراء‭ ‬الغبية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1947‭ ‬في‭ ‬سرقة‭ ‬الخطط‭ ‬العربية‭ ‬لغزو‭ ‬واستهداف‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬يشوف‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬جماعة‭ ‬يهودية‭ ‬هاجرت‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬قبل‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬1948،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الجاسوسة‭ ‬أليزا‭ ‬ماجان،‭ ‬التي‭ ‬ارتقت‭ ‬بسرعة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1997‭ ‬الشخصية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬ يذكر‭ ‬المؤلفان‭ ‬في‭ ‬كتابهما‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬400‭ ‬صفحة‭ ‬تتضمن‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬والوثائق‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬النسوة‭ ‬الجاسوسات‭ ‬قد‭ ‬لعبن‭ ‬أدوارا‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬العسكرية‭ ‬الأكثر‭ ‬رمزية‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬–‭ ‬منذ‭ ‬اختطاف‭ ‬النازي‭ ‬أدولف‭ ‬أيخمان‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1960،‭ ‬وتصفية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الفدائية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬الرياضيين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬مدينة‭ ‬ميونيخ‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1972‭ ‬وسرقة‭ ‬أرشيف‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬الإيراني‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬رغم‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصارمة‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬سلطات‭ ‬طهران‭. ‬ يذكر‭ ‬المؤلفان‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬النساء‭ ‬اللائي‭ ‬جندهن‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬للتجسس‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬كن‭ ‬أجنبيات‭ ‬ولسن‭ ‬إسرائيليات‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬كانت‭ ‬الكندية‭ ‬‮«‬يائيل‮»‬‭ ‬جاسوسة‭ ‬تعمل‭ ‬لحساب‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬وقد‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬العراقية‭ ‬بغداد،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬سرية‭ ‬مكنت‭ ‬جيش‭ ‬‮«‬شاحال‮»‬‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬مفاعل‭ ‬تموز‭ ‬العراقي‭(‬‭*‬‭) ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1981،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭ ‬بناء‭ ‬ذلك‭ ‬المفاعل‭ ‬بمساعدة‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭.‬ أما‭ ‬الفرنسية‭ ‬‮«‬دانييل‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1968‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المدربات‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والذي‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ (‬Cesaree‭) ‬وقد‭ ‬ظلت‭ ‬بعد‭ ‬تقاعدها‭ ‬تعزف‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬القيثارة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحفلات‭ ‬وتصعد‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اتخذت‭ ‬لنفسها‭ ‬اسما‭ ‬مستعارا‭ ‬منذ‭ ‬تقاعدها‭. ‬ أما‭ ‬إيزابيل‭ ‬بيدرو‭ ‬فهي‭ ‬مواطنة‭ ‬تنحدر‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬الأورغواي‭ ‬وقد‭ ‬أمضت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬الماضي‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأسرار‭ ‬العسكرية‭. ‬أما‭ ‬يولا‭ ‬الألمانية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسمى‭ ‬‮«‬ملكة‭ ‬الصحراء‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬أمضت‭ ‬بدورها‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬بالسودان‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬إدارة‭ ‬نادٍ‭ ‬للغوص‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬مكلفة‭ ‬بتنظيم‭ ‬هجرة‭ ‬اليهود‭ ‬الإثيوبيين‭ ‬‮«‬الفلاشا‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭.‬ خلافا‭ ‬للأسطورة‭ ‬الرائجة،‭ ‬يفضل‭ ‬الموساد‭ ‬توظيف‭ ‬النساء‭ ‬ذوات‭ ‬السمات‭ ‬البدنية‭ ‬المتواضعة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يسترعين‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجمالهم‭ ‬الآسر‭. ‬يعتبر‭ ‬المؤلفان‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬لا‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬الجاسوسات‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬جمالهن‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬يصطدم‭ ‬بمثال‭ ‬العميلة‭ ‬الأمريكية‭ ‬شيريل‭ ‬بنتوف،‭ ‬والتي‭ ‬عملت‭ ‬لحساب‭ ‬الموساد‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬حركي‭ ‬‮«‬سيندي‮»‬‭. ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬هذه‭ ‬الجاسوسة‭ ‬‮«‬الفاتنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬إغواء‭ ‬المهندس‭ ‬النووي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مردخاي‭ ‬فعنونو‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وأقنعته‭ ‬بالسفر‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيطالية‭ ‬روما،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اختطافه‭ ‬ونقله‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموساد‭.‬ حوكم‭ ‬مردخاي‭ ‬فعنونو‭ ‬وحكم‭ ‬عليه‭ ‬بثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬أمضاها‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدين‭ ‬بكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬العسكري‭ ‬للبلاد‭ ‬للصحافة‭ ‬البريطانية‭. ‬شعرت‭ ‬شيريل‭ ‬بنتوف‭ ‬بالندم‭ ‬والمرارة‭ ‬لأن‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬تلاعبت‭ ‬بها‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬تعويض‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬الموساد‭ ‬وعادت‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعيش‭.‬ وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬تاريخ‭ ‬نساء‭ ‬الموساد‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬المظلمة‭ ‬والقاتمة‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬نجحت‭ ‬المخابرات‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالجاسوسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مارسيل‭ ‬نينيو،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬وحوكمت‭ ‬وأمضت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬المصرية‭ ‬حاولت‭ ‬خلالها‭ ‬الانتحار‭. ‬ أما‭ ‬الجاسوسة‭ ‬سيلفيا‭ ‬رفائيل،‭ ‬فقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1973‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬الفاشلة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬نادل‭ ‬مغربي‭ ‬في‭ ‬النرويج،‭ ‬حيث‭ ‬قتل‭ ‬خطأ‭ ‬بعد‭ ‬الاشتباه‭ ‬بأنه‭ ‬فلسطيني‭. ‬لاتزال‭ ‬هويات‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العميلات‭ ‬الأخريات‭ ‬اللائي‭ ‬تجسسن‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬طي‭ ‬الكتمان‭ ‬غير‭ ‬أنهن‭ ‬دفعن‭ ‬ثمنا‭ ‬باهظا‭ ‬سواء‭ ‬بالتعذيب‭ ‬أوالسجن‭ ‬أو‭ ‬الموت‭. ‬ يعتبر‭ ‬المؤرخ‭ ‬ميخائيل‭ ‬بارزوهر‭ ‬خبيرا‭ ‬بخبايا‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وقد‭ ‬ركز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تأليفه‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬عشرين‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬النساء‭ ‬الللائي‭ ‬عملن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬كعميلات‭ ‬لجهاز‭ ‬الموساد‭ ‬واللائي‭ ‬طبعن‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬الاستخباراتي‭. ‬تولى‭ ‬المؤرخ‭ ‬ميخائيل‭ ‬بارزوهر‭ ‬خبيرا‭ ‬كتاب‭ ‬سيرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ديفيد‭ ‬بن‭ ‬غوريون،‭ ‬مؤسس‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وشيمون‭ ‬بيريز‭. ‬سمح‭ ‬للمؤلف‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬وذكر‭ ‬تفاصيل‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬ يذكر‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬راهن‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬بتجنيد‭ ‬عميلات‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والشمال‭ ‬الافريقي‭ ‬ولبنان‭ ‬وبولندا‭ ‬وكندا‭ ‬وأستراليا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭. ‬يحبذ‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬تجنيد‭ ‬الجاسوسات‭ ‬اللائي‭ ‬يملكن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬على‭ ‬الاختلاف‭ ‬بمختلف‭ ‬الفئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬وربط‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المستهدفة‭ ‬دون‭ ‬إثارة‭ ‬الشك‭ ‬والريبة‭. ‬فقد‭ ‬جندت‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيليات‭ ‬عشرات‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وقد‭ ‬حصلن‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الإسرائيلية‭.