مجلس الأمن يمدد تفويض البعثة الأممية في ليبيا لثلاثة أشهر إضافية

  • 2/1/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مدّد مجلس الأمن الدولي تفويض بعثة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا لثلاثة أشهر فقط، في حلّ وسط تقدّمت به بريطانيا لوضع حدٍّ لنزاع أميركي-روسي حول هذه المسألة استمرّ أياماً عدّة. صورة رمزية بإجماع أعضائه الخمسة عشر، تبنى مجلس الأمن الدولي قرار تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة السياسية في ليبيا في نصّ مقتضب جدّاً طرحته  بريطانيا للتصويت، داعية لمواصلة عمل "بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا" حتى 30 نيسان/أبريل. والنص المقدم استبقته نسخة أوّلية دعت إلى تمديد عمل البعثة حتى 15 أيلول/سبتمبر، لكنّ التصويت عليها أرجئ في اللحظة الأخيرة. وتمّ التوصّل إلى هذا الحلّ الوسط بعدما حال الخلاف بين روسيا والولايات المتّحدة حول هذه المسألة دون الاتفاق على نصّ يمدّد لفترة أطول عمل  البعثة. وتمحور الخلاف بين البلدين، وفقاً لمصادر دبلوماسية، على اشتراط موسكو تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، فيما تمسّكت واشنطن ببقاء الأميركية ستيفاني وليامز على رأس هذه البعثة بالإنابة. ومنذ الاستقالة المفاجئة للسلوفاكي يان كوبيش من رئاسة البعثة في تشرين الثاني/نوفمبر، تشغل وليامز منصبه بالإنابة، إذ إنّ الأمين العام للأمم المتحدة استدعاها بعد عام تقريبًا من غيابها عن هذا الملف لاستلامه مجدّداً، ومنحها رسمياً منصب "مستشارة خاصة". وبهذه الطريقة استغنى غوتيريش عن موافقة مجلس الأمن على اختيار الشخص وهو قرار دقيق منذ سنوات بسبب صراعات النفوذ التي تخوضها القوى العظمى في الملف الليبي. وفي 2020، حين كانت وليامز مساعدة لرئيس البعثة، قامت بمهمّات أحرزت تطورات مهمة في الملفّ الليبي، لا سيّما وقف إطلاق النار بين الليبيين المتحاربين بعد سنوات عدة من الاشتباكات. ووفقا لمصادر ديبلوماسية، تقدمت روسيا بمشروع قرار اطّلعت عليه وكالة فرانس برس ينصّ على أن "يُسمّي الأمين العام مبعوثًا دون مزيد من التأخير"، كما ينصّ على تمديد ولاية البعثة حتى 30 نيسان/أبريل فقط ريثما يتّضح، وفقاً لموسكو، الوضع السياسي في ليبيا. كما أنها هدّدت باستخدام حقّ النقض (الفيتو) ضدّ مشروع القرار الأساسي الذي كان مقترحاً. وفيما كان مرجحا أن يواجه قرار مضادّ فيتو أميركي، قبلت الأطراف في نهاية المطاف بالحل الوسط. لا إشارات بشأن الانتخابات يذكر أن القرار الصادر الإثنين جاء خاليا عن أيّ إشارة للانتخابات الرئاسية أو التشريعية التي كانت مقرّرة في ليبيا في 24 كانون الأول/ديسمبر لكنّها أرجأت إلى أجل غير مسمّى.  وبعد التصويت ، قالت آنا افستيغنييفا نائبة ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة أنها تأمل بأن يجعل تعيين مبعوث جديد لرئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا "بالإمكان إعادة إطلاق" لمشروع القرار الروسي بالكامل. في المقابل، قال نظيرها الأميركي جيفري ديلورينتيس إن الولايات المتحدة دعت جميع أعضاء المجلس والليبيين أنفسهم لدعم جهود وليامز والتعاون معها "بشكل بناء".  وكان حوار سياسي جرى بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية في جنيف في شباط/ فبراير 2021، أفضى إلى تشكيل سلطة سياسية تنفيذية موحّدة مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. لكنّ الصراع على السلطة الذي تغذيه تدخّلات خارجية وانتشار السلاح والمرتزقة وعوامل أخرى عديدة، حالت دون استكمال هذه العملية الانتقالية. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في 2011 إثر انتفاضة شعبية، غرقت ليبيا في حرب أهلية وفوضى أمنية وانقسام سياسي ولا سيّما بين شرق البلاد وغربها، في نزاعات شاركت فيها ميليشيات محليّة ومقاتلون أجانب وجماعات جهادية وغذّتها قوى خارجية إقليمية ودولية. و.ب/ع.أ.ج (أ ف ب)

مشاركة :