أوغلو: نسعى لإعادة علاقاتنا مع دول المنطقة بعد الفتور وحوار مستمر مع السعودية أكد وزير خارجية جمهورية تركيا مولود تشاووش أوغلو سعي بلاده لتعزيز علاقاتها بدول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بعدما شهدت فتورا خلال الفترة الماضية، معلنا زيارة للرئيس التركي طيب رجب أردوغان الى دولة الامارات في منتصف فبراير الجاري. وقال الوزير في رد على سؤال لـ«الأيام»، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده على هامش زيارته الى المملكة عصر امس، بمشاركة وزير الخارجية عبداللطيف الزياني، حول الفتور التي شهدتها العلاقات بين تركيا ودول المنطقة، وما إذا كانت تركيا تسعى اليوم لإعادة ترتيب علاقاتها مع دول خليجية لا سيما السعودية، إن بلاده في حوار مستمر مع السعودية، مشددا على دور تركيا في التعاون الدفاعي من اجل حفظ أمن واستقرار المنطقة. وقال الوزير: «نعم، للأسف علاقاتنا مع دول المنطقة كانت قد شهدت فتورا، ولكن في ظل الديناميات التي تشهدها المنطقة، فمن المهم إزالة هذه البرودة في العلاقات والعمل على إعادتها كما كانت في السابق وأفضل. لقد تباحثنا مع وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان ال سعود من اجل عودة العلاقات بين البلدين، ونتطلع الى ان يشهد هذا الملف تطورات في الفترة المقبلة. لقد بدأنا حوارا مع مصر على مستوى وزراء الخارجية، وتباحثنا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، كما قطعت تركيا شوطا كبيرا في العلاقات مع دولة الامارات العربية المتحدة، إذ من المقرر ان يقوم الرئيس التركي اردوغان بزيارة الى دولة الامارات في 17 فبراير الجاري». وتابع «أما حول إسهام تركيا في تعزيز أمن المنطقة، فتركيا حريصة على تعزير أمن المنطقة، ولدينا صناعات دفاعية متطورة، كما ان هناك طلبات من دول عدة للتعاون الدفاعي في هذا الشأن». وإقليميا، جدد الوزير التركي موقف بلاده من اعتداءات الحوثيين على السعودية والامارات، بالقول: «إن ما شهدته الإمارات امس الأول لم يكن الاعتداء الأول، بل هناك اعتداءات سبقت هذا الاعتداء على الامارات والسعودية، وقد أدانت تركيا هذه الاعتداءات، لا سيما انها تستهدف المدنيين». وتابع «إن تركيا تقف ضد أي اعتداء على أهداف مدنية وتعتبره عملا إرهابيا، وإن بلادي أعلنت عن تضامنها مع الإمارات والسعودية ضد هذه الاعتداءات. إن المشكلات التي تشهدها المنطقة سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا تتطلب حلولا سياسية، وهذه الاعتداءات تزيد من المشكلات، ونحن نقف مع الدول الشقيقة والصديقة». وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده قدمت للبحرين مسودة خطة عمل اقتصادية لتعزيز التعاون الثنائي، ستتم مناقشتها خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين المقرر انعقاده في 23 مارس المقبل، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين المملكة وتركيا وصل إلى 460 مليون دولار، وأن العجز التجاري لصالح البحرين، مشددا على أن التطلعات تستهدف رفع حجم التبادل التجاري إلى 750 مليون دولار خلال العام الجاري. وأكد الوزير التركي حرص بلاده على إزالة أي عراقيل تعيق زيادة التبادل التجاري بين البلدين، منوها بالإمكانات التكنولوجية المتطورة لدى مملكة البحرين، بالإضافة إلى أن الجانبين بحثا التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والصحة والسياحة وتطوير التعاون في مجال الصناعات الدفاعية. من جانبه، أكد الوزير الزياني أن الاعتداءات الحوثية على السعودية والامارات هجمات مدانة، مجددا تضامن البحرين مع الاشقاء ودعمها لكل الإجراءات التي يتخذونها لحفظ امنهما واستقرارهما. وقال الوزير الزياني: «إن الجهود مستمرة لدعوة جماعة الحوثيين لوقف اطلاق النار وقبول المبادرة السعودية للوصول الى حل سياسي. هناك تضامن كامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمواجهة كافة التحديات التي تواجه دول المجلس، لا سيما في ظل وجود اتفاقية تعاون للدفاع المشترك بين دول المجلس». وردا على سؤال، أوضح الوزير الزياني أن هناك جسورا من التعاون بين تركيا والبحرين، وفي ظل توجيهات من قيادتي البلدين، لافتا الى أن هناك اتفاقيات ثنائية وقعت على مدار 50 سنة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ جارٍ تفعيل هذه الاتفاقيات وتدارس اتفاقيات ومذكرات تفاهم أخرى من الجوانب القانونية والتشريعية، كما أن الجانب التركي كان قد قدم الأسبوع الماضي خطة للتعاون الاقتصادي المشترك. وكان وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني قد أكد، في بداية المؤتمر الصحافي، على ما يربط البلدين الصديقين من علاقات وثيقة. وقال الزياني: «هناك رغبة مشتركة بين البلدين لتنمية التعاون الثنائي في ظل توجيهات جلالة الملك، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان». وتابع «لقد استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الوزير التركي أوغلو، إذ أعرب عن تقديره لمسار التعاون الثنائي، مؤكدا أهمية العمل المشترك من اجل تطوير العمل الثنائي في مختلف المجالات، والدفع بالعلاقات نحو مستويات اشمل». وأضاف: «وأكد صاحب السمو الملكي أن البحرين اختارت السلام نهجا وخيارا استراتيجيا، وملتزمة بحسن الجوار والاحترام المتبادل والعلاقات المشتركة بما يحقق الامن والازدهار والاستقرار»، مشددا سموه على أن حل النزاعات بالطرق السلمية وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومقاصده التي ترتكز على التمسك بالقيم الإنسانية، والتسامح والتآخي والتعايش والتوصل لتسويات سلمية للأزمات في إطار التعاون الدولي. وأشار الزياني الى أن الوزيرين قد عقدا محادثات ثنائية وصفها بالمثمرة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، والعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة لتنمية التعاون في مختلف القطاعات. وأكد الزياني ضرورة المضي قدما في تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية، كما تم تدارس تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء كل الصراعات الدائرة التي اضرت بشعوب المنطقة.
مشاركة :