تتدرب مجموعة من الأوكرانيين على حفر ملاجئ في الثلوج في غابة قرب كييف، في حين يتدرب آخرون على حمل السلاح، حيث يتعلم هؤلاء تقنيات الدفاع عن النفس تحسباً لغزو روسي. ويقول الخبير في مجال المعلوماتية ارتيم كوزمينكو الذي يشارك في تمرين على مدى يومين: “إذا هاجمتنا روسيا، فسيكون من المهم جداً معرفة هذه التقنيات”. وليست الحرب بالأمر المستجد بالنسبة لأوكرانيا، إذ تشهد الجمهورية السوفياتية السابقة نزاعا منذ 2014 مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد. وأدى النزاع إلى سقوط 13 ألف قتيل، ورغم توقيع اتفاقات سلام لم يتوقف العنف تماماً على الجبهة. وتصاعد القلق بشكل كبير مؤخرا، بعد اتهام موسكو بحشد حوالي 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية استعداداً لغزو. ويهدّد الغربيون موسكو بعقوبات غير مسبوقة، ويدعمون كييف بالأسلحة. ويقول المُدرّب سيرجي فيشنيفسكي، الذي ارتدى زياً عسكرياً: “اعتاد الناس في المدن الكبرى على واقع أن النزاع بعيد عنها، وهم يدركون حالياً أن الحرب يمكن أن تصل إليهم”. وكان هذا الأربعيني حارب على الجبهة قبل أن يُطلق هذه التدريبات على النجاة للمدنيين، لاحظ اهتماماً متجدداً بالموضوع خلال الأسابيع الماضية، بعد أن تصاعدت الخشية من غزو روسي. وتسجّل 4000 شخص في تدريب عبر الإنترنت سيعطيه خلال الأسابيع المقبلة. ويقول: “يجب أن يعرف الجميع كيف يبنون ملاجئ لعائلاتهم”. وتتابع الطالبة في مجال علم النفس يانا كامينسكا التدريب مع صديقها، وقد جهزت حقيبة في حال وقوع كارثة واضطرارها إلى مغادرة منزلها. وتؤكد أن الأولوية في هذه الحال هي “الاهتمام بعائلاتنا”. بعد سنوات من الحرب طبعتها بانتظام خشية من غزو روسي على نطاق واسع، لا تبدي كييف أي علامة ذعر رغم إطلاق عدد من العواصم الغربية بيانات مثيرة للقلق. ولا يوجد نقص في مواد أساسية في المحال التجارية. وشهد وسط المدينة المكسو بالثلوج عدداً كبيراً من المتنزهين خلال عطلة نهاية الأسبوع. ودعا الرئيس فولوديمير زيلينسكي الغربيين الجمعة، إلى عدم نشر “الذعر”، معرباً عن خشيته من “زعزعة الاستقرار” داخل البلاد، أكثر من الهجوم العسكري الروسي.
مشاركة :