قالت دولة قطر إنه لن يمكنها بمفردها تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز في حالة حدوث نقص بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية. وكانت واشنطن قد أثارت إمكانية قيام قطر بتزويد دول أوروبا بالغاز حال حدوث أزمة. تعد قطر أحد أكبر منتجي ومصدري الغاز المسال في العالم أكد وزير الطاقة القطري سعد الكعبي الثلاثاء (الأول من فبراير/شباط 2022) أن بلاده لا تستطيع مساعدة أوروبا بمفردها إذا أوقفت روسيا إمدادات الغاز مع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا. لكن الوزير الكعب أبلغ مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون أن بلاده مستعدة لمساعدة أوروبا "عند الحاجة" . وقال الكعبي لمسؤولة الاتحاد الأوروبي إن قطر تأمل في إمكانية حل التوترات في أوروبا من خلال الدبلوماسية، موضحا أن الدوحة "على أتم الاستعداد لدعم عملائها في جميع أنحاء العالم عند الحاجة". وأضاف الوزير القطري أنه "لا يمكن تلبية جميع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز من قبل جهة واحدة دون الإخلال بالإمدادات إلى مناطق أخرى حول العالم"، مشدداً على أن "أمن الطاقة في أوروبا يتطلّب جهداً جماعياً من العديد من الأطراف". وسبق أن أعلنت قطر أنها تعمل بالفعل ضمن طاقتها الإنتاجية القصوى، بينما رأى خبراء أن أوروبا لا يمكنها الحصول على إمدادات طارئة إلا إذا وافق الزبائن الكبار في شرق آسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية، على تغيير مواعيد بعض شحناتهم. وأكد الكعبي على حرص بلاده على الوفاء بالتزاماتها التعاقدية. وكانت وكالة رويترز قد نقلت يوم أمس عن مصدر مطلع أن قطر أبلغت الاتحاد الأوروبي بأنه ينبغي للتكتل الحد من إعادة بيع الغاز خارجه حتى يتمكن كبار الموردين من توفير مصدر الطاقة هذا في حالة نشوب صراع بين روسيا وأوكرانيا ومنع حدوث أزمة على المدى القصير. وقال المصدر لرويترز إن قطر طلبت التوصل إلى تسوية لتحقيق يجريه الاتحاد الأوروبي بخصوص العقود القطرية طويلة الأمد للغاز حتى يكون الاتحاد الأوروبي أقل اعتمادا على المبيعات الفورية وأكثر تعويلا على العقود طويلة الأجل لتعزيز أمن الطاقة لأعضائه. وحذّر خبراء من أن المستهلكين الأوروبيين، الذين يعانون بالفعل من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، سيتعين عليهم دفع المزيد مقابل عمليات التسليم الخاصة. وكانت الولايات المتحدة قد أثارت إمكانية قيام قطر، أحد أكبر منتجي الغاز في العالم، بتزويد دول أوروبا بالغاز، في حين شكلت الأزمة الأوكرانية محورا رئيسيا في اجتماع عُقد أمس الاثنين بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقطر حليف رئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشريك تجاري وسياسي كبير للاتحاد الأوروبي. والولايات المتحدة قلقة من أن تكون روسيا تحضر لغزو أوكرانيا وطلبت في الأسابيع الأخيرة من قطر ومنتجين رئيسيين آخرين للغاز دراسة ما إذا كان بإمكانهم توريد غاز إضافي لأوروبا إذا تعطلت إمدادات روسيا. ع.ج.م/ص. ش (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :