حسن الزهراني: الشعر ترياق القلوب

  • 2/1/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شاعر يلهم المشاعر، وتسلب كلماته الأفئدة، أمتلك معادلة صعبة، ورأس نادي الباحة الأدبي منذ سنوات، تمكن من خلق توازن قلما نجده في الساحة الثقافية، وقدم النادي خلال رئاسته له منجزاً ثقافياً مبهراً. نلتقيه اليوم ليس بصفته رئيساً للنادي، بل بصفته مبدعاً من الطراز الأول، عبر هذه السطور الممتلئة بالشجن: عرفت كشاعر يزرع الحب والأمل لدى محبين الحياة، ويوزع الورود آملاً في غد جديد. كيف تقيم تجربتك اليوم؟ تجربتي لست أنا من يقيمها، بل المتلقي، وأحمد الله أن وجدت أصداء قصائدي فيما يزيد على (50 ) بحثاً ودراسة لنقاد من معظم وطننا العربي، و(6) رسائل علمية ما بين الماجستير والدكتوراه، واختيار نصين من شعري لتكون ضمن المقررات الدراسية أحدهما كان سابقاً عن الوطن والثاني حالياً عن أمي رحمها الله، وكثير من النصوص في بعض جامعاتنا وجامعات بعض الدول العربية وما زلت لم أكتب القصيدة التي أتمنى. يقولون أن زمن الكلام انتهى، أو أننا نعيش زمناً عملياً، مرتبطاً بالابتكار، كيف تنظر إلينا نحن كعرب إذا اعتبر الشعر ديواننا، وهل هذه النظرة قديمة؟ إذا كُنّا نحتاج إلى كل المهن لخدمة الإنسان وبناء الأجسام وتلبية جميع احتياجاتها، فإننا نحتاج إلى الشعر لِبناء الأرواح والسموّ بها وتهذيبها. وإذا كان الماء يُطهرُ الأجساد من أدرانها، فإن الشعر يطهر القلوب من أوجاعها، وإذا كان العطر يُطيّب الملابس والأبدان، فإن الشعر يطيب الأنفس ويزكي المشاعر ويعطر الأفئدة: هوَ الشعر سِرّ الله فينا يصوغنا ملائكةً من نورهِ نتشكّلُ يطهّرنا بالحب يسمو بنبضنا فنحياه وحيًا بالشذا يتنزّل وندعو به كل القلوب لِسعدها ونذروه في الأرواح عطراً فتثمل ونرقي به كل العقول فترتقي وبالوعي في سَمْك النُّهى تتبتل ونخترق المحسوس يغدو مجازه براقاً به فوق المدى نتجوّل ألم ترَ خير الخلق أهداه بُردةً فنال سموّاً فوق ما يُتخيّل وفاز (بروح القدس) فاسأل حروفه إذا اتّسقت في نبضنا تتسنبل كيف تنظر إلى مستقبل المطبوع أمام زحف التقنية ووسائل التواصل والأساليب الحديثة في تقديم المحتوى والرسالة، وهل تعتقد أن الكتاب سيظل صامداً أمام هذا الزحف؟ مهما يسرت علينا الوسائل الحديثة الوصول إلى ما نريد في مجال القراءة إلا أن للكتاب المطبوع مكانته في نفوس معظم القراء، وسيبقى صامداً، لأن لاقتنائه وتقليب صفحاته متعة لا تعادلها متعة. عاشت الساحة الثقافية منذ الثمانينات على ركيزتين أساسيتين: الإبداع والنقد، وظل الإبداع قائماً، الذي تشكل وتنوع في الفترة الأخيرة، وكان النقد بمثابة من يبرز النجوم، أين النقد اليوم؟ وهل فعلاً تحول إلى مشروعات نقدية خاصة بالناقد ذاته، وغاب الناقد الذي يسلط الضوء على المبدع ومنجزه؟ الحراك النقدي في مشهدنا لا يزال جيداً، ولكنه أقل من الطموح، ولم يواكب الحراك الإبداعي في الساحة. وكم نتمنى أن يعود النقد لوهجه الذي كان عليه ذلك الزمن الجميل، حين نجد لكل إصدار إبداعي عدة قراءات نقدية من مناهج نقدية متعددة بل كان النقد يرصد ما ينشر في الصحف والمجلات يومياً وأسبوعياً، ولعلي أعود هنا مرة أخرى إلى دور الأندية الأدبية في الحراك النقدي من خلال ملتقياته ومهرجاناته المتخصصة.

مشاركة :