هاجم مسلحون يتراوح عددهم بين 3 و10 مرددين هتافات «الله أكبر» فندق «راديسون بلو» في باماكو، عاصمة مالي، واحتجزوا 170 رهينة، هم 140 نزيلاً و30 موظفاً. واحتل متشددون إسلاميون يرتبط بعضهم بتنظيم «القاعدة» شمال مالي طوال عام 2012، ثم نفذت القوات الفرنسية عملية لطردهم من دون أن يمنع ذلك استمرار الهجمات العشوائية، وأحدها على مطعم يرتاده أجانب في باماكو في آذار (مارس) الماضي، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص. وأصيب 3 حارس أمن أحدهم بجروح خطرة في المراحل الأولى للهجوم، ثم تنقل المسلحون من طابق الى آخر ومن غرفة الى أخرى، وصولاً إلى الطابق السابع، وأطلقوا بعض الرهائن بعدما تلوا آيات من القرآن الكريم. وطوقت الشرطة الفندق الذي تنزل فيه طواقم شركات الطيران، وأغلقت الشوارع المؤدية إليه والتي تضم مقار وزارات وبعثات ديبلوماسية، ثم شنت القوات الخاصة المالية هجوماً ترافق مع سماع دوي إطلاق نار كثيف داخله. وقال مصدر أمني: «تعمل قواتنا في الداخل وتمشط كل طبقة خطوة بخطوة، وتحرر رهائن كانوا في غرفهم». وجرى تحرير بعض الرهائن مع بدء الاقتحام، في مقابل مقتل ثلاثة على الأقل. وبين المفرج عنهم امرأتان إحداهما تركية تعمل مع شركة طيران من بلادها، وأخرى من ساحل العاج تواجدت في الفندق لحضور اجتماع اقتصادي، ورجل وضع شارة موظف في الفندق. وقالت إحدى المرأتين: «رأيت لدى خروجي ضحية أبيض البشرة ممدداً على الأرض، فيما تحدثت الثانية عن قتيل ممدد أرضاً، علماً أن شركة الطيران «ثيوس آي إس» التركية أعلنت احتجاز 6 من موظفيها في الفندق. وأعلن مسؤول في البنتاغون تحرير 6 أميركيين من الفندق، معلناً أن عسكريين أميركيين في مالي يساعدون، بطلب من السلطات، في نقل مدنيين إلى مناطق آمنة، مشيراً إلى أن 25 عسكرياً أميركياً كانوا في باماكو لدى اقتحام المسلحين الإسلاميين الفندق. ووجهت السفارة الأميركية في باماكو تعليمات إلى مواطنيها بملازمة منازلهم. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الولايات المتحدة «تراقب الموقف» في مالي بعد هجوم على الفندق، مشيراً خلال حضوره قمة دول رابطة «إيبك» في ماليزيا إلى أنه طلب من فريقه الاستمرار في موافاته بتطورات الوضع، بعدما تحدث مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس. كذلك، توجه حوالى 40 من قوات النخبة الفرنسية المتخصصين في عمليات احتجاز الرهائن الى باماكو، وكشف مصدر ديبلوماسي تقديم فرنسا دعماً لوجيستياً واستخباراتياً لعملية تحرير الرهائن، علماً أن شركة طيران «إر فرانس» أعلنت وجود 12 من موظفيها في الفندق المستهدف. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مواطنيه المتواجدين «في بلدان حساسة» لاتخاذ «احتياطاتهم». وقال: «سنستخدم كل الوسائل المتوافرة لدينا لتحرير الرهائن. يوجد سياح ومسؤولو شركات من بلدان متعددة». وذكرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية الرسمية أن سياحاً صينيين بين المحاصرين في الفندق، في حين من ناحية أخرى قال مسؤول حكومي تركي إنه يوجد ستة أفراد من العاملين في الخطوط الجوية التركية ثيوس آي.إس. بين المحتجزين في الفندق الذي هاجمه المسلحون في باماكو.
مشاركة :