موسكو ترغب بعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل مع واشنطن

  • 1/30/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وتصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بعدما اتّهمت حكومات غربية موسكو بحشد مئة ألف جندي عند الحدود مع أوكرانيا. وأثار حشد القوات الروسية مخاوف من أن تكون روسيا تخطط لغزو جارتها، ما أقلق حلف شمال الأطلسي (ناتو) والدول الأعضاء فيه، ودفعه إلى البحث في تعزيز وجوده في المنطقة. وصرح لافروف للتلفزيون الروسي الأحد "نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هو الحال مع كل بلد آخر في العالم". وأضاف أن موسكو لا تريد أن تكون في وضع "يتعرّض فيه أمننا للتهديد يوميا". وبعدما أشارت إلى وجود الناتو بالقرب من حدودها الشرقية، قدمت روسيا مطالب أمنية لواشنطن والحلف تشمل الحصول على ضمانات بوقف توسع التكتل العسكري شرقا بما في ذلك إلى أوكرانيا، وبامتناع الولايات المتحدة عن تأسيس قواعد عسكرية جديدة في الجمهوريات السوفياتية السابقة. كما طالبت بانسحاب قوات الحلف الأطلسي المنتشرة في شرق أوروبا ودول الاتحاد السوفياتي سابقا التي انضمت إلى الحلف بعد الحرب الباردة. وأكد لافروف أن خط دفاع الحلف الأطلسي "يواصل التحرّك شرقا" وبات قريبا جدا من أوكرانيا. وأضاف أن أوكرانيا "غير مستعدة" للانضمام إلى الحلف. وسارع القادة الغربيون لنزع فتيل الأزمة عبر التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّهم تعهّدوا في الوقت ذاته فرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو إذا شنّت هجوما. "لا نريد حربا" دعا الرئيس لأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين إلى تجنّب إثارة "الذعر" في ظل حشد روسيا قواتها، فيما شدد وزير خارجيته دميترو كوليبا على ضرورة الإبقاء على "الحزم" خلال المحادثات مع موسكو. من جهتها، أكدت بريطانيا بأنها تستعد للكشف عن عقوبات ضد موسكو تستهدف الشركات المقرّبة من الكرملين. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأحد "لن يكون بإمكان الأوليغارش (النخبة الثرية القريبة من السلطة) المقرّبين من بوتين الاختباء". وأجرى بوتين الجمعة اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيما يتوقع بأن يتحدّث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الرئيس الروسي الأسبوع المقبل. ونفت روسيا مرارا أي خطط لمهاجمة جارتها وأكدت بأنها لا تسعى إلى إشعال حرب. وقال رئيس "مجلس الأمن" الروسي نيكولاي باتروشيف الذي يتمتع بنفوذ كبير، للصحافيين الأحد "لا نريد حربا. لا نحتاج إليها إطلاقا". وشدد على أن موسكو لا تمثّل أي تهديد لأوكرانيا. ولفت إلى أن "حتى الأوكرانيين، بمن فيهم المسؤولون، قالوا إنه لا يوجد أي تهديد". وبعد جهود دبلوماسية حثيثة، قدّمت واشنطن والحلف الأطلسي ردا خطيا لموسكو على مقترحاتها الأمنية. وقالت روسيا إلى إن الردود التي لم تُكشف حتى الآن، لم تعالج مخاوفها الأساسية لكنها لم تستبعد مواصلة المحادثات. واتّجهت أوكرانيا غربا بشكل متزايد منذ ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 وبدأت تغذية نزاع انفصالي في شرق البلاد أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص. وفي مواجهة حشد روسيا قواتها مؤخرا، كثّفت بعض الدول الغربية، في مقدّمتها الولايات المتحدة، عمليات إيصال الأسلحة إلى كييف لتمكينها من صد أي هجوم محتمل.

مشاركة :