كشفت الصين يوم الجمعة عن قائمة بالشخصيات البارزة التي ستكون حاضرة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة، وذلك مع وصول العد التنازلي للفعالية الرياضية المرتقبة بشدة، التي تجسد الروح الأولمبية والتضامن وسط الأوقات العصيبة، إلى أيامه الأخيرة. وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن قائمة الضيوف تضم ما لا يقل عن 32 من رؤساء دول وحكومات أجنبية وأعضاء من أسر ملكية ورؤساء منظمات دولية. ويشير التجمع الحضوري غير المسبوق لقادة العالم في خضم كوفيد-19 في حد ذاته إلى دعم وتوقعات قوية لدورة الألعاب، فضلا عن دعوة مشتركة للوحدة والحياد الرياضي. في الحقيقة، من المتوقع على نطاق واسع أن تكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة "جرعة من الأدرينالين" لعالم مرهق يصارع وباء كوفيد-19 المستعر وعلى طريق وعر للتعافي. أخبار تحقيق الفوز في الساحة الرياضية سوف تشحذ همم مواطني الرياضيين في البلدان التي ضربتها متغيرات كوفيد-19. ومشاهدة الرياضيين يتجاوزون الصعوبات والمنافسات سوف ترفه وتلهم الناس الذين تأثروا ببروتوكولات مكافحة الوباء. ويشهد حضور الضيوف، على الرغم من المهزلة التي تقودها الولايات المتحدة المسماة "المقاطعة الدبلوماسية" للألعاب الأولمبية، على تخبط آخر في الدافع الخفي للولايات المتحدة وراء موقفها وتلاعبها السياسيين. لقد ذهبت واشنطن إلى أبعد مدى لتصعيد الضغط على بكين من خلال استخدام دورة الألعاب الشتوية كأداة سياسية والتلاعب بالحلفاء كبيادق معادية للصين تحت عباءة حماية حقوق الإنسان. من نشر صور معدلة بواسطة الفوتوشوب على وسائل التواصل الاجتماعي لتلفيق تهمة "العمل القسري" للصين وتوظيف كومبارس لتمثيل أفراد "بائسين" من الويغور فارين من "الإبادة الجماعية"، كانت واشنطن تنصب نفسها كقاضية لـ"حقوق الإنسان" و"الديمقراطية"، وتحكم في قضية تلو الأخرى وفقا لأجندتها الجيوسياسية الخاصة. وقبل أقل من أسبوع على بدء الألعاب الأولمبية، تورد تقارير أن الولايات المتحدة كانت تحيك خدعة مؤخرا لتخريب دورة الألعاب الأولمبية، تشمل تشجيع الرياضيين في جميع أنحاء العالم على تقديم شكاوى إلى الصين لأسباب مختلفة أو الخسارة بشكل متعمد أو حتى عدم المشاركة في المسابقات، وتعهدت بتقديم "مكافآت عالية" و"حماية سمعة" لهم. تتعارض محاولة استغلال الرياضة كسلاح سياسي مع الروح الأولمبية التي تعلي شأن الوحدة ومبدأ "الحياد السياسي للرياضة" المدرج في الميثاق الأولمبي. وقال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية نغ سير ميانغ إن تسييس الألعاب الأولمبية لن يكون له جدوى، ولكنه سيؤثر على آلاف الرياضيين الذين أمضوا سنوات أو حتى حياتهم في الإعداد لدورة الألعاب، مضيفا "نحن نعتقد أن دورة الألعاب نفسها تبني جسورا وليس جدرانا". وقال فيليم كين، مقدم برنامج "بوليتيكو تشاينا ووتشر"، في رسالته الإخبارية الأخيرة إن إظهار الدعم الضئيل لنوايا واشنطن السيئة ضد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين يقوض مصداقية الولايات المتحدة باعتبارها "بانية تحالف فعالة". وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصرف واشنطن ووصفه بأنه "عديم القيمة ورمزي"، ووصفه الرئيس التشيكي ميلوس زيمان بأنه "إساءة استخدام للفكرة الأولمبية"، بينما حذر وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ من أنه "تسييس مصطنع" للألعاب الأولمبية. وعلاوة على هذه التحركات المثيرة للفرقة، فإن انهيار الثقة يحجب أيضا هالة الولايات المتحدة من الداخل. وأشار مقياس إيدلمان للثقة لعام 2022 الذي صدر في يناير إلى أن مستوى الثقة بين المواطنين الأمريكيين في حكومتهم لا يمثل سوى 39 في المائة، وهو انخفاض كبير بنسبة 10 نقاط مئوية منذ عام 2017، وانخفض مؤشر الثقة العام إلى 43. مع إقبال الناس في جميع أنحاء العالم على الانخراط بشكل متزايد في مجتمع ذي مستقبل مشترك، فإن أولمبياد بكين الشتوي لا ينتمي إلى بكين والصين فحسب، بل أيضا إلى الأسرة الأولمبية والعالم بأسره. وسوف يشكل نجاح دورة الألعاب وسط تحديات متعددة قيمة روحية لا تقدر بثمن. مع منشآت وتقنيات متقدمة، فضلا عن إدارة فعالة لفقاعة مغلقة، تستعد بكين لتقديم تجمع كبير "بسيط وآمن ورائع" لعشاق الرياضات الشتوية العالمية وعرض سحرها كأول مدينة في التاريخ تقوم باستضافة كل من النسختين الصيفية والشتوية للأولمبياد. وتبشر الألعاب الشتوية بالخير طوال العام، حيث يتزامن هذا الحدث مع مهرجان عيد الربيع في التقويم القمري الصيني، الموعد السنوي لجمع شمل الأسرة في البلاد والآن وقت "التكاتف" للمجتمع الدولي، كما يوحي الشعار الأولمبي الجديد.■
مشاركة :