زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أبوظبي توجّه رسالة إلى إيران

  • 1/31/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى أبوظبي توجّه رسالة إلى إيران أبوظبي – تجاوز الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي طريقته في التصريحات الدبلوماسية التي تتجنب الخوض في التفاصيل عند لقائه قادة العالم، وأطلق تصريحات شديدة اللهجة خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ، في تشخيص علة المنطقة التي رأى أنها تكمن في خليط من الميليشيات والإرهاب. وتبعث زيارة هرتزوغ، من حيث توقيتها، برسالة إلى إيران لا لبس فيها بعد أيام من شن الحوثيين هجومين بصواريخ بالستية ومسيرات على أبوظبي بإشارة خضراء واضحة من النظام الإيراني، حيث يقول خبراء إن تلك الصواريخ ما هي إلا نسخ “مطلية” من صواريخ إيرانية معروفة. ويؤكد هؤلاء الخبراء أيضا أن الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات والتي تحمل اسم وعيد وصماد 4 هي في الأصل مسيّرات إيرانية تسمى شاهد – 136. وينظر إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي على أنها فرصة لتوجيه رسائل فحواها أن تل أبيب باتت الآن قريبة من إيران أكثر من أي وقت مضى. وتهدد إسرائيل منذ فترة بشن هجوم على إيران يرى المراقبون أنه بات وشيكا. وقال الشيخ محمد بن زايد إن إسرائيل والإمارات تتقاسمان وجهة نظر مشتركة تجاه التهديدات التي يتعرض لها الاستقرار والسلام في المنطقة ولاسيما تلك التي تشكلها الميليشيات والقوى الإرهابية. وأعرب ولي عهد أبوظبي عن شكره للرئيس الإسرائيلي على موقفه وموقف بلاده من الاعتداءات الإرهابية الأخيرة على منشآت مدنية في دولة الإمارات . وقال إنه موقف يجسد رؤيتنا المشتركة تجاه مصادر التهديد للاستقرار والسلام الإقليمييْن، وفي مقدمتها الميليشيات والقوى الإرهابية، وضرورة التصدي لها وأهمية اتخاذ موقف دولي حازم ضدها. وأشار إلى أن توالي زيارات المسؤولين الإسرائيليين إلى دولة الإمارات يؤكد أن علاقات البلدين تسير إلى الأمام باستمرار وأن “هناك إرادة مشتركة وقوية لتعزيزها لمصلحة بلدينا وشعبينا”، مشددا على أن “اتفاق إبراهيم للسلام” بمثابة تحول تاريخي كبير. وفي عام 2020 وقعت الإمارات والبحرين في البيت الأبيض اتفاقات تطبيع مع إسرائيل بوساطة أميركية أُطلق عليها اسم “اتفاقيات إبراهيم”. وخلال سفر هرتزوغ إلى الإمارات حلقت طائرته في سماء السعودية فيما وصفها بأنها “لحظة تجيش جدا بالعواطف حقا”. ولا تربط إسرائيل والسعودية علاقات دبلوماسية غير أن إسرائيل قالت إنها تود إقامة علاقات مع المملكة. وقال هرتزوغ للشيخ محمد بن زايد “يجب مواصلة اتفاقيات إبراهيم ويجب أن تنضم إلينا المزيد من الدول في هذا المسعى”. وأكد الشيخ محمد بن زايد أن”منطقتنا هي من أكثر المناطق التي عانت من الحروب والصراعات. ومن خلال السلام يمكننا في الإمارات وإسرائيل والمنطقة كلها أن نوجه الموارد والطاقات إلى خدمة شعوبنا وتمهيد الطريق نحو غد أفضل لها”. ويقول مراقبون إن الإمارات باتت الآن أقرب من أي وقت إلى مشاركة إسرائيل في اختيارها المواجهة، أي التهديد باستخدام القوة وتعزيز الضغط والعقوبات السياسية والاقتصادية المكثّفة على إيران لمنع توسّعها وبرنامجها النووي. وتعد إيران عدوا مشتركا لكلا البلدين لكن الإمارات كانت تفضل حتى فترة غير بعيدة، أي قبل استهدافها عسكريا من قبل الحوثيين، الجنوح للسلم؛ وذلك لعدة اعتبارات من بينها القرب الجغرافي. وكان وفد إماراتي برئاسة مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد زار طهران والتقى الرئيس إبراهيم رئيسي وعددا من المسؤولين الإيرانيين في ديسمبر الماضي.  وبدوره قال الرئيس الإسرائيلي إن بلاده تدعم احتياجات الإمارات الأمنية وتسعى لتعزيز العلاقات الإقليمية خلال أول زيارة من نوعها إلى الدولة الخليجية، في الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وبحث هرتزوغ مسألة الأمن والعلاقات الثنائية مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الحاكم الفعلي للإمارات. وهاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران دولة الإمارات مرتين بطائرات مسيرة وصواريخ خلال الأسبوعين الماضيين. وقال هرتزوغ خلال الاجتماع في تصريحات نشرها مكتبه “نؤيد متطلباتكم الأمنية تأييدا كاملا ونندد بكل الأشكال والعبارات أي اعتداء على سيادتكم من قبل جماعات إرهابية. نحن هنا سويا للتوصل إلى سبل ووسائل تحقيق الأمن الكامل للأشخاص الذين يسعون للسلام في منطقتنا”. ومنصب الرئيس منصب شرفي إلى حد بعيد. وسبق أن زار رئيس الوزراء نفتالي بينيت الإمارات في ديسمبر الماضي. ووفقا لرسالة نشرها الزعيم الإسرائيلي عرضت إسرائيل في الثامن عشر من يناير دعما أمنيا ومخابراتيا للإمارات في مواجهة هجمات الطائرات المسيرة في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران. وكان بينيت وجه رسالة إلى الشيخ محمد بن زايد أكد له فيها أن “إسرائيل ملتزمة بالعمل عن كثب معكم في المعركة الدائرة ضد القوى المتطرفة في المنطقة، وسنستمر في ذلك لهزْم الأعداء المشتركين”.

مشاركة :