فيما اتهمت روسيا واشنطن "بتجاهل" مخاوفها الأمنية وجرها إلى حرب، طالبت الأخيرة موسكو بسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا "فوراً" وانتهاج الدبلوماسية سبيلاً لحلّ الأزمة. وجونسون يحذّر من "خطر واضح وماثل". دبابة روسية في بيلاروسيا الحليفة لموسكو والتي تمتلك حدودا مع أوكرانيا أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين (الأول من فبراير/ شباط 2022) عن أمله من "أن نتمكّن في نهاية المطاف من إيجاد "حلّ للأزمة بين روسيا والغرب حول أوكرانيا" معترفا بأن "الأمر ليس سهلا". وأضاف بوتين في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أن الولايات المتحدة قد تجر روسيا إلى حرب بهدف فرض عقوبات على موسكو. وعبر عن أمله في أن يستمر الحوار بشأن أوكرانيا من أجل تجنب "السيناريوهات السلبية" ومنها الحرب ، التي قال إنها قد تندلع مع حلف شمال الأطلسي إذا انضمت أوكرانيا إليه ثم حاولت استعادة شبه جزيرة القرم من روسيا بالقوة. وقال الرئيس الروسي إنه "من الواضح" أنّ الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اختارا "تجاهل" مخاوف بلاده الأمنية بدليل رفضهما الشروط الروسية في إطار المواجهة بشأن أوكرانيا. وأضاف الرئيس الروسي أن "هدف الولايات المتّحدة الرئيسي هو احتواء روسيا وأنّ أوكرانيا أداة لجرّنا إلى نزاع مسلّح وفرض أقسى العقوبات علينا". وطالبت موسكو الناتو بوقف توسعه باتجاه الشرق وضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى الحلف الدفاعي مطلقا. ورفض الناتو والولايات المتحدة هذه الدعوات لكنهما عرضا مناقشة القضية في رد مكتوب. ولم يأت بوتين على ذكر عشرات آلاف الجنود الروس المنتشرين قرب الحدود الأوكرانية منذ أسابيع في حشد دفع بالدول الغربية إلى اتهامه بأنّه يعدّ لهجوم جديد على أوكرانيا بعد ذاك الذي شنّه في 2014، لكن موسكو نفت مرارا وتكرارا نيتها غزو أوكرانيا. واشنطن تطالب موسكو بسحب قواتها "فورا" من جانبها أعلنت الولايات المتّحدة أنّ وزير خارجيتها أنتوني بلينكن "حضّ" نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي اليوم على أن تسحب روسيا "فوراً" قواتها المحتشدة عند حدودها مع أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنّ "وزير الخارجية شدّد على رغبة الولايات المتّحدة، على صعيد ثنائي ومع حلفائنا وشركائنا، بمواصلة حوار جادّ مع روسيا حول المخاوف الأمنية المشتركة". وأضاف البيان أنّ بلينكن "شدّد على أنّ غزواً جديداً لأوكرانيا سيؤدّي إلى عواقب سريعة ووخيمة ". من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أقرّ خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما الثلاثاء بضرورة "مناقشة" المخاوف الأمنية التي عبّرت عنها روسيا في خضم المواجهة الدائرة بينها وبين الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية. ومثل رئيسه، لم يأت الوزير الروسي في تصريحه على ذكر أوكرانيا أو القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلد، على الرّغم من أنّ المكالمة الهاتفية بينه وبين نظيره الأميركي تمحورت على التهديدات العسكرية الروسية للجارة الغربية الموالية للغرب. وشدّد لافروف على أنّ القضية الأساسية بالنسبة لموسكو تظلّ رفض الغرب لمبدأ "عدم قابلية الأمن للتجزئة". وقال الوزير الروسي "اليوم، أبلغت أنتوني بلينكن أنّنا لن ندع هذا الموضوع يُحجب. سنصرّ على إجراء محادثة صادقة والحصول على تفسيرات صادقة". جونسون يحذر من "كارثة لروسيا وللعالم" ومن كييف حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من "خطر واضح وماثل"، وقال في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "نحن نرى عدداً كبيراً من الجنود يحتشدون، نحن نرى استعدادات لعمليات من شتّى الأنواع تتماشى مع حملة عسكرية وشيكة". وحذر جونسون من أنّ أيّ تدخّل عسكري روسي في أوكرانيا سيشكّل "كارثة لروسيا وللعالم". وطالب روسيا أن "تتراجع وتختار طريق الدبلوماسية، وأعتبر أنّ هذا الأمر لا يزال ممكناً". وأضاف: "نحن نعدّ أيضاً حزمة من العقوبات وغيرها من الإجراءات التي سيتمّ تفعيلها في اللحظة التي يعبر فيها أول جندي روسي الحدود إلى داخل الأراضي الأوكرانية". ع.ج.م/ص.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مشاركة :