تتعرض شركات صناعة السيارات الأوروبية لضغوط في السوق العالمية، التي تشهد نموا سريعا للسيارات التي تعمل بالكهرباء بالكامل. وعلى مستوى العالم، تضاعفت التسجيلات الجديدة للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات العام الماضي لتصل إلى 4.5 مليون. لكن الحصة السوقية لشركات صناعة السيارات الألمانية من مبيعات هذه السيارات تراجعت من 17 إلى 14 في المائة في الربع الأخير من 2021، بحسب دراسة أجرتها شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" للاستشارات الاقتصادية. وأوضح فيليكس كونرت، خبير الشؤون الصناعية في "برايس ووترهاوس كوبرز"، أن شركات تصنيع السيارات الآسيوية مرت بأزمة أشباه الموصلات بشكل أفضل من الأوروبيين والألمان. وذكر كونرت أن هذا يتضح من أرقام مبيعات العام الماضي: ثمانية من أفضل عشرة طرز للسيارات الكهربائية البحتة مبيعا في الصين والولايات المتحدة، جاءت من شركة آسيوية أو أمريكية، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي شركة أوروبية من بين العشرة الأوائل في الصين. وأضاف أن سيارة أوروبية واحدة فقط تباع من بين كل ثلاث سيارات كهربائية بحتة في الصين أو أوروبا أو الولايات المتحدة. وقال كونرت إن هذه النظرة العامة مهمة لأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في هذا القطاع الجديد للسيارات، مضيفا "في أسواق مهمة مثل الصين، أصبح من الضروري الآن بالنسبة إلى المصنعين الأوروبيين البناء على نجاحهم في محركات الاحتراق، والمحافظة على حصتهم في السوق وزيادتها إذا لزم الأمر". وبحسب "الألمانية"، ذكر أنه لتحقيق ذلك، يتعين على الشركات الأوروبية أن تكون قادرة على توريد عدد كاف من السيارات. وقال "إذا كان عليك استعادة حصتك المفقودة في السوق لاحقا، فإن هذه مهمة عالية التكلفة وتتسم بالتحدي". وهناك خطط في جميع أنحاء العالم لخفض الإعانات المالية الخاصة بشراء السيارات الكهربائية، حيث أعلنت الصين على سبيل المثال عن خطط لخفض الإعانات بنسبة 30 في المائة هذا العام. كما خفضت بريطانيا بالفعل الإعانات. وفي الولايات المتحدة لا تحظى خطط الإعفاء الضريبي للسيارات الكهربائية بدعم من أغلبية الكونجرس. وفي سياق متصل بقطاع السيارات العالمي، استدعت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية "تسلا"، أكثر من 53 ألف سيارة، لتعطيل عمل خاصية توجد داخل ما يسمى "نظام القيادة الذاتية الكاملة"، التي من الممكن أن تتسبب في انقلاب السيارة عبر تقاطعات التوقف على طول الطريق. وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس، بأن "تسلا" أصدرت تحديثا لبرنامج يعطل خاصية الـ"رولينج ستوب"، أي منع التدحرج، بعد إجراء مناقشات مع "الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة"، وفقا لإشعار استدعاء للسيارات، قدمته الوكالة عبر الإنترنت.
مشاركة :