‬ توصف‭ ‬الجاسوسة‭ ‬‮«‬يائيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بمثابة‭ ‬ماتا‭ ‬هاري‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وهي‭ ‬تبلغ‭ ‬اليوم‭ ‬84‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬عميلات‭ ‬الموساد،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أخطرهن‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬بأنشطتها‭ ‬وعملياتها‭ ‬التجسسية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬بيروت‭ ‬إلى‭ ‬بغداد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬العمليات‭ ‬التجسسية‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬مفاعل‭ ‬تمو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬يشيده‭ ‬بمساعدة‭ ‬تقنية‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭. ‬ يتطرق‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬عملاء‭ ‬وعميلات‭ ‬الموساد‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬تعقب‭ ‬العلماء‭ ‬المكلفين‭ ‬بالقيام‭ ‬بتطوير‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبوه‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تعقب‭ ‬المسؤولين‭ ‬النازيين‭ ‬الذين‭ ‬تواروا‭ ‬عن‭ ‬الأنظار‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ (‬1939-1945،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تعقب‭ ‬والقبض‭ ‬على‭ ‬أدولف‭ ‬إيخمان‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬مايو‭ ‬1960‭. ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اختطافه‭ ‬من‭ ‬الأرجنتين‭ ‬ونقل‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬حيث‭ ‬مثل‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬وتم‭ ‬إعدامه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1962‭. ‬ توجه‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الموساد‭ ‬يضم‭ ‬ثمانية‭ ‬أفراد‭ ‬بقيادة‭ ‬رافائييل‭ ‬إيتان،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬جهاز‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إلى‭ ‬الأرجنتين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مهمة‭ ‬خطف‭ ‬إيخمان‭ ‬ونقله‭ ‬الى‭ ‬إسرائيل‭ ‬للمحاكمة‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭ ‬نسوة‭ ‬عميلات‭ ‬للموساد‭.‬ جاء‭ ‬في‭ ‬الدفاتر‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬ ‮«‬أمسك‭ ‬عملاء‭ ‬الموساد‭ ‬بإيخمان‭ ‬أثناء‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭. ‬ما‭ ‬إن‭ ‬ترجل‭ ‬من‭ ‬الحافلة‭ ‬وتوجه‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬حتى‭ ‬أمسك‭ ‬به‭ ‬عملاء‭ ‬الموساد‭ ‬ودفعوه‭ ‬إلى‭ ‬السيارة‭ ‬وحملوه‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬استأجروه‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬واعترف‭ ‬بشخصيته‭ ‬الحقيقية‭... ‬احتفظ‭ ‬عملاء‭ ‬الموساد‭ ‬بإيخمان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشقة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تخديره‭ ‬وصبغ‭ ‬شعره‭ ‬الرمادي‭ ‬ووضع‭ ‬شارب‭ ‬مزيف‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬ثم‭ ‬نقله‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬طائرة‭ ‬تابعة‭ ‬لشركة‭ ‬العال‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬السنغالية‭ ‬داكار‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.. ‬انتهت‭ ‬المحاكمة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬وصدر‭ ‬الحكم‭ ‬بإعدامه‭. ‬أعدم‭ ‬إيخمان‭ ‬شنقا‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬الرملة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬ليلة‭ ‬31‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1962‭ ‬وكان‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬حينذاك‭ ‬56‭ ‬عاما،‭ ‬وتم‭ ‬إحراق‭ ‬الجثمان‭ ‬والقي‭ ‬بالرماد‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‮»‬‭.‬   مقتطفات‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭: ‬ الجاسوسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إريكا،‭ ‬بيروت،‭ ‬1979 ‮«‬لم‭ ‬ترفع‭ ‬إيريكا‭ ‬عينيها‭ ‬عن‭ ‬المبنى‭ ‬المقابل‭ ‬منذ‭ ‬الساعة‭ ‬10‭ ‬صباحًا‭. ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬سقط‭ ‬رذاذ‭ ‬من‭ ‬المطر‭ ‬نظف‭ ‬الهواء‭ ‬فتحسنت‭ ‬الرؤية‭... ‬انتظرت‭ ‬إريكا‭ ‬قرابة‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬سلامة‭ ‬المعروف‭ ‬بـ«الأمير‭ ‬الأحمر‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬قادة‭ ‬منظمة‭ ‬أيلول‭ ‬الأسود‭ ‬الفلسطينية‭. ‬شغل‭ ‬سائقه‭ ‬جميل‭ ‬السيارة‭. ‬صعد‭ ‬الحراس‭ ‬الشخصيون‭ ‬إلى‭ ‬سيارات‭ ‬لاند‭ ‬روفر‭ ‬وتويوتا‭ ‬وانطلقت‭ ‬المركبات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬الطريق‮»‬‭.‬ ‮«‬كانت‭ ‬إريكا‭ ‬تحمل‭ ‬بين‭ ‬يديها‭ ‬نموذجًا‭ ‬خاصًا‭ ‬للتحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬جهاز‭ ‬راديو‭ ‬صغير‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أحضرته‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭. ‬كان‭ ‬راديو‭ ‬عاديًا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬طرف‭ ‬معدني‭ ‬في‭ ‬فتحة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬الجانب،‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬تشغيل‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬الزر‭ ‬الأحمر‭ ‬ليحدث‭ ‬التفجير‮»‬‭.‬ ‮«‬فجأة‭ ‬حدثت‭ ‬مشكلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬توقفت‭ ‬شاحنة‭ ‬محملة‭ ‬بأسطوانات‭ ‬غاز‭ ‬توقفت‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منزلها‭. ‬أدركت‭ ‬إريكا‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تضطر‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬المهمة‭. ‬إذا‭ ‬انفجرت‭ ‬الشحنة‭ ‬أثناء‭ ‬وجود‭ ‬الشاحنة‭ ‬في‭ ‬الجوار،‭ ‬فإن‭ ‬الأسطوانات‭ ‬بدورها‭ ‬ستنفجر‭ ‬وتقتل‭ ‬مئات‭ ‬الأشخاص‭. ‬ما‭ ‬لبثت‭ ‬الشاحنة‭ ‬أن‭ ‬غادرت‭ ‬المكان‭. ‬كانت‭ ‬إيريكا‭ ‬بانتظار‭ ‬مرور‭ ‬الموكب‭ ‬رأت‭ ‬إيريكا‭ ‬شيفروليه‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الشارع‭. ‬تم‭ ‬تقليل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭. ‬أقل‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬أمتار‭ ‬تفصل‭ ‬الآن‭ ‬عربة‭ ‬ستيشن‭ ‬التي‭ ‬يستقلها‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬سلامة‭ ‬عن‭ ‬فولكس‭ ‬فاجن‭ ‬المتوقفة‭ ‬بين‭ ‬السيارات‭... ‬ضغطت‭ ‬إيريكا‭ ‬على‭ ‬الزر‭ ‬الأحمر‭ ‬ليقتل‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬سلامة‭ ‬وسط‭ ‬تطاير‭ ‬الشظايا‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬1979‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭ ‬اللبنانية‭ ‬بيروت،‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬مدام‭ ‬كوري‭. ‬انتشلت‭ ‬خدمات‭ ‬الطوارئ‭ ‬التي‭ ‬هبت‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬في‭ ‬انتشال‭ ‬ثلاث‭ ‬جثث‭: ‬السائق‭ ‬واثنان‭ ‬من‭ ‬الحراس‭ ‬الشخصيين‮»‬‭.‬ ‮«‬أصيب‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬سلامة‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬الراس‭ ‬وقد‭ ‬نقل‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭... ‬أدى‭ ‬التفجير‭ ‬الذي‭ ‬هز‭ ‬العاصمة‭ ‬بيروت‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬المارية‭ ‬وجرح‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬آخرون‮»‬‭.‬ ‭ ‬ الجاسوسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬دينا،‭ ‬طهران،‭ ‬2018 مقتطفات‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬حول‭ ‬العملية ‮«‬‭... ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬المحددة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العملية،‭ ‬انطلق‭ ‬سامي‭ ‬ودينا،‭ ‬وهما‭ ‬شابان‭ ‬من‭ ‬عملاء‭ ‬الموساد،‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬خطيرة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬طهران‭... ‬نزلا‭ ‬من‭ ‬سيارة‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬المدينة‭ ‬وسارا‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬شراباد‭ ‬المظلمة،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المناطق‭ ‬المهملة‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‮»‬‭.‬ ‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬إرسال‭ ‬دينا‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬طهران‭. ‬نظرت‭ ‬دينا‭ ‬إلى‭ ‬سامي،‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬إيراني‭ ‬بلحيته‭ ‬القصيرة‭ ‬وقميصه‭ ‬بلا‭ ‬ياقة‭. ‬كان‭ ‬سامي‭ ‬يرتدي‭ ‬سترة‭ ‬رثة‭ ‬وبنطال‭ ‬جينز‭ ‬باهتا‭. ‬كانت‭ ‬دينا‭ ‬ترتدي‭ ‬ملابس‭ ‬سوداء‭ ‬فضفاضة‭ ‬ووشاح‭ ‬شادور‭. ‬تتقن‭ ‬العميلة‭ ‬دينا‭ ‬عدة‭ ‬لغات،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬اللغة‭ ‬الفارسية‭... ‬كانت‭ ‬دينا‭ ‬وسامي‭ ‬قد‭ ‬حفظا‭ ‬تفسيرا‭ ‬منطقيا‭ ‬لوجودهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحي‭ ‬الفقير‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استجوابهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشرطة‭...‬‮»‬‭.‬ ‮«‬‭..‬ككل‭ ‬مرة‭ ‬تنفذ‭ ‬فيها‭ ‬العميلة‭ ‬دينا‭ ‬مهمة‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحي،‭ ‬فقد‭ ‬شعرت‭ ‬دينا‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬التوتر‭ ‬يتصاعد‭. ‬فقد‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬فرقة‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬أو‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬حراس‭ ‬الفضيلة‭ ‬والأخلاق،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬حتى‭ ‬دورية‭ ‬ليلية‭ ‬للشرطة‭ ‬أو‭ ‬الجيش‮»‬‭.‬ كانت‭ ‬دينا‭ ‬تشعر‭ ‬بخطر‭ ‬رهيب‭ ‬يلوح‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهما‭ ‬وتدرك‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬بطريقة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭: ‬الإعدام‭ ‬شنقا‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬رافعة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المدينة‭.‬ كانت‭ ‬العملية‭ ‬السرية‭ ‬الخطيرة‭ ‬تستهدف‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬مبنى‭ ‬قديما‭ ‬آيلا‭ ‬للسقوط‭ ‬وهو‭ ‬أشبه‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بالمخزن‭ ‬وهو‭ ‬مطلي‭ ‬باللون‭ ‬الأصفر‭ ‬وقد‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬باهتا‭. ‬نقلت‭ ‬دينا‭ ‬تلك‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬بسيطة‭ ‬إلى‭ ‬جهاز‭ ‬الموساد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نفذت‭ ‬عمليات‭ ‬استكشافية‭ ‬سابقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مواعيد‭ ‬العمل‭ ‬وعدد‭ ‬الحراس‭ ‬وعدد‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬المرآب‭ ‬المتداعي‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تجعل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬داخل‭ ‬المبنى‭. ‬سلمت‭ ‬دينا‭ ‬أيضا‭ ‬كليشيهات‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬التقطتها‭ ‬في‭ ‬عملياتها‭ ‬السابقة‭. ‬ ‮«‬في‭ ‬ليلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬السرية،‭ ‬تسلل‭ ‬العميلان‭ ‬سامي‭ ‬ودينا‭ ‬إلى‭ ‬المبنى‭ ‬ليلا‭ ‬وهما‭ ‬يحملان‭ ‬معدات‭ ‬إلكترونية‭ ‬رقمية‭ ‬فائقة‭ ‬التطور‭ ‬وتمكنا‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬المهمة‭ ‬الخطيرة‭ ‬وغادرا‭ ‬بعدها‭ ‬المبنى‭ ‬وتواريا‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬والأزقة‭ ‬الضيقة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلغا‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بانتظارهما‭ ‬وكان‭ ‬يقودها‭ ‬عميل‭ ‬للموساد‮»‬‭.‬ ‮«‬‭..‬بدأ‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬تمام‭ ‬الساعة‭ ‬10‭:‬30‭ ‬مساء‭ ‬بعد‭ ‬مغادرة‭ ‬آخر‭ ‬العمال‭ ‬والحراس‭ ‬المبنى‭ ‬شبه‭ ‬المهجور‭. ‬اقترب‭ ‬عملاء‭ ‬الموساد‭ ‬بهدوء‭ ‬من‭ ‬المبنى‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬وتحت‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‭... ‬كانت‭ ‬تعليمات‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬الموساد‭ ‬ألا‭ ‬يتجاوز‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬ست‭ ‬ساعات‭ ‬و29‭ ‬دقيقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬العملية‭ ‬ويغادر‭ ‬الجواسيس‭ ‬المبنى‭ ‬قبل‭ ‬الساعة‭ ‬الخامسة‭ ‬صباحا‭..‬أي‭ ‬قبل‭ ‬ساعتين‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬الحراس‭ ‬وبداية‭ ‬دوريات‭ ‬الشرطة‮»‬‭.‬ ‮«‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الساعات‭ ‬استولى‭ ‬عملاء‭ ‬الموساء‭ ‬على‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬صفحة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬186‭ ‬قرصا‭ ‬ممغنطا‭ (‬CD‭) ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬ملف‭ ‬إلكتروني‭.. ‬بلغت‭ ‬زنة‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬سرقته‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬قرابة‭ ‬نصف‭ ‬طن،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تحميلها‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬شاحنات‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬اجتياز‭ ‬الحدود‭ ‬الإيرانية‭ ‬ليتم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬نقل‭ ‬تلك‭ ‬الوثائق‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سفينة‮»‬‭. ‬ ‮«‬تبين‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الوثائق‭ ‬تتعلق‭ ‬كلها‭ ‬ببرنامج‭ ‬صناعة‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بمشروع‭ ‬آخر‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬جديد‭ (‬AMAD‭). ‬فقد‭ ‬أوقفت‭ ‬سلطات‭ ‬طهران‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬سنة‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬وقد‭ ‬أعلمت‭ ‬السلطات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬ ‮«‬لقد‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬سلطات‭ ‬طهران‭ ‬قد‭ ‬قامت‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬وقف‭ ‬برنامج‭ (‬AMAD‭) ‬بإطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬سري‭ ‬جديد‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ (‬SPAND‭) ‬باستخدام‭ ‬نفس‭ ‬المواد‭ ‬والتجهيزات‭ ‬وننفس‭ ‬الخبراء‭ ‬والمهندسين‭ ‬وباعتماد‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬لبرنامج‭ (‬AMAD‭) ‬الأصلي‭. ‬تبين‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قد‭ ‬واصلت‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬السري‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬التالية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬توقف‮»‬‭.‬ مرفقات 1-‭  ‬غلاف‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬نساء‭ ‬الموساد‭.. ‬في‭ ‬قلب‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‮»‬‭.‬ 2-‭ ‬عميلة‭ ‬الموساد‭ ‬مارسيل‭ ‬نينو‭ ‬التي‭ ‬قبض‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬سنة‭ ‬1951‭ ‬وأمضت‭ ‬13‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭.‬ 3‭- ‬عميلة‭ ‬الموساد‭ ‬سيلفيا‭ ‬رفائيل‭ ‬المتخفية‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬مصورة‭ ‬صحفية‭ ‬وهي‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬المخابرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬باسمها‭ ‬الحركي‭ ‬‮«‬باتريسيا‭ ‬روكسبرغ‮»‬‭.‬ 4-‭ ‬عميلة‭ ‬الموساد‭ ‬سيلفيا‭ ‬رفائيل‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬قاعة‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أوسلو‭ ‬بالنرويج‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬1974‭ ‬متهم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬اغتيال‭ ‬نادل‭ ‬مغربي‭ ‬ظنا‭ ‬بأنه‭ ‬فلسطيني‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ 5-‭ ‬الموساد‭ ‬يغتال‭ ‬القائد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬سلامة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تفجير‭ ‬بسيارة‭ ‬مفخخة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬بيروت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬1979‭ ‬وقد‭ ‬لعبت‭ ‬العميلة‭ ‬إيريكا‭ ‬دورا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاغتيال‭.‬ ‭ (‬‭*‬‭) ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬الأربعين‭ ‬لما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬أوبرا‮»‬،‭ ‬نشرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بعض‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬تذكر‭ ‬بعض‭ ‬تفاصيل‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ودمر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مفاعل‭ ‬‮«‬تموز‮»‬‭ ‬النووي‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1981‭.‬ تتضمن‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬أرشيف‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬والتي‭ ‬نشرتها‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬مؤخرا‭ ‬رسوما‭ ‬يدوية‭ ‬للمفاعل‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬تخشى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬العراقي‭ ‬الراحل‭ ‬صدام‭ ‬حسين‭ ‬قد‭ ‬يستخدمه‭ ‬لتطوير‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬رسوم‭ ‬تظهر‭ ‬مشهد‭ ‬المفاعل‭. ‬ ذكرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرسوم‭ ‬كانت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬خلال‭ ‬مرحلة‭ ‬التخطيط‭ ‬لـتنفيذ‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬أوبرا‮»‬‭. ‬كما‭ ‬نشرت‭ ‬الوزارة‭ ‬أيضا‭ ‬تقريرا صدر‭ ‬عقب‭ ‬تنفيذ‭ ‬الهجوم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬خطي‭ ‬من‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬بتنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬وقرار‭ ‬الحكومة‭ ‬ببدء‭ ‬التخطيط‭ ‬للهجوم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاورات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحديد‭ ‬موعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقررة‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬مايو‭ ‬1980‭. ‬ تتضمن‭ ‬الوثائق‭ ‬اعترافات‭ ‬مسجلة‭ ‬بصوت‭ ‬الطيار‭ ‬العسكري‭ ‬وأول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬إسرائيلي‮ ‬إيلان‭ ‬رامون‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬أوبرا‮»‬‭ ‬وتوفي‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬في‭ ‬انفجار‭ ‬مكوك‭ ‬‮«‬كولومبيا‮»‬‭ ‬الفضائي‭ ‬الأمريكي‭.‬     ‭ ‬لوبوان

مشاركة :