قدر مسؤول في شركة "بوابة مكة"، أن يجذب مشروعها العملاق، أكثر من 250 مليار ريال كاستثمارات في مجال التطوير بمختلف أنواعه، التي ستشهدها مساحة المشروع الضخمة والمقدرة بنحو 100 مليون متر مربع. وأشار المهندس عصام بن أحمد كلثوم العضو المنتدب لـ "بوابة مكة" إلى أن الشركة وضعت برنامجا للتطوير على أربع مراحل يستغرق تنفيذها ما بين 15 - 20 عاماً، مبيناً أن المشروع يستهدف المساهمة في تقديم نسيج عمراني مميز ولائق في العاصمة المقدسة. وأضاف أن المشروع الذي يجري تنفيذه بالمشاركة بين القطاع العام والخاص، يعد محفزا للدخول في الاستثمار في عمليات التطوير، سواء كان ذلك من خلال المساهمات المباشرة التي تمت عند تأسيس الشركة، أو من خلال المساهمة عبر صناديق التطوير العقاري التي تعتزم الشركة إطلاقها، التي تعد إحدى أهم المبادرات التي تحقق التمويل اللازم، وتتيح الفرص للمواطنين للمشاركة في الاستثمار والتنمية خلال عمليات التنفيذ المرحلية. المخطط الهيكلي لمشروع بوابة مكة . «الاقتصادية » وأبان أن المشروع في مجمله مقسم على عشر مناطق تنمية، تشمل ثلاث مناطق للتطوير السكني بجميع أنواعه الدائم منه والاستثماري "منطقة رقم 1، 2، 3"، وتشمل أيضاً المنتزه الوطني في مكة المكرمة "منطقة رقم 4"، ومنطقه تم تخطيطها لاستقطاب المشاريع الخدمية المميزة في منطقة رقم 5"، إضافة إلى مشاريع أخرى ستحدد ملامحها وتعلن تفاصيلها خلال فترة تنفيذ المشروع. وحول الاتفاقية التي وقعت أخيراً تحت مظلة إمارة منطقة مكة المكرمة بين شركة البوابة وشركة "سويكورب" السعودية ذات الخبرة الواسعة في مجال إدارة الصناديق العقارية والمحافظ الاستثمارية لإطلاق صندوق بوابة مكة الأول للتطوير العقاري، لفت إلى أنهم يحاولون من خلال هذا الصندوق جذب استثمارات تقدر قيمتها بنحو مليار ريال قابلة للزيادة، لصالح تطوير جزء من منطقة التنمية رقم "3" من مشروع البوابة. وأكد أن مساحة المنطقة التي ستطور عن طريق هذا الصندوق تصل لنحو 1.5 مليون متر مربع، وتقع بين طريق الليث جنوباً وخط قطار الحرمين السريع شمالاً، مبيناً أنهم من خلال الصندوق سيحاولون ووفقاً لاشتراطات هيئة سوق المال، في جعل قيمة السهم في متناول أيدي الجميع، لإتاحة الفرصة لجميع المواطنين للمشاركة في عملية التنمية من خلال الاستثمار في مثل هذا النوع من المشاريع التطويرية. وأفاد بأنهم لجأوا لفكرة إطلاق صندوق للتطوير العقاري، بعد أن درسوا جميع البدائل التمويلية التي يمكن من خلالها الإسراع في عمليات التطوير لمشروع البوابة العملاق، الذي يغطي مخططه العمراني مساحة تقارب الـ 100 مليون متر مربع. وأوضح كلثوم أن مشروع البوابة يهدف إلى تخطيط وتصميم وتطوير ضاحية غربية متكاملة لمكة المكرمة، تستوعب أكثر من 750 ألف نسمة، وتحتوي ضمن مخططها على عدد من المشاريع الكبرى الجاذبة للاستثمار والمولدة لفرص العمل، مشيراً إلى أن من ضمن تلك المشاريع، مجمع الدوائر الحكومية، المنتزه الوطني، وجامعة ثانية لمكة المكرمة، إضافة إلى العديد من المشاريع الخدمية والتجارية والعمرانية. واستدرك العضو المنتدب لشركة بوابة مكة أن المنطقة المحددة للتطوير، تعد المشروع الرابع من مشاريع البوابة، التي سبقها في إطلاق عمليات التنفيذ مشروع "ضاحية سمو" الاستثماري الأول على مساحة 1.5 مليون متر مربع، ومشروع شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني للإسكان البديل الذي سيقام على مساحة مليون متر مربع، ومشروع ضاحية رتاج لإسكان الموظفين في قطاع الخدمات ويقام على مساحة 600 ألف متر مربع. ووفقا لبيانات المشروع فإن المخطط المعتمد للمشروع، يحتوي على العديد من الاستعمالات والوظائف المختلفة، منها السكني والتجاري والتعليمي والترفيهي والثقافي، والخدمات العامة وغيرها، إلا أن الاستعمال السكني هو الاستعمال الرئيس السائد في المشروع. ويتناغم مشروع البوابة مع خصائص المنطقة الطبيعية التي تشكل محددات أساسية في تطوير الموقع وتخطيطه، مع اهتمام خاص بالتكوين الجيولوجي والطبوغرافي من حيث متطلبات تصريف الأمطار وأيضاً طبيعة المنشآت والاستخدامات المقترحة المتنوعة. ويهدف المشروع إلى تقنين الامتداد الطبيعي للمدينة من ناحية الغرب، وتسهيل عملية التطوير داخل مكة المكرمة، من خلال امتصاص النمو السكاني المتزايد للمدينة، وتغطية الاحتياجات المتنامية من خدمات اجتماعية وحكومية وترفيهية وثقافية، إضافة إلى توفير بيئة عمرانية مناسبة داخل حدود الحرم، وإعادة رسم النسيج العمراني للمدينة المقدسة بشكل لائق، وزيادة الطاقة الاستيعابية للسكن فيها. وحول مشروع "ضاحية سمو" وهو المشروع الأبرز من ضمن مشاريع البوابة لاختراق الخط السريع الرابط بين مكة المكرمة وجدة لموقع المشروع، أوضح الدكتور عايض بن فرحان القحطاني رئيس مجلس إدارة شركة "ضاحية سمو" أن المشروع سيشكل علامة فارقة في المشاريع العقارية في السعودية، لما يعكسه على مفهوم التطوير العقاري، مشيراً إلى أن العاصمة المقدسة تعتبر إحدى أهم البيئات الاستثمارية في بلادنا. وأبان القحطاني أن المشروع يمثل رؤية جديدة للمدينة، لافتاً إلى أن "ضاحية سمو" تمثل انطلاقة عصرية جديدة للعاصمة المقدسة، التي تستوعب المشاريع الحديثة، كما أن المشروع يتميز بأرقى معايير التطوير وأعلى مستويات الجودة للتصميم العمراني، فضلاً على أن هذه النوعية من المشاريع تعتبر من أساسيات البعد التنموي والإنساني لما تمثله من واجهة حضارية لمكة المكرمة من الناحية الغربية. وأشار إلى أن الضاحية سيتم تطويرها لتصبح مشروعاً عالمياً ذا طابع محلي "مكي" أصيل، وأن المساحة الإجمالية لمسطحات البناء فيها ستزيد على مليون متر مربع وتستوعب 25 ألف نسمة تقريبا. وقدر القحطاني تكلفة مراحل تطوير المشروع بما يزيد على ملياري ريال. ويهدف المشروع إلى تأصيل القيم الإسلامية والمواءمة بين الأصالة والحداثة وتحقيق الاستدامة في التنمية المبنية على أساس التوازن بين الإنسان والمكان والموارد وتقديم مجمع حكومي مميز لخدمة المنطقة وأبنائها، ويدعم القاعدة الاقتصادية للعاصمة المقدسة، بتقديم منظومة متكاملة في البنية التحتية والخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية المميزة بجودة عالية.
مشاركة :