مسيرة صانع بريكست تقترب من نهايتها

  • 2/2/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لالتقاط أنفاسه ورصّ صفوف مناصريه واستعادة زمام المبادرة بعد صدور تقرير رسمي لم يدنه صراحة بشأن حفلات أقيمت في داونينغ ستريت وانتهكت الإغلاق العام التي كانت مفروضة لاحتواء كوفيد – 19، إلا أن ذلك لا يبعده عن مساع حثيثة داخل حزبه المحافظ لسحب الثقة منه. وأثارت هذه الحفلات صدمة في المملكة المتحدة التي كانت تخضع حينها لقيود صارمة لمكافحة جائحة كوفيد – 19، كما أوقعت جونسون في أزمة خطيرة مهدّدة بقاءه في منصبه، مع تزايد الدعوات لاستقالته حتى من داخل معسكره المحافظ. وجدّد جونسون الإثنين “أسفه” أمام البرلمان بعد صدور التقرير متعهّدا بـ”إصلاح الأمور”، لكن مراقبين قللوا من تأثير نتائج التقرير على الحراك الذي يقوده عدد من أعضاء حزبه لسحب الثقة منه. وإذ رفض الاستجابة للأصوات الجديدة التي طالبته بالاستقالة بعد صدور التقرير، تعهّد جونسون بتغيير طريقة إدارة الأمور في داونينغ ستريت. وأضاف “نعم يمكن الوثوق بأنّنا سنحقّق ذلك”، مشدّدا على جدول أعماله لمرحلة ما بعد بريكست وعلى التحرّك ضدّ روسيا على خلفية تهديداتها لأوكرانيا. وجونسون متّهم من قبل خصومه بتضليل البرلمان بإصراره على أنّ الفعاليات التي نظّمت في داونينغ ستريت كانت مراعية للقواعد حينها وكانت اجتماعات عمل. وعادة ما يطالَب الوزراء الذين يتبيّن أنّهم ضلّلوا البرلمان بالاستقالة. وعلى مدى أسابيع كشفت وسائل إعلام بريطانية وثائق وصورا مسرّبة ورسائل إلكترونية بيّنت وجود خرق متكرّر لقواعد التباعد الاجتماعي التي كانت الحكومة قد فرضتها. آندرو ميتشل: أبلغت جونسون في البرلمان بأنني سحبت تأييدي له ومن بين الأحداث التي نظّمت، حفلة أقيمت في مايو 2020 في حدائق داونينغ ستريت واحتفالات بعيد الميلاد وحفلة عشية مراسم دفن الأمير فيليب في أبريل. وتخلّل تلك الحفلة إحضار حقيبة مليئة بالمشروبات الكحولية ورقص حتى الفجر، مما أثار غضبا عارما نظرا إلى ما ساد مراسم الدفن من تقيّد تامّ بقواعد التباعد الاجتماعي. وفي تناقض تام مع حفلات داونينغ ستريت، جلست الملكة إليزابيث الثانية يومها وحيدة في كنيسة قصر وندسور في وداع زوجها. ووصف زعيم المعارضة كير ستارمر رئيس الوزراء بأنّه “رجل لا يعرف الخجل”، وحضّ شركاء جونسون في الحكومة على إطاحته بدلا من “دعم المزيد من سوء السلوك والتستّر والخداع”. وذكرت الصحف البريطانية أن نحو عشرين من النواب المحافظين الشباب اجتمعوا الأسبوع الماضي للبحث في التصويت على حجب الثقة عن جونسون. ويعتبر نواب حزب المحافظين هؤلاء الذين يمثلون دوائر انتزعت من الحزب العمالي خلال انتخابات العام 2019، أنهم جمعوا ما يكفي من أصوات للإطاحة بجونسون، في عملية أطلقت عليها الصحافة اسم “مؤامرة فطيرة لحم الخنزير” وهي طبق تشتهر به إحدى دوائر هؤلاء النواب. ومن أجل إزاحته عن زعامة حزب المحافظين وتاليا عن رئاسة الحكومة ينبغي أن يرسل 54 نائبا من المحافظين رسالة إلى “لجنة 1922” مطالبين بتصويت على حجب الثقة. وحتى الآن كشف سبعة نواب بينهم وايكفورد أنهم قاموا بذلك لكن نحو ثلاثين بالفعل أقدموا على هذه الخطوة، على ما ذكرت الصحف التي تساءلت حول ما إذا ما كان تمرد النواب الشباب سيؤمن هذا العدد. وقال أحد المشاركين لهيئة “بي.بي.سي”، “أظن أننا نجحنا لكن يصعب التأكيد”. وأكد آخر لصحيفة “ذي تلغراف” أن “الساعة حانت” بالنسبة إلى رئيس الوزراء. لكن صحيفة فيننشال تايمز ذكرت أن التردد لا يزال سيد الموقف. وقلّل سكرتير الدولة للقوات المسلحة جيمس هيبي من شأن هذا التمرد “غير المفاجئ” قائلا “أتعاطف مع الزملاء الأمر ليس سهلا” تجاه ناخبيهم. وأضاف “الكثير منهم يتعرض للضغوط لأن الرأي العام البريطاني غاضب للغاية”. وستؤدي الإطاحة بجونسون إلى تعليق القرارات في بريطانيا لشهور في وقت يتعامل فيه الغرب مع الأزمة الأوكرانية وتكافح فيه بلاده صاحبة خامس أكبر اقتصاد في العالم موجة تضخمية لا تحدث سوى مرة كل نحو 30 عاما تسببت فيها الجائحة. وتراجع بشدة التأييد لجونسون وحزب المحافظين بعد الكشف عن الحفلات أثناء الإغلاق، فضلا عن زلات أخرى. وأظهر استطلاع للرأي أن حزب العمال المعارض في بريطانيا حقق أكبر تقدم له على حزب المحافظين الحاكم بزعامة جونسون منذ عام 2013، وذلك بعد الكشف عن فضائح تجمعات داونينغ ستريت. ومنح الاستطلاع، الذي أجراه مركز أوبينيوم، حزب العمال 41 في المئة مقابل 31 في المئة لحزب المحافظين. وشكّلت فضيحة حفلات داونينغ ستريت أكبر تهديد لمصير جونسون منذ تولّيه رئاسة الحكومة في العام 2019 مدعوما بتأييد عارم لمشاريعه المتّصلة ببريكست. Thumbnail ويشدّد نواب أعضاء في حزبه المحافظ على فقدانهم الثقة به، ويتوقّع أن يزداد عدد هؤلاء. وانضمّ الوزير السابق للتنمية الدولية آندرو ميتشل إلى صفوف المتمردين في الحزب المحافظ، وقد أبلغ جونسون في البرلمان بأنّه سحب تأييده له. وتزايدت الضغوط على جونسون السبت، عندما أعلن النائب عن حزب المحافظين البريطاني توم توجندهات أنه سيترشح لمنصب رئيس الوزراء إذا أتيح مجال للمنافسة على هذا المنصب قريبا. وأضاف “أعلن بوضوح أنني أعتقد أن الأمر متروك لنا جميعا لنقدم أنفسنا، والأمر متروك للناخبين”، وأشار إلى أن الأمر متروك أيضا للناخبين وأعضاء البرلمان للاختيار. وقال إنه لا يحشد الدعم “ولكن بالطبع عليك المحاولة”. وذكر “أعتقد أنه موقف من النزاهة المطلقة القول إنه بالطبع يجب أن تقدم نفسك للناخبين إذا كنت تعتقد أنه يمكنك القيام بذلك. بالطبع يجب أن تتحدث إلى الزملاء وترى ما إذا كان بإمكانك جمع مجموعة معا، وإذا كان بإمكانك جمع مجموعة معا، فيجب أن تمضي قدما”. وتابع “لا أعتقد أنه يجب أن تشعر بالحرج لرغبتك في خدمة بلدك. كنت فخورا جدا بخدمة بلدي في القوات المسلحة وحصلت على أعلى رتبة ممكنة حتى أتمكن من الحصول على أفضل تأثير ممكن. وكنت فخورا جدا بالعمل كدبلوماسي في جميع أنحاء العالم”. ويعتقد على نطاق واسع أن وزير الخزانة ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تروس من المرشحين البارزين لتولي رئاسة الوزراء إذا تمت الإطاحة بجونسون، لكن صحيفة ديلي ميل ذكرت أن الأعضاء الوسطيين بحزب المحافظين يدعمون توجندهات لخلافة جونسون. وقالت الصحيفة إن بعض أعضاء البرلمان المحافظين يعتقدون أن توجندهات يمثل “أفضل فرصة لبداية جديدة”. انشرWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :