قدمت الخطوط الجوية القطرية طلبا قياسيا إلى شركة بوينغ لشراء 34 نسخة شحن جديدة من الطائرة 777 إكس، وطلبية شراء مفاجئة لطائرات ركاب 737 ماكس بما يتجاوز 30 مليار دولار، وذلك في وقت وصف فيه الرئيس الأميركي جو بايدن الدولة الخليجية بأنها حليف رئيسي للولايات المتحدة. تمثل الصفقة، التي جرى توقيعها بالبيت الأبيض خلال زيارة يقوم بها أمير قطر لواشنطن، دفعة لبوينغ في وقت تواجه فيه مشكلات صناعية ومالية. ودفعت الطلبية سهم بوينغ للزيادة ليغلق على ارتفاع 5.1%. وزادت صفقة شراء 25 من أكبر نسخة من ماكس، وهي 737-10، بالإضافة إلى 25 خيارا آخر، من تداعيات الخلاف بين الخطوط القطرية وإيرباص. كانت شركة صناعة الطائرات الأوروبية قد ألغت في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني عقدا مع الخطوط القطيرة لشراء 50 طائرة شحن من طراز إيه321 نيو في خضم نزاع محتدم بدأ بخلافات حول مدى خطورة عيوب في طائرات إيه350 للرحلات الطويلة. وقال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إن المفاوضين بذلوا جهودا مضنية على مدى أسبوعين، ووجه انتقادا إلى شركة إيرباص. وأضاف خلال حفل توقيع بالبيت الأبيض، حضره قياديون من شركة بوينغ وشركة جنرال إلكتريك المصنعة للمحركات "نود بناء علاقات طويلة الأمد مع شركاء موثوق بهم وفي سياق يعمل فيه الطرفان معا لتحقيق هدف مشترك". وأحجمت إيرباص عن التعليق. ويشمل إجمالي الطلب 34 طائرة من نسخة شحن تم إطلاقها مؤخرا من طائرة الركاب 777 إكس، بالإضافة إلى 16 خيارا، واثنتين أخريين من الجيل الحالي من طائرة الشحن 777 إف. ويمثل جزء طائرات الشحن من الصفقة أول طلب لشراء نسخة شحن من أكبر طائرة ركاب ذات محركين في العالم، 777 إكس، والتي تأجل دخولها إلى الخدمة لأكثر من ثلاث سنوات حتى أواخر عام 2023 أو ما بعده. وقالت بوينغ إن طائرة الشحن ستدخل الخدمة في 2027. وهي تعتمد على مبيعات الطائرة العملاقة الجديدة ذات المحركين للحفاظ عن هيمنتها على سوق الشحن وتجنب منافسة طائرة الشحن الجديدة من طراز إيرباص إيه350. وقال ديف كالهون الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ "ستكون الطائرة 777 إكس الأفضل في العالم على الإطلاق". تعديلات في الطلب وافقت بوينغ على تحويل ثلث طلبية الخطوط القطرية الحالية لشراء 60 طائرة ركاب 777 إكس، والتي يقل الطلب عليها حاليا، إلى طائرات شحن من أجل الفوز بالطلبية. وعبر الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية عن دعم الشركة للاقتصاد الأميركي. وتواجه الشركة شكاوى تجارية من شركات طيران أميركية تتعلق بإعانات مزعومة. وتمثل الصفقة لشركة بوينغ فرصة لالتقاط الأنفاس من التأثير المستمر لأزمة سلامة تتعلق بالطائرة 737 ماكس والتأخير في طرح نسخة الركاب من الطائرة 777 إكس ومشاكل إنتاج الطائرة 787 دريملاينر، وفرصة لكسب نقاط فيما يتعلق بمساهمتها في الاقتصاد بعد تدقيق تنظيمي وسياسي مكثف. وانتقدت الخطوط القطرية الطائرة ماكس وحثت بوينغ على تصميم طائرة جديدة بالكامل بعد أن أدت حوادث تحطم إلى وقف تحليقها لفترة طويلة، لكن المبيعات انتعشت بعد إعادة ترخيصها في أواخر عام 2020. غير أن هيمنة الطائرة إيرباص إيه321نيو على المبيعات تتواصل في جزء من السوق يخدمه أكبر طرازات ماكس. وقالت بوينغ إن طلب طائرات الشحن سيحافظ على أكثر من 35 ألف وظيفة في الولايات المتحدة يبلغ تأثيرها الاقتصادي السنوي يبلغ 2.6 مليار دولار. سيطرت بوينغ على الشحن الجوي لسنوات من خلال طائرات الشحن 767 و777 و747، غير أنها ستعكف بدأب على الضغط للحصول مزيد من الطلبيات على طائرة الشحن الرئيسية الجديدة. يُنقل حوالي نصف البضائع العالمية من حيث القيمة عن طريق الجو، وبالتالي يجري نقل نصف ذلك عادة من خلال طائرات ركاب. وخلال الجائحة، اضطر العديد من شركات الطيران إلى إيقاف طائرات الركاب غير المستخدمة، مما أدى إلى زيادة الطلب على مساحة الشحن في وقت كانت فيه التجارة الإلكترونية طوق نجاة بالنسبة للكثيرين. لكن اقتصاديين يحذرون من أن الاتجاهات قد تبدأ في اتخاذ مسارات معاكسة مع انحسار الجائحة.
مشاركة :