انكفاء سعد الحريري يفتح الأبواب أمام سمير جعجع لتدعيم قاعدته الانتخابية بيروت - يفتح انكفاء تيار المستقبل وإعلان زعيمه سعد الحريري عدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقررة في مايو القادم، الأبواب أمام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتدعيم قاعدته الانتخابية داخل المكون السني وتحقيق مكاسب انتخابية، وهو ما يهدد التحالف الاستراتيجي بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الذي تشهد شعبيته داخل بيئته المسيحية تراجعا حادا، ما قد يؤثر على التركيبة النيابية المقبلة وبالتالي التوازنات السياسية في البرلمان القادم. ويقول مراقبون إن التيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، يلاحظ منذ مدة تراجع شعبيته داخل البيئة المسيحية لصالح حزب القوات اللبنانية وسمير جعجع، وهو ما دفعه إلى التمسك أكثر من أي وقت مضى بتحالفه الاستراتيجي مع حزب الله، رغم بعض الانتقادات الموجهة له من قبل باسيل والتي يعتبرها محللون من باب المناورات الانتخابية ولا ترتقي إلى مستوى القطيعة التي دأب التيار على الترويج لها كلما اشتدت عزلته. ويشير هؤلاء إلى أن مهاجمة نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم لحزب القوات ووصفهم بـ”الإلغائيين” يدخل في باب تبادل الخدمات الانتخابية بين الحليفين، مؤكدين أن حزب الله تكفل نيابة عن التيار بمهاجمة وشيطنة حزب القوات في محاولة لقطع الطريق أمام استثماره انتخابيا داخل المكون السني، الذي يتقاسم معه تحميل التيار وحليفه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان. وقال قاسم “نعلم أن القوات اللبنانية، هم جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم ولا يصلحون لأن يكونوا ممثلين لحالة شعبية يمكن أن تبني وطنا”. وتأتي تصريحات قاسم العدوانية تجاه حزب القوات بعدما كشف مسؤول الإعلام في الحزب شارل جبور أن حزبه رفض الحوار مع باسيل الذي سعى إلى ذلك. ولفت جبور في تصريحات صحافية لوسائل إعلام محلية إلى أنه “عندما يتكلّم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عن القوّات اللبنانية لمدة ساعتين فهو يسعى إلى شيطنة حزب القوات لدى البيئة الشيعية، وهو اليوم يسعى إلى شيطنتنا لدى البيئة السنيّة لأنه مأزوم أمام بيئته ويريد خلق عدوّ وخياره السعودية أو القوات اللبنانية”. واعتبر أن “السعودية لا تدافع عن حزب القوات اللبنانية بل تهتم لأمر لبنان كدولة عربية، لكن إيران تريد سلخ لبنان من الحضن العربي”.
مشاركة :