شهد سوق الانتقالات الشتوية على مستوى كرة القدم السعودية تحركات غير عادية وتعاقدات أكاد أجزم بأنها تحدث لأول مرة بالطريقة التي شاهدناها وانتهت عليها والتي توكد بلا شك بأننا مقبلون على منافسات ساخنة في المرحلة المقبلة. الجميل في الأمر أن هناك حركة تنقلات داخلية على غير العادة خاصة على مستوى اللاعبين الأجانب بعد أن كنا نلاحظ أن الأندية تقع في مطب المخالصات المالية مع هولاء اللاعبين وتثقل كاهلها بالديون وتصبح في معاناة لا أول لها ولا آخر. سوق الانتقالات الشتوية والذي تصدره الهلال بالتعاقدات المحلية والأجنبية وشراء المدد المتبقية للاعبين المحليين بمبالغ مالية كبيرة حسب المتداول توكد أن النية الهلالية أبعد من المنافسة على الألقاب المحلية والبطولة الآسيوية وكأن العيون الهلالية تغازل العالمية. حق مشروع للهلال طالما أن كل المقومات متوفرة لديهم من شرفين داعمين واستثمارات تجلب الملايين وإدارة واعية ومتمكنة وعناصر محلية وأجنبية تستطيع أن تأكل الأخضر واليابس ومن حق المشجع الهلالي بعد كل الإنجازات التي حققها فريقه من رفع سقف الطموح وهو حق مشروع. وفي المقابل ظهرت أصوات تعارض إدارة نادي الشباب برئاسة خالد البلطان حول تخليها عن أحد أهم الأسماء في تشكيلة الفريق النيجيري إيغالو ولكن طالما أن البلطان يتعاطى مع الأمور بعقلية إدارية ومالية بحتة فالكاسب الأكبر هو الشباب الذي بدا واضحا من خلال سوق الانتقالات الشتوية أنه يواجه مشكلات مالية ونجح البلطان في مواجهتها. الأهلي وللمرة الثانية يخفق في اللحظات الأخيرة في حسم ملف الأجنبي السابع ويتكرر مشهد الصيف بالاعتماد على ستة عناصر أجنبية بعد أن ركنت إدارة ماجد النفيعي على اللاعب تاباتا والذي كان واضحا أن اللاعب لا يرغب في ترك ناديه حسب وسائل الإعلام البرتغالية التي كشفت عن رفض اللاعب الانتقال في وقت كانت الصحف المتخصصة لدينا تعلن انتقال اللاعب. وفي المقابل فإن الاتحاد كان يبحث عن لاعب يشغل مركز القائد كريم الأحمدي بعد إصابته المفاجئة التي اربكت الاتحاديين ونجحت إدارة أنمار الحائلي في اللحظات الأخيرة من التعاقد مع اللاعب البرتغالي أندري في صفقة يترقبها الجمهور الاتحادي. تحركات اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الشتوية شهدت مخالصات لأسماء محلية وانتقالها لأندية أخرى أبرزها سلمان المؤشر للفيصلي ومحمد أبوسبعان للفيحاء وعبدالله حسون للطائي وخليفة الدوسري للفتح وهذا بلا شك يؤكد حرص الأندية المتنافسة على الألقاب والبقاء في الدوري وتصحيح مسارها. المرحلة المقبلة ستكون مرحلة مختلفة كليا ولكن العين هذه المرة مع الهلال في مشاركته العالمية وسط توقعات بأن مشاركته هذه المرة ستكون غير وقد يعود الهلال بإنجاز غير مسبوق. نقطة آخر السطر: وجهة نظري الشخصية عدم نجاح بعض الأندية في إجراء مخالصات مالية مع لاعبيها المحترفين فكانت مضطرة للإبقاء عليهم ليس فشلا بل العكس قرار موفق ودرس للتاريخ أن التعاقدات من البداية يجب تتم وفق الحاجة الفنية وجودة اللاعب الأجنبي حتى لا تتورط الإدارة عند الحاجة للاعب بديل في مركز آخر.
مشاركة :