كونا -- أكد ممثل الكويت لدى الأمم المتحدة أن اعداد اللاجئين حول العالم وخاصة اللاجئين السوريين "مفزعة" ما يكشف حجم الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن يخلفها أي صراع. جاء ذلك في بيان مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي أمام الجمعية العامة لدى مناقشتها بند الوعي العالمي بمآسي المهاجرين غير القانونيين في منطقة حوض البحر المتوسط مع التركيز بصفة خاصة على ملتمسي اللجوء السوريين. وقال أن "جلسة اليوم ترسخ أهمية هذه المسألة وتدعونا كمجتمع دولي إلى وضع الحلول المناسبة لمنع نشوب النزاعات التي تولد مآسي قد تستمر فترات طويلة". وشدد على أن أزمة اللاجئين أزمة إنسانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية فهناك 60 مليون مشرد ما بين لاجئ ومشرد داخلياً وطالب لجوء فيما تضاعف عدد الأشخاص المحتاجين إلى الحماية والمساعدة الانسانية في العقد الماضي. وأشار العتيبي إلى أن التقارير الأممية تؤكد أن الأزمة الإنسانية في سوريا هي الأكبر والأخطر في العالم بعد أن تجاوزت أعداد القتلى ربع مليون قتيل ونحو 5ر13 مليون مشرد بينهم 6 ملايين طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية. ولفت العتيبي إلى أن أكثر من نصف الشعب السوري أجبرواً على ترك ديارهم للبحث عن مأوى لهم بعيدا عن آلة الحرب التي هي في عامها الخامس. واستدرك بالقول "وبذلك تجاوزت أعداد اللاجئين السوريين اربعة ملايين شخص ليصبح بذلك أكبر مجتمع للاجئين في العالم". واضاف انه منذ بداية الأزمة في سوريا ودولة الكويت كانت تستهدف بالدرجة الأولى تحسين الوضع الإنساني عن طريق فتح المعابر الحدودية أمام القوافل الإنسانية وكفالة حرية تنقل المساعدة والوصول إلى الأشخاص الأكثر احتياجا للمساعدات فضلا عن حماية العاملين في المجال الإنساني. وشدد العتيبي على أن عدم تعاون أطراف النزاع وتحديدا السلطات السورية مع الأمم المتحدة وآلياتها المعنية ساهم في تفاقم المأساة. وفي هذا الصدد أكدت الكويت دعمها لنتائج اجتماعات فيينا الأخيرة والتي أعرب السفير الكويتي عن أمله أن يتم التوصل خلالها وبرعاية الأمم المتحدة "إلى حل سياسي في القريب العاجل وفقاً لبيان جنيف الأول الصادر في يونيو 2012". وجدد العتيبي التأكيد على أن الكويت حريصة جدا على الالتزام بتسديد المساهمات الطوعية التي تعلن عنها وتتعهد بها في المؤتمرات الدولية وتدرك الصعوبات التي تواجهها وكالات وبرامج وصناديق الأمم المتحدة في حال عدم حصولها على التمويل اللازم وتأثير ذلك على أنشطة الإغاثة والبرامج والخطط الموضوعة. وتشارك دولة الكويت في تنظيم ورئاسة مؤتمر المانحين الرابع لدعم الوضع الإنساني في سوريا المقرر عقده في لندن أوائل فبراير 2016 بجانب كل من المملكة المتحدة والنرويج وجمهورية ألمانيا الاتحادية. وفي ختام كلمته عبر العتيبي عن أمله في أن يتمكن المؤتمر من حشد جهود المجتمع الدولي لتلبية احتياجات جميع المتضررين من الأزمة السورية داخل البلاد ودعم الدول المجاورة والدول الأخرى التي أبدت سخاء كبيرا في استضافة اللاجئين لمواجهة آثار الأزمة ولإيجاد حلول للتمويل طويل الأجل لتغطية احتياجات عام 2016 والسنوات اللاحقة.
مشاركة :