ضمن موسم سرد جاليري نظمت وجود للثقافة والإبداع مساء الثلثاء (10 نوفمبر) أمسية قصصية بمشاركة نخبة من الأدباء تحت عنوان ومضات إثنان، قصص قصيرة جدًا قرأ خلالها الأدباء عددًا من نصوصهم، التي استهلها الدكتور خليفة بن عربي، بحزمة من الومضات، لتتبعه القاصة نعيمة السماك، ثم حسن الوردي، وزينب محمد علي، ومصعب الشيخ صالح، وندى عبدالنبي، وأحمد المؤذن، فبتول الأجاويد، لتختتم الأمسية بالإعلان عن نتائج مسابقة وجود الدورية للقصة القصيرة جدًا التي فازت بها القاصة أسماء سالم عباد، عن قصتها غرفة في الوطن، وتسلمت أسماء خلال التحكيم جائزة مالية، بالإضافة لدرع تشجيعي، وشهادة توثيقية من القاص عبدالعزيز الموسوي. وقد سبق تدشين المسابقة التي تلقت نصوصا بلغ إجمالها 80 نصا، على مدى شهر أكتوبر 2015، وتم عرض النصوص على لجنة تحكيم مخصصة، ممثلة بالروائية التونسية رشيدة الشارني، التي أشارت للكيفية التي اتبعتها في تقييم النصوص، إذ قالت يحمل كل نص رقما (من 1 إلى 80) ولا يشير إلى اسم الكاتب أو الكاتبة وجميع النصوص مرقونة بشكل واضح وتستجيب لشرط المقروئية، وأضافت أقبلت على قراء تها بكل شغف وحب واهتمام وأعدت القراءة عديد المرات للتمعن والتثبت والإنصاف وأدهشني النضج الفني الذي يميز أكثر القصص مما يدل على أن هذا الجنس الأدبي الحديث متطور جدا في مملكة البحرين وأن كتابه يتمثلون جيدا شروطه التقنية وخصائصه الجمالية. ولفتت الشارني إلى أن النقاد لا يختلفون كثيرًا حول خصائص القصة القصيرة جدًا، ومميزاتها المتمثلة في الإختزال والبناء المتين واللغة المكثفة والقدرة على الإيحاء والتحرر من شرطي المكان والزمن، وإحداث المفارقة والإدهاش، متابعة أن القصة القصيرة جدًا، وبرغم حجمها الضئيل ولغتها البرقية المكثفة تمتلك قدرة عالية على امتلاك القارئ وإدماجه في دلالاتها وبإمكانها أن تحدث الرجة في نفسه وتحقق لديه شيئا من الامتلاء قد تعجز أجناس أدبية أخرى أكثر طولاً عن تحقيقه. وأكدت الشارني على أنها اعتمدت المعايير التالية في تقييمها للقصص المشاركة، وذلك عبر اعتماد معيار الكم: الاختزال والإيجاز، ومعيار الكيف: وحدة الموضوع، البناء المحكم للنص، كثافة اللغة وشعريتها وسلامتها من الأخطاء، جمالية الأسلوب وطرافة الفكرة. إلى جانب المعيار الدلالي وهو القدرة على الإضمار والإيحاء والترميز. والمعيار التداولي: إحداث المفارقة وما يترتب عنها من صدمة وإدهاش ورجة تجعل القصة القصيرة جدا منفتحة على قضية كبرى شائكة يتداول القارئ دلالاتها وأبعادها. بالإضافة للمضمون الذي لا يمكن أن تتحقق كل العايير دون مضمون يتجلى فيه الوعي بالعالم والوجود ويضمن القيمة الاعتبارية للقصة. وقالت الشارني إن أكثر القصص المقدمة صالحة للنشر باعتبارها لامست مقومات القصة القصيرة جدًا وامتلك عددًا كبيرًا منها مستوى جيدًا ولكن عددًا قليلاً منها قارب اللوحة الشعرية أكثر من القصة. مشيرة إلى أن الكتابة الصحيحة والمعرفة بقواعد النحو والصرف والرسم وامتلاكها من أهم مقومات الكتابة الإبداعية وأي نص مهما كانت فكرته بليغة قد تشوّهه أخطاء اللغة والرسم التي لا تخلو منها عديد القصص المقدمة والدعوة موجهة للكثيرين لمراجعة نصوصهم والوقوف على الأخطاء وتصحيحها قبل تقديمها للنشر. وأضافت أن القدرة على التحكم في أدوات القصة القصيرة جدًا، اختلفت بالنسبة للمشاركين في مسابقة وجود، وكذلك اختلفت المضامين، غير أن الشاني قالت بأن عددا من النصوص المشاركة ارتقى إلى المستوى النموذجي العالي الجودة مما يبشر بميلاد جيل مؤسس للقصة القصيرة جدًا في البحرين ومطور لها في العالم العربي. وفي تعليقها على النص الفائز بالمسابقة، والذي حمل عنوان غربة في الوطن للقاصة أسماء سالم عباد، قالت الشارني أن هذه القصة تميزت بقدرتها الفائقة على امتلاك فنيات القصة القصيرة جدا وحبكتها الدرامية الصادمة ورمزيتها المنفتحة على قضية حارقة تعيشها شعوب عديدة في مناطق متوترة من العالم وهي قضية القتل المجاني للأبرياء، بالإضافة إلى خلو القصة من الأخطاء ومتانة البناء.
مشاركة :