أطلقت المدرب المعتمد في «العلاج بالفن» هند الدويش، مبادرة ثقافية اجتماعية تهدف إلى تعزيز ثقافية التعبير عن الذات من خلال الفن، وذلك تحت عنوان «انعكاسات»، بهدف خلق بيئة ثقافية يملؤها الشغف والإبداع، وتحفيز هواة الفن، وتعزيز مهارة الحوار والتعبير من خلال المواضيع المختلفة التي تلامس واقعنا بطرق أدبية وفنية، بحيث ارتكزت المبادرة على الكتابة التعبيرية والرسم التعبيري، والتصوير. وقالت الدويش: خلقت المبادرة نفسها في فترة الحجر الصحي عندما اضطررنا إلى المكوث في منازلنا بسبب جائحة كورونا، فنظرت ولم أجدني، لم أجد روحي وكأني ركنتها جانبًا للعدو وراء عجلة التنمية ومواكبة متطلبات العصر الحديث، فرجعت إلى هوايات لطالما أسعدتني من رسم وكتابة الخاطرة والتصوير والقراءة، ولاحظت الفارق وكأنه نفخ في الروح من جديد، وقدّرت أهمية التعبير وقدرته على تغيير النفسية، وعلى تغيير نظرتنا إلى الأمور، ووجهة نظرنا بالمواقف والأمور من حولنا، وبدأت أقرأ في مجال التشافي بالفن، والحمد لله أنا اليوم مدرب معتمد في العلاج بالفن، وأنشأت مساحة آمنة يستظل فيها كل من ظن أنه فقد نفسه وسط الضوضاء الصاخبة والعتمة.وأضافت: أسعى إلى خلق بيئة آمنة للتعبير عن الذات ومشاركة الأفكار والمشاعر للخروج بمنتج ملموس يعبر بشكل فريد عن كينونة الفرد الخاصة، ونشر ثقافة التعبير من خلال الفن وجعله أسلوب حياة.وحول تجربة التعاون مع بينالي الدرعية، أوضحت الدويش أن مؤسسة بينالي الدرعية تلعب دورًا محوريًا في رعاية التعبير الإبداعي، وترسيخ فكرة تقدير قيمة الثقافة والفنون ومدى قدرتها على خلق التغيير في مختلف المجالات، وهذا ما نسعى إليه في «انعكاسات»، إلى المشاركة والإسهام في مثل هذه المحافل التي تخدم الفن كرمز من رموز الوجود الإنساني، وكانت التجربة في إقامة الورشة للصغار واليافعين فعّالة، ومحاورها كالتالي: أهمية الفن التعبيري، والدعم في إيجاد الإلهام لكل مشارك ونظرته لذاته وللحياة من حوله، ومشاركة الإبداعات مع الآخرين، والتعبير عن التجربة والنتيجة النهائية. وحول إسهام الفن في التشافي من الضغوطات اليومية النفسية، أوضخت أن التشافي بالفن هو طريقة علمية تعتمد على استخدام تقنيات إبداعية مثل الرسم والتلوين والكتابة، مثل المذكرات والمقالات والقصص القصيرة… إلخ، واستخدام الرموز والأشكال الفنية لمساعدة الفرد على التعبير فنيًا عن ذاته، ومنحه القدرة على فهم نفسه وشخصيته بشكل عميق، وبذلك فإن التعبير بالفن قد يعني طريقة للتشافي من خلال العملية الإبداعية نفسها، ونجد أن لهذا الأمر قيمة شفائية حقيقية من منطلق أن فعل الرسم يقوم بإشغال كامل للعقل والجسد، فأصابعنا تتحرك، فيما يركز عقلنا على إنتاج شيء محدد، وبالتالي يفيدنا ذلك ويساعدنا في إطلاق الطاقة.وأضافت إن ممارسة الفن التعبيري لا تقتصر على فئة عمرية محددة، ولا تتطلب مستوى معينًا، بل على العكس يمكن من خلال التعبير بالفن أن تساعد الأطفال والمراهقين والبالغين على تخفيف القلق والتوتر وأعراض الاكتئاب، بالإضافة لمساعدتهم في استكشاف عواطفهم، ورفع تقبّل واحترام الذات لديهم، مؤكدة أن العلاج بالفن يعتمد في وقتنا هذا في مختلف أنحاء العالم وعلى نطاق واسع ومتعدد الأشكال، وقد يكون بشكل فردي أو من خلال مجموعات.
مشاركة :