في ظل تزايد التهديدات الإقليمية والاعتداءات التي ترتكب بواسطة القطع المسيرة عن بعد، انطلق، في مملكة البحرين، أكبر تمرين بحري بمنطقة الشرق الأوسط، لمواجهة خطر الأنظمة «غير المأهولة». وأفادت القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية «سنتكوم»، أمس الأول، بأن التمرين الذي يتم بقيادتها يشمل 9000 عنصر و50 سفينة، من نحو 60 دولة ومنظمة دولية. وقالت في منشور عبر «تويتر»: خلال اليوم الأول، تم إطلاع ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس الوزراء البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على التكنولوجيا غير المأهولة الجديدة، وشاهد عرضا تجريبيا في عرض البحر. وأكد آل خليفة، خلال مراسم بدء التمرين بمقر الأسطول الأميركي الخامس في المنامة، أهمية حماية الحركة البحرية الدولية من التهديدات التي تؤثر سلباً على التجارة العالمية، وشكر الولايات المتحدة على دورها في هذا الصدد، وشدد على ضرورة توحيد الجهود الدولية لتعزيز الأمن البحري. ومن الدول المشاركة في التمرين، الذي يقام على مدار 18 يوما، الإمارات ومصر وكينيا وعُمان، وستكون التدريبات في الخليج وبحر العرب وخليج عمان والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي. وسيسمح التمرين الخليجي للقوات المشاركة باختبار الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في سيناريوهات تدريب مختلفة وتطبيق الدروس على العمليات المستقبلية في العالم الحقيقي. وشاركت إسرائيل للمرة الأولى في التدريبات، بعد نقل تبعيتها من القيادة الأميركية بأوروبا إلى القيادة الوسطى، بجانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في تغريدة على «تويتر» «سيتدرّب أسطول سفن الصواريخ ووحدة المهام تحت المائية مع الأسطول الأميركي الخامس في منطقة البحر الأحمر»، مشيراً إلى أن البحرية الإسرائيلية تشارك «لأول مرة» في التدريب. في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أن الجيش الأميركي ساعد الإمارات في صد ثالث هجوم صاروخي، خلال شهر، تشنه ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية، المتمردة في اليمن والمدعومة من إيران، على الدولة الخليجية أمس الأول. وقال كيربي، خلال مؤتمر في «البنتاغون»، إن الولايات المتحدة قامت بتنشيط بطاريات صواريخ باتريوت إلى جانب جهود القوات المسلحة الإماراتية لردع الصواريخ المعادية، مضيفاً أنه لم تقع إصابات. وأشاد المسؤول الأميركي بـ «مهنية القوات المسلحة الإماراتية في مواجهة هذه التهديدات»، مؤكداً «نحن بالطبع نقف مع الإمارات والسعودية وشركائنا الخليجيين في الدفاع ضد تهديد شعوبهم وأراضيهم». وتزامنت التطورات مع تقارير عبرية عن موافقة إسرائيل على تزويد الإمارات بمنظومات للإنذار المبكر لمساعدتها في الكشف عن الصواريخ التي يتم إطلاقها صوب أراضيها قبل إصابة أهدافها. وأفادت التقارير نقلا عن أوساط إسرائيلية بأنّ منظومات الإنذار المبكر تشمل أجهزة رادار وبرمجيات تحكّم. وأشارت إلى أنّ تل أبيب تهدف من القرار الذي جاء بعد شنّ «أنصار الله» سلسلة هجمات على العمق الإماراتي، إلى تدشين نظام دفاع إقليمي يمكن أن تستفيد منه مستقبلاً، في حال قامت إيران بتنفيذ هجوم ضد العمق الإسرائيلي. وفي سياق آخر، ذكر تقرير لهيئة البث الإسرائيلي «كان» أن الطائرات التي تحلق فوق البحر المتوسط تجاه المدن الإسرائيلية تواجه مشكلات في الملاحة الجوية بسبب أنظمة التشويش التي تستخدمها روسيا في سورية. وأوضحت الهيئة الرسمية أن المشكلات التي يواجهها الطيارون بدأت قبل أسابيع قليلة، وأن إسرائيل أرسلت رسالة إلى موسكو لإبلاغها بأن النظام يتداخل في مجالها الجوي المدني. وبحسب مصادر صحافية رفضت موسكو الرسالة الإسرائيلية وأصرت على ان النظام «ضروري» لحماية جنودها المتمركزين في سورية، حيث تشن المقاتلات الإسرائيلية ضربات تستهدف القوات الحكومية السورية والجماعات الموالية لإيران.
مشاركة